بدأت قناة "دي" التركية منذ أكثر من أسبوع عرض الإعلان الأول لمسلسلها الجديد "فتاة النافذة"، المقتبس من رواية للطبيبة النفسية غولسيران بودايجي أوغلو وتحمل الاسم نفسه، والذي كان مقرراً أن يبدأ عرضه في الأول من شهر إبريل/ نيسان، ثم تأجل عرضه إلى الثامن منه، بسبب إصابة بطل المسلسل فياض شريف بفيروس كورونا.
المسلسل هو العمل الرابع للكاتبة نفسها، إذ تعرض لها حالياً ثلاثة من أقوى الأعمال الدرامية، وهي "المنزل الذي ولدت فيه قدرك"، و"شقة الأبرياء" و"الغرفة الحمراء"، وهي جميعها دراما اجتماعية نفسية تلقى إقبالاً شديداً لدى المشاهد العربي والتركي.
بودايجي، التي بدأت كتبها تلقى إقبالاً بسبب تحويلها لمسلسلات، أعلنت عبر حسابها على"إنستغرام" عن ارتفاع مبيعات كتابها "فتاة النافذة" بعد صدور إعلان المسلسل المقتبس منه، حيث قالت "أعزائي، كتابي الأخير (فتاة النافذة) تجاوزت مبيعاته 441 ألف نسخة. أود أن أعبر عن امتناني وحبي لكم أيها القراء الأعزاء.. فكلما قرأتم أكثر أكتب أكثر بإذن الله".
غولسيران بودايجي تطرح في كل أعمالها قضايا اجتماعية حساسة، ليس فقط في ما يتعلق بالعنف بكل أنواعه، بل أيضاً مشاكل نفسية واجتماعية أخرى.
ومن بين هذه القضايا التي تطرقت إليها مشكلة "التبول الليلي" في مسلسل "شقة الأبرياء"، عبر شخصية غولبان. وكتبت عن ذلك عبر إنستغرام: "التبول الليلي، الذي نسميه سلس البول الليلي، من أكثر المشاكل شيوعاً في العالم وفي بلدنا أكثر مما نعتقد، إنه يجعل الروح البشرية تئن".
أما في مسلسل "فتاة النافذة"، فتتطرق إلى العنف النفسي والجسدي في الطفولة عبر شخصية نالان، التي كانت ضحية والدتها التي عانت معها من صدمات متلاحقة، رغم حياة الرفاهية التي كانت تعيشها.
وكالعادة كما في كل أعمال الكاتبة بودايجي، تضع خبراتها كطبيبة نفسية داخل الرواية، مع قيامها ببعض التغييرات حرصاً على خصوصية مرضاها، وعدم التعرف إليهم، وإضافة بعض القصص الجانبية المستوحاة أيضاً من مرضاها في العيادة، مع الربط بين كل عاطفة عاشها الأشخاص في الطفولة، والأقدار التي وصلوا إليها في ما بعد، بطريقة نموذجية تساعد في تفسير السلوك الإنساني.
المسلسل من بطولة بورجو بيريجيك، التي صرحت حول سبب إقبال الناس على الدراما النفسية قائلة إنها "جائحة كورونا التي جعلتنا نشعر بفراغ لم نعتد عليه من قبل في حياتنا، وبدأنا نعود لأنفسنا ونستجوبها".