قبل أشهر، نشب خلاف حاد بين المغنيتين اللبنانيتين، نانسي عجرم وإليسا، حول الأكثر متابعة على مواقع التواصل الاجتماعي، لجهة المشاهدات على موقع "يوتيوب" وعدّادات الاستماع على تطبيقات الأغاني. تحوّلت المعركة إلى ساحة من أجل تبادل الاتهامات والشتائم بين جمهورَي الفنانتَيْن.
وبينما حاولت إليسا من جهة التقليل من أهمية القضيّة والترفع عن النزاع، سعت عجرم إلى نشر "حقائق" موثّقة، عبر حسابات تابعة لها، تؤكّد أسبقيتها على إليسا من ناحية المشاهدات التي حققتها أغانيها.
مجلّة "فوربس"، مثلاً تحاول كلّ عام إصدار نسخةٍ حول سباق رجال الأعمال والفنانين حول ثرواتهم، عن طريق تنظيمهم في سلسلة هرميَّة. ورغم أنّ الكثير من الفنانين يأخذون إحصاءات "فوربس" على محمل الجد، إلا أنّ إليسا، على سبيل المثال، أكّدت أنّ الأرقام التي تُنشَر حول ثروتها مبالغ بها جداً. وأشارت إليسا إلى أنّ هذا الأمر لا يزعجها إطلاقاً. في حين تتأثر إليسا، بل تقلب الدنيا رأسا على عقب أحياناً، إذا ما نشرت أرقام أو نتائج تقارن بينها وبين زميلاتها من ناحية المشاهدات.
عودة إلى نتائج "فوربس". صنّف بيان المجلة على موقع "إنستغرام" المغنية الإماراتية أحلام أيضاً. وأحلام هي من أبرز النجمات في عالم الغناء منذ إصدار ألبومها الأوّل عام 1995، ومسيرتها تمتد لأكثر من 25 عاماً في عالم الغناء. الفنانة الإماراتيّة هي من أكثر النجمات العربيات متابعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يتابعها أكثر من 31 مليون شخص على كلّ حساباتها. كما أنّ لديها 557 ألف مشترك على "يوتيوب". وأطلقت أحلام أيضاً ماركة عطورات خاصّة بها.
وبحسب "فوربس"، فإنّ نانسي عجرم حافظت على صدارتها كالفنانة الأكثر متابعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تمتلك 71 مليون متابع. إليسا حلّت في المرتبة الثالثة، كأكثر الفنانات العرب استماعًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ولم تذكر "فوربس" عدد الأرقام التي تمتلكها إليسا على موقع "يوتيوب".
هنا تكمن المشكلة، إذ إنّ "فوربس" تعتمد على حساب إليسا على "إنستغرام" فقط. وموقف إليسا منطقي بأنّ هذه النتائج لا يجب أن تؤخَذ على محمل الجد. ويجب الاعتراف بصعوبة، بل باستحالة، توثيق كل الاستماعات أو المتابعات على مواقع التواصل الاجتماعي.
الدقة هنا مستحيلة، وأي إحصاءات ستعاني من الانحراف، خصوصًا مع وجود ظاهرة القرصنة في العالم العربي. ولا تقتصرُ ظاهرة القرصنة على عالم الغناء فقط، بل إنّ الدراما العربية حتّى اليوم لا تزال تعاني من استنساخ المسلسلات العربيَّة، خصوصًا تلك المسلسلات التي تعرض على المنصات والمؤلفة من حلقات معدودة، إذ تتم قرصتنها بسهولة. وهذا ينعكس سلباً على المحطات الفضائيّة، لأنّها الجهة المعنية في إنتاج هذا النوع من الدراما في الآونة الأخيرة.