الدراما السورية في مرمى الضياع

27 ابريل 2021
الممثل حسام تحسين بيك كاتب مسلسل "الكندوش" (فيسبوك)
+ الخط -

سعت الدراما السورية هذا الموسم إلى رد اعتبارها، لكن النتيجة، حتى الآن، لم تكن مرضية بالنسبة لصنّاع هذه الأعمال، إذ ثمة تباين واضح في ردود الفعل من قبل الجمهور، فيما لم تصل عناوين المسلسلات السورية إلى الـ "ترند" على المواقع البديلة، باستثناء مسلسل "على صفيح ساخن"، من بطولة يامن حجلي وعلي وجيه، وإخراج سيف سبيعي، الذي كسر الطوق وتقدم ضمن المنافسة للحكايات الاجتماعية الواقعية، التي تحفل بها المسلسلات العربية المُشتركة.

الواضح أن الجمهور السوري، والعربي عموما، ملّ متابعة سلسلة الأعمال التي تحمل طابع ما يُسمى بـ "البيئة الشامية"، لا بل استنفد طاقاته على مشاهدة الصورة المكررة لهذا النوع من الإنتاجات. قبل أكثر من 12 عاماً، تصدّر مسلسل "باب الحارة" المشهد الدرامي السوري، واستطاع أن يحقق أعلى نسبة متابعة عربية. لكن، مع الوقت، تراجع منسوب المشاهدة، وضاع المنتج وكتّاب السلسلة في شرك المصالح وجني الأرباح، ووصل الحال بهم إلى القضاء، ما أضعف المسلسل، ولم يحقق الجزء الحادي عشر الذي يُعرض حالياً أي تقدم يذكر في العدّاد اليومي للمسلسلات الأكثر متابعة. ورغم ذلك، أصر بعض الكتّاب والمنتجين السوريين، هذه السنة، على تقديم محتوى يحاكي "البيئة الشامية"، وحاولوا قلب الصورة في عيون المشاهد، والإعلان عن الفارق، وضخ نفس جديد في هذه الصناعة.

يتصدر مسلسل "حارة القبة"، إخراج رشا شربتجي، المشهد العام للدراما السورية. ورغم التطويل الذي اتسمت به الحلقات الأولى من السلسلة، بدا واضحاً أن التوجه يقضي بإنقاذ المسلسل، وفرض حضوره وارتفاع نسب المشاهدة وردود الفعل على المواقع البديلة. عملت رشا شربتجي على مسك خيوط اللعبة، وعادت إلى "عهدها"، إذ نجحت في ضبط إيقاع الحركة والسياق التصاعدي للأحداث، وإن جاء النص ضعيفاً في بعض المواقف المصورة، أو المطولة قصداً

أما "الكندوش" (كتابة حسام تحسين بيك وإخراج سمير حسين) فهو حتى الحلقة العاشرة يشهد صراعاً في رد الفعل الجماهيري. وجاء نقد المخرج محمد عبد العزيز لـ "الكندوش" كأول ضربة قاسية على العمل. كتب عبد العزيز: "أسوأ عمل الكندوش، ركيك، ممل، مشتت"، محاولاً التحايل في منشوره على حال الهجوم بالقول: "حسنات العمل أنه أعاد الأستاذ أيمن زيدان إلى الدراما"، متابعاً: "وجود هذا الكم من الممثلين الكبار، بذهنية مشتتة عديمة الخيال، ستؤدي بلا محالة إلى هذه النتيجة الهلامية البائسة".

هكذا، يمكن تصنيف جزء من الأعمال السورية المعروضة ضمن باقة "دراما رمضان 2021"، والتي لم تنقذها سُبل أو محاولات العودة إلى الصدارة، أو حتى المنافسة، والخروج بنتائج مرضية تعيد حركة الدراما السورية إلى سابق عهدها.

يبقى السؤال: هل تواجه الدراما السورية هجرة "أبطالها" إلى عوالم الدراما المُشتركة؟ سؤال يطرح نفسه أمام النتائج الإيجابية التي يحققها نجوم سورية في المسلسلات المُشتركة، واحتلال الشاشات في موسم رمضان وخارجه رغم التضخم الحاصل في هذا النوع من الإنتاجات، لكن من المؤكد أنه تحول واقعاً لمتابعة الجمهور السوري لـ "نجومه" خارج إطار الصناعة المحلية، ما يفرض المشاركة في تقاسم نقاط الربح.

المساهمون