استمع إلى الملخص
- **مطالبات بوضع قوانين لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الموسيقى**: دعت تيفت ميريت لوضع حدود لاستخدام الذكاء الاصطناعي في توليد الأغاني، ورفعت شركات إنتاج كبرى دعاوى قضائية ضد شركتين ناشئتين لاستخدامهما مقطوعات محمية بحقوق الملكية الفكرية.
- **مخاوف الفنانين من تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الترفيه**: يعكس النزاع القانوني بين المنتجين ومطوري الذكاء الاصطناعي مخاوف الفنانين من تأثيره على الإبداع البشري، مما دفع الكونغرس لمناقشة تشريعات جديدة لتنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي في الصناعات الفنية.
أعلنت الشرطة الإسبانية في مطلع هذا الأسبوع أنها تحقق مع خمسة شبان يشتبه في أنهم استخدموا الذكاء الاصطناعي لإنتاج صور إباحية لعشرين من الفتيات القاصرات ونشروها عبر الإنترنت. وأوضحت الشرطة أن من بين المشتبه بهم أيضاً قاصرون في هذه القضية المتعلقة بإنتاج مواد إباحية باستخدام تقنية "التزييف العميق" (ديب فيك). وكان المشتبه بهم يعرفون ضحاياهم وجميعهن من مقاطعة إشبيلية في جنوب غرب البلاد. وقد بدأت الشرطة تحقيقاتها بعد تلقي شكوى من والدَي إحدى الفتيات.
وأشارت إلى أنه "بعد التلاعب بالصور، نشرت عبر مجموعات على وسائل للتواصل الاجتماعي، ما تسبب في ضرر نفسي واجتماعي كبير للضحايا"، وأوضحت أن "واقعية الصور صعّبت التمييز بين الأصلية وتلك التي عدّلت".
ويمكن أن توجه للمشتبه بهم الخمسة اتهامات باستغلال أطفال في مواد إباحية وانتهاك قوانين الخصوصية.
تزامنت هذه القضية مع أخرى فتحتها نجمة موسيقى الكانتري الأميركية تيفت ميريت، التي انضمت للمطالبين بوضع حدود وقوانين تؤطر عمل الذكاء الاصطناعي عندما يتعلّق الأمر بتوليد أغانٍ جديدة، وذلك بعدما طلبت وكالة رويترز من روبوت توليد الموسيقى بالذكاء الاصطناعي "يوديو" إنتاج "أغنية أميركية على طراز تيفت ميريت"، فأنتج الروبوت على الفور أغنية Holy Grounds، وهي أغنية تتحدث كلماتها عن القيادة أثناء مشاهدة الحقول والسماوات وهي تغيّر ألوانها.
تصريحات ميريت جاءت لتركّز النقاش حول الأبعاد الأخلاقية والإبداعية والقانونية لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، خصوصاً مع رفع شركات إنتاج كبرى دعاوى قضائية ضد شركتين ناشئتين في مجال الذكاء الاصطناعي الموسيقي، متهمة إياهما باستخدام مقطوعات محميّة بحقوق الملكية الفكرية لتطوير تقنياتهما، لتنضم بذلك إلى سلسلة شكاوى قدمها فنانون آخرون ضد شركات عاملة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وقدمت جمعية صناعة التسجيلات الأميركية (RIAA - Recording Industry Association of America)، التي تمثل شركات مثل "سوني ميوزيك إنترتاينمنت" و"يونيفرسال ميوزيك غروب" و"وورنر ريكوردز"، شكويين منفصلتين ضد شركتي "سونو" (Suno) و"أوديو" (Udio)، وهما أداتان تتيحان إنشاء الموسيقى من خلال طلب بسيط باللغة اليومية.
وقال الرئيس التنفيذي لجمعية صناعة التسجيلات الأميركية ميتش غلازيير، في بيان، إن هاتين "الخدمتين غير المرخصتين تزعمان أنّه من الصواب نسخ عمل الفنان واستغلاله لتحقيق أرباح من دون موافقة أو دخل".
واعتبر أن مثل هذه الممارسات "تؤخر تحقيق الوعد بذكاء اصطناعي مبتكر هو حق لنا جميعاً"، مشدداً على أن جمعيته "تتعاون بالفعل مع مطوّرين مسؤولين لبناء أدوات ذكاء اصطناعي مصممة لتدوم، وتتمحور حول الإبداع البشري وتمنح الفنانين وكتّاب الأغاني السيطرة" على أعمالهم.
انتقال المعركة بين المنتجين ومطوري برمجيات الذكاء الاطناعي إلى المحاكم، كان ترجمة فعلية لمخاوف ظهرت للمرة الأولى بشكل واضح خلال إضراب نقابتي كتّاب السيناريو والممثلين في هوليوود العام الماضي. إذ كان واحداً من المطالب الرئيسية للمضربين هو تأطير عمل الذكاء الاصطناعي، وتأمين الحماية من الاستبدال بهذه التقنية، خصوصا لكتّاب السيناريو، مع تطوير برمجيات قادرة على كتابة نصوص درامية وسينمائية لا تحتاج سوى للمسة ومراجعة بشرية صغيرة.
وكان إضراب هوليوود قد أدى إلى ظهور تحديات قانونية جديدة تتطلب تنظيماً دقيقاً لهذا القطاع. وفقاً لتقرير نشرته هوليوود ريبورتر، تتم حالياً مناقشة تشريعات جديدة في الكونغرس تهدف إلى تنظيم استخدامات الذكاء الاصطناعي في الصناعات الفنية والترفيهية. من بين هذه التشريعات قانون Nurture Originals, Foster Art and Keep Entertainment Safe" (NO FAKES)، الذي يسعى إلى حماية حقوق الفنانين والحد من التزييف الرقمي.
لكن هذه الخطوات القانونية لم تطمئن الفنانين بعد. في مقابلة مع "هوليوود ريبورتر"، أعربت الممثلة جوستين بيتمان عن قلقها العميق من تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الترفيه، معتبرةً أنه قد يقوض قيمة الإبداع البشري ويؤدي إلى تراجع جودة الأعمال الفنية.
وقد بات السؤال عن هذه التقنيات أساسياً في مختلف المقابلات مع نجوم هوليوود، ويجمعون كلهم على وجوب وضع أطر لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى الفني. الممثلة كيرا نايتلي قالت في مقابلة سابقى مع صحيفة ذا غارديان:
"أشعر بأن هناك تهديداً حقيقياً بأن يتم استخدام صورنا وأصواتنا من دون موافقتنا. يجب أن تكون هناك قوانين واضحة تحمي حقوقنا كممثلين". بينما قال المخرج جيمس كاميرون، في مقابلة مع "نيويورك تايمز": ""أعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية، لكنه لا يمكن أن يحل محل الإبداع البشري. يجب أن نكون حذرين من السماح للآلات بأن تأخذ مكان الفنانين".
مخرج آخر هو كريستوفر نولان، تطرق إلى الموضوع قائلاً: "الإبداع البشري هو الذي يجعل الأفلام مميزة. لا أعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يخلق المستوى نفسه من التعقيد والعمق الذي يقدمه المبدعون البشر".
أمام هذا الموقف الحذر من الفنانين، ألغت إحدى دور السينما في وسط لندن عرضاً خاصاً لفيلم كُتب بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي، الشهر الماضي، بعد موجة غضب من المتابعين. وكان من المقرر أن تستضيف سينما الأمير تشارلز العرض العالمي الأول لفيلم The Last Screenwriter، الذي ابتكره روبوت الدردشة الذي يستند إلى الذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي" ChatGPT، لكن الفكرة أثارت الغضب والمخاوف إزاء اقتحام هذه التقنية لعالم الفن السابع.