الشعافيين الليبية في قوائم محميات المحيط الحيوي

18 سبتمبر 2021
أنشئت محمية الشعافيين عام 1978 على مساحة 541 هكتاراً (فيسبوك)
+ الخط -

دخلت محمية الشعافيين الطبيعية، القريبة من مدينة مسلاتة (100 كم شرق طرابلس) قائمة محميات المحيط الحيوي الخاصة بمنظمة يونسكو. وأعلنت المنظمة  ضم 20 موقعاً جديداً في 21 دولة حول العالم الى قائمة محميات المحيط الحيوي، من بينها بلدان عربيان هما ليبيا والمملكة العربية السعودية

وتهدف القائمة، التي تحرص المنظمة على تحديثها وإضافة محميات جديدة إليها سنوياً، إلى الموائمة بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة بكل مكوناتها الطبيعية، في إطار تعزيز التنمية المستدامة وحفظ النظم الإيكولوجية البحرية والبرية، بما فيها صيانة التنوع الحيوي النباتي والحيواني. وقال سليم بوعزة، رئيس جمعية الواحة الليبية (أهلية) الناشطة في مجال البيئة، إنّ قرار المنظمة الدولية جاء بعد زيارة أجراها فريق تابع لها إلى ليبيا في فبراير/شباط العام الماضي. 

وأوضح بوعزة في حديث لـ"العربي الجديد" هدف الزيارة بالقول إن "الفريق مكون من خبراء للمنظمة زار ليبيا لتقيم وضع المحميات الطبيعية فيها"، مشيراً إلى أن الشعافيين كانت من بين المحميات التي اهتم الفريق بزيارتها. وتابع "الفريق طلب شرحاً وافياً عن المحمية وأحاط في تقريره الذي رفعه ليونسكو بتوضيح دورها في الحفاظ على التوازن البيئي وإنعاش الاقتصاد كأحد روافد التنمية المستدامة". وأضاف أن تقرير الفريق الذي رفع ليونسكو تضمن الإشارة إلى وجود أكثر من 350 نوعاً نباتياً يعيش في المحمية، بالإضافة لأكثر من 20 نوعاً من الطيور والحيوانات، من بينها نباتات وحيوانات مهددة بالانقراض. 

وأنشئت محمية الشعافيين عام 1978 على مساحة 541 هكتاراً، تضم مساحات واسعة من التضاريس المختلفة بين السهول والمرتفعات، وعدداً كبيراً من الأنواع النباتية والحيوانية، كما أنها تعد نهاية سلسلة جبلية ممتدة من غرب ليبيا وحتى مدينة مسلاتة المحاذية للمحمية، وتعرف بسلسلة جبال نفوس، ما زاد من أهميتها السياحية، خصوصا أنها تقع على مسافة 15 كم عن ساحل البحر. ووفقاً لبحوث أكاديمية ليبية، فإن المحميات الطبيعية في ليبيا لا تتجاوز الثماني، وتعرضت لانتهاكات واسعة بسبب غياب الدولة وفرض تطبيق القوانين الخاصة بحماية البيئة ومكوناتها الطبيعية، بحسب أبوعزة، مشيراً إلى أن من بين تلك الانتهاكات استخدام الغابات الكثيفة داخل بعض المحميات، لا سيما في شرق البلاد، لأغراض عسكرية، منها نشر القوات والمعدات العسكرية حال الاستعداد للحروب. 

لكن بعض تلك المحميات، بحكم موقعها البعيد عن التوترات التي عاشتها البلاد طيلة سنوات، نجت من طائلة العبث والتعديات التي مارستها أطراف الصراع في البلاد، ومن بينها محمية "الشعافيين"، وفقا لأبوعزة، الذي اعتبر الخطوة مهمة، مشدداً، على السلطات والمؤسسات المدنية المعنية بالبيئة، بمضاعفة الجهود لإقناع المنظمات الدولية بإدراج المزيد من المحميات، بهدف إدخالها في إطار الجهود الدولية لحماية المقومات الطبيعية للبلاد. 

المساهمون