بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على اختفائه، كشف المحامي الحقوقي المصري خالد علي، اليوم الأربعاء، عن حبس الفنان إيمان البحر درويش، نقيب الموسيقيين السابق، وحفيد "فنان الشعب" الشهير سيد درويش، إثر نشر صورته ضمن مجموعة من المعتقلين السياسيين البارزين في بلاده، معلقاً بقوله: "يارب هونها على الجميع".
ونشر علي صورة إيمان البحر درويش، رفقة رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" السابق الكاتب عبد الناصر سلامة، والمنتج السينمائي معتز عبد الوهاب، والصحافية والإعلامية في التلفزيون المصري هالة فهمي، وجميعهم من "سجناء الرأي" الذين اعتقلوا خلال الفترة الماضية، بسبب انتقادهم لسياسات الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي.
كذلك نشر علي صور العشرات من المحتجزين تعسفياً منذ سنوات في مصر، ومنهم رئيس حزب "مصر القوية" عبد المنعم أبو الفتوح، ونائبه محمد القصاص، ونائب رئيس حزب "الوسط" المحامي عصام سلطان، والقيادي في حزب "الاستقلال" مجدي قرقر، والمحامية الستينية هدى عبد المنعم، والباحث الاقتصادي عمر الشنيطي، والطالب بكلية الهندسة في الجامعة البريطانية في القاهرة أيمن موسى.
وكانت أمنية، ابنة الفنان إيمان البحر درويش، قد نفت اعتقال والدها في أغسطس/آب الماضي، مدعية أن غيابه يعود إلى دخوله قسم العناية المركزة بسبب ظرف صحي. غير أن ناشطين أكدوا خبر إلقاء القبض عليه بعد إعلان معارضته لسياسات السلطة الحاكمة في مصر، لا سيما ما يخص التفريط في مياه نهر النيل، وفشل مفاوضات سد النهضة الإثيوبي.
وطالب درويش باللجوء السياسي لأي دولة جراء تعرضه للظلم في بلاده، قائلاً في آخر منشور له على موقع فيسبوك: "لو كنت حياً يا شيخ سيد، ورأيت ما فعلوه في حفيدك، لكنت قلت بأعلى صوتك: مصر يا أم الفساد. أنا لا يهمني الاغتيال أو السجن، وعلى الجميع نشر هذه الاستغاثة إلى حقوق الإنسان في كل مكان في العالم، ليعلم مدى الظلم والفساد في مصر".
واشتهر درويش بإحياء بعض أعمال جده مثل أغنية "محسوبكم انداس"، والتي كانت بداية نجاحه عقب تخرجه من كلية الهندسة في جامعة الإسكندرية، ليقدم بعدها سلسلة من الأغاني المعروفة، مثل "نفسي" و"ضميني" و"أنا طير في السما" و"أدن يا بلال". بالإضافة إلى مشاركته البطولة في أفلام منها "تزوير في أوراق رسمية" و"حكاية في كلمتين"، ومسرحية "انقلاب"، ومسلسل "الإمام الشافعي"، وقام بدور جده في مسلسل "أهل الهوى".
وأصدر السيسي قرارات بالعفو عن مجموعة من الناشطين السياسيين أخيراً، ارتباطاً بحديثه عن ضرورة إطلاق "حوار سياسي" للتباحث حول الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، ومنهم خمسة صحافيين هم حسام مؤنس، وأحمد علام، وعامر عبد المنعم، وهاني جريشة، وعصام عابدين، إضافة إلى الباحث عبده فايد، والباحث إبراهيم عز الدين، والناشط محمد صلاح، وطبيب الأسنان وليد شوقي، والمحامي عمرو إمام.
ولا تمثل غالبية الأسماء التي أعلن عن إخلاء سبيل أصحابها سوى مجموعة محدودة جداً من الشباب المنتمين في الأصل إلى تيارات سياسية شاركت في تأييد سياسات السيسي خلال السنوات الأولى من حكمه، ثم انتقلت إلى صفوف "المعارضة الناعمة" بسبب ممارسات الإقصاء والتهميش التي مارسها النظام في حقهم.