استمع إلى الملخص
- بعد انتقاله إلى تركيا، عمل نادلاً وحاول إنقاص وزنه لتحقيق حلمه بالغناء، مما أدى إلى توقيع عقد مع شركة "ميوزك إز ماي لايف" التي ساعدته في تسجيل أغانيه وزيادة شعبيته.
- أصدر مؤخراً أغنية "دوالي" بأسلوب يمزج بين "الدبكة" و"الراب"، مع فيديو كليب من إخراج فادي حداد، مما أثار تساؤلات حول استمرارية نجاحه.
من هو الشامي الذي ذاع صيته خلال عام واحد؟ وكيف حقق هذه الشهرة؟ وهل صحيح أنه تحوّل إلى نجم سورية الأول؟ أسئلة كثيرة طرحها حضور الشاب عبد الرحمن فواز، المعروف بالشامي، ووصل عدد متابعيه على "يوتيوب" إلى نحو ثلاثة ملايين مشترك. الرقم بحد ذاته يعتبر إنجازاً لشاب في رصيده 17 أغنية فقط.
عاش الشامي بعد الأزمة السورية في تركيا، وعمل نادلاً في المطاعم هناك. وحاول مراراً، بحسب تصريحاته، إنقاص وزنه الزائد لحلمه بالغناء، وحقق ذلك في أشهر قصيرة، وقدم في زيارة إلى بيروت وعرض على شركة "ميوزك إز ماي لايف"، التي يديرها غسان الشرتوني، الانضمام إليها. رأت الشركة أن النوع الغنائي الذي يقدمه الشامي جديد، وخصوصاً أنه يملك أذناً موسيقية تمكّنه من الحضور في السوق. وفعلاً بدأ الشاب في تسجيل أغانيه التي لاقت رواجاً منذ صدورها، وزادت أرقام المتابعين التي تؤمنها الشركة المنتجة التي تبنت هذه الموهبة.
أبرز جمهور الشامي من الشباب والمراهقين. وبالتالي، فرض هذا النوع من المتابعين على العالم محاولة إثبات حضور الشامي مغنياً عربياً، ما جعله يتقدّم بسرعة البرق إلى الصفوف الأمامية، فأصبح يقيم حفلات كثيرة، تحشد جمهوراً عريضاً.
لم يدرس الشامي أصول الغناء، ويتضح هذا في صوته الذي يعتمد على الاستعراض أكثر من اعتماده على التقنيات؛ فالطبقات العالية تخرج بتقنيات إلكترونية لتبعد صاحبها عن النشاز، مستغلّاً موسيقى إيقاعية مألوفة تُحفظ من الاستماع الأول. هذا كله يصب في خانة النجاح التي يسعى إليها الشاب الحالم بطعم الشهرة والتكيف معها. لكن لهذه الرغبة الشديدة في الانتشار ثمناً، يتمثّل في انتباه الجمهور إلى ضعف القدرات الصوتية لدى الشامي، ما جعله يعلن، في مقابلة، احتجابه لفترة من الزمن.
قد يكون إعلانه لهذا الاحتجاب بمثابة اختبار يضعه بين يدي جمهوره. هل سينزعجون من ذلك ويطالبون بالمزيد من الظهور والإصدارات؟ أم أن الجمهور لن يكترث لأمره؟
يبدو أنه كان مجرّد اختبار؛ فقبل أيام، أصدر "الشامي" أغنية تحمل عنوان "دوالي". غناء وموسيقى على النمط نفسه الذي يقدّم فيه كل إصدارته، مفسحاً مجالاً كبيراً للإيقاع السريع سهل الحفظ، و"البحة" المقصودة في الأداء الغنائي، ومفردات مجتزأة لا ترقى إلى ما يُعرف بالشعر الغنائي. كما لم يُعرف القصد من البيان الصحافي للأغنية، الذي يقول إنها تحمل طابعاً جديداً ونمطاً موسيقيّاً حديثاً يمزج بين "الدبكة" و"الراب" بأسلوب أطلق عليه اسم الـRAPKE.
اختار "الشامي" لإنجاز كليب الأغنية المخرج اللبناني فادي حداد. سيناريو صحراوي فيه خيم وقصة حب لا يمكن أن تتماشى مع نهج الشامي القائم على استقطاب ملاييين المتابعين. كليب أشبه بأغان صُوّرت في تسعينيات القرن الماضي، منها "يا ميمة" لعاصي الحلاني، وغيرها من الأعمال التي حاكت مشاهد الطبيعة والصحراء وقصص الحب، التي مر عليها الزمن. بدوره، اعتمد المخرج فادي حداد على مظهر مختلف للمغني الشاب، مبالِغاً في وضع الكحل على عيني الشامي.