الحزب الشيوعي الصيني إذ يكتب ويلحن
لطالما مارست السلطات الصينية الرقابة على التعبير، لكن في بعض الأحيان، بدلاً من محو شكل أو رسالة لا تحبها، فإنها تحولها إلى مصدر لـ"الطاقة الإيجابية" كما تصفها الحكومة.
عام 2010، صدرت أغنية "اقتل ذاك الشخص من شيجياتشوانغ"، فجرى تفسيرها على أنها تنتقد الآثار الجانبية المؤلمة لتحديث الصين. عندما تبنى الحزب الشيوعي إصلاحات السوق في التسعينيات، واجه العمّال في الشركات التي تديرها الدولة في شيجياتشوانغ، شمالي البلاد، عمليات تسريح جماعي. تحطمت توقعات كثير من الناس بشأن تأمين راتب مدى الحياة، والمعروف باسم "وعاء الأرز الحديدي". أما المدينة، التي كانت ذات يوم قوة اقتصادية، فقد تراجع حضورها.
وتنقل صحيفة نيويورك تايمز عن الشاعر الغنائي وعازف الباس في فرقة "مجتمع الشباب القدير" من شيجياتشوانغ جي غينغ قوله إنّ الأغنية تدور حول "تآكل الحماسة وتقدير الذات" داخل العائلة الواحدة.
خلال الأغنية يكون أداء المغني حزيناً، في البداية على خلفية بسيطة من الهارمونيكا والأوتار، ثم يتحوّل إلى عزف منفرد على الغيتار. لكن رابطة الشبيبة الشيوعية في مقاطعة خبي، وعاصمتها شيجياتشوانغ، تدخلت في الأغنية، وغيرت كلماتها.
وعلى الرغم من ظهور الكلمات المعاد كتابتها في 2021، فقد اكتسبت اهتماماً جديداً الشهر الماضي، عندما أعلنت حكومة شيجياتشوانغ، في محاولة لجذب الزوار وتنشيط اقتصادها، عن حملة لإعادة تسمية نفسها كعاصمة الصين لموسيقى الروك أند رول، تحت شعار "شيجياتشوانغ التي لا تقهر".
في البداية، يبدو الإصدار الجديد مشابهاً تماماً للنسخة الأصلية. كلاهما يبدأ بجذور المدينة من ذوي الياقات الزرقاء، ويرسم صورة للروتين اليومي لعامل المصنع. لكن بسرعة تتباعد الروايتان. في الأغنية الأصلية تنتقل الكلمات من العامل إلى زوجته. إنّها بحاجة ماسة إلى حماية أسلوب حياتها القديم، لكنها تبدو عاجزة عن القيام بذلك.
في النسخة الجديدة تختفي حميمية السرد الشخصي، ويختفي اليأس، وتحل محله صور ملهمة ليوم جديد.
وفي الأغنية الأصلية تستمر قصة العائلة وتتحول إلى الابن المراهق للزوجين. يبدو متشائماً بشأن المستقبل، مثل والدته. تقلب الأغنية الجديدة مشاعر المراهقة المتقلبة تماماً، وبدلاً من ذلك تمجّد مدينة تعمل بجد و"تعيش حتى سنوات ذروتها".
ويظهر كليب أنشأته رابطة الشبيبة الشيوعية لمرافقة النسخة الجديدة من الأغنية لقطات لامعة لتلاميذ المدارس والعاملين المبتسمين.
وحتى الآن، على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية، لم يكن رد الفعل على الجهود المنقحة مثيراً للإعجاب. يقول أحد أكثر التعليقات شيوعاً: "بطريقة ما، هذه النسخة أكثر إحباطاً".
