انطلق قبل أيام عرض برنامج "قعدة رجالة" في موسم جديد، على الرغم من أن الموسمين السابقين لم يحققا متابعة عالية قياساً إلى هذا النوع من البرامج القائم على قاعدة المناكفات بين المرأة والرجل، وبالتالي الاعتماد على حوارات مبعثرة، بعيدة عن أي هدف وحتى الترفيه.
محاولة فاشلة أخرى لمحطة OSN تقوم بالدرجة الأولى على استغلال ما تجده "نجومية"، أو نجاحاً للمقدمين الثلاثة، قيس الشيخ نجيب، الذي لم يسعفه الحظ في التقديم قبل سنوات عندما اختير مذيعاً لبرنامج "مذيع العرب" (2015)، إنتاج تلفزيون دبي، والحياة المصري، وكذلك نيكولا معوض الذي بدأ مشاركاً أيضاً في بعض البرامج كمقدم على محطة MTV اللبنانية، ثم هاجر إلى القاهرة ودخل عالم التمثيل من باب بسيط فتح له الطريق ليكون على خريطة المسلسلات المصرية الهامة، منها "ونوس" إلى جانب الممثل القدير يحيى الفخراني (2016)، والمغني والممثل خالد سليم، كمحاولة أخرى في طرحه كفنان "شامل".
الواضح أن إنتاج البرنامج مُكلف جداً، خصوصاً أن الحلقات الأولى صورت في لبنان، بناءً على طلب الشركة المنتجة في عز أزمة "كورونا"، والاكتفاء بتصوير ست حلقات في العاصمة اللبنانية بعد إصابة المخرج هيثم عزو بفيروس كورونا، وإعلانه ذلك على صفحته الخاصة في فيسبوك.
استضاف البرنامج في حلقته الأولى الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم، في منزل بديكور فخم جداً. ومحاولة أخرى لنبش أي جديد بين نادين نجيم وزملائها في "الكار". لكن الواضح أن الأسلوب المعلب في الإعداد وتبادل الأدوار في الحوار بين الضيف و"الرجالة" أضاع جزءاً هاماً من العفوية المفترض أن تظهر في "القعدة" القائمة على الصراحة، كما أراد صناع البرنامج، وبدا واضحاً أن "السكتش" المعدّ سلفاً والمحفوظ كسيناريو بين نادين نجيم وقيس الشيخ نجيب أخرج حالة من المفترض أن تكون عفوية وعلى سجية الضيوف، وبالتالي فتح مزيداً من الأسئلة عن الهدف من مشهد يفيض بالذكورية، واستعلاء الرجال على المرأة لمجرد تعبئة الوقت وإثارة توضع أمام المشاهد العادي.
حضور "المؤثرة" إنجي كيوان، بدا هو الآخر تركيباً على "قعدة رجالة". حسناء اتخذت من مواقع التواصل الاجتماعي سلاحاً لوجودها وحضورها، وربما تأثيرها في النمط الأساسي لهذا البرنامج، خصوصاً أن مقدميه الثلاثة لا يتمتعون بكيمياء مشتركة فيما بينهم، ويعمل واحدهم على إبراز مواهبه في التمثيل، من خلال بعض الأسئلة والمفردات، وأحياناً الخروج عن النص.
ربما كان الموسم الأول من "قعدة رجالة" (2017)، الذي جمع إياد نصار ومكسيم خليل وعمرو سلامة، موسماً جيداً زاد من رصيد الممثلين الذين تفاعلوا مع الضيفات، ولم يكن استعراضاً لهم. أما الملهاة اليوم، فتجزم بأن البرنامج مجرد صرف لنفقات لا تدخل حتى في إطار الترفيه الذي تتبناه المحطة نفسها، ويوقع الممثلين الثلاثة في خانة المزايدة على رسم صورة أخرى فيها من التكلف ما يفيض لأكثر من ساعة على الهواء من دون جدوى.