"التكنولوجيا من أجل فلسطين"... كي لا يبقوا أرقاماً

04 ابريل 2024
مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، نوفمبر 2023 (مصطفى حسونة/Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مشروع "التكنولوجيا من أجل فلسطين" يطلق منصة data.techforpalestine.org لتحويل البيانات حول قطاع غزة إلى قصص إنسانية، مكافحةً للتضليل الإعلامي وإبراز هويات الشهداء.
- المنصة تقدم تفاصيل دقيقة عن الشهداء في غزة منذ أكتوبر 2023، مع تحديثات يومية وأدوات تحليلية لتسهيل الوصول وفهم البيانات لجمهور عالمي.
- تهدف المبادرة إلى توسيع نطاق البيانات لتشمل تأثيرات العدوان الإسرائيلي على الحياة في الضفة الغربية، داعية المجتمع العالمي للتفاعل مع القصص الإنسانية وراء الأرقام.

بينما يجرد الفلسطينيون في قطاع غزة من إنسانيتهم، من خلال تحويل معاناتهم إلى مجرّد أرقام في ذيل التقارير الإخبارية الدولية، يسعى مشروع تكنولوجي مفتوح المصدر لنفخ الروح في البيانات وتحويل الأرقام حول قطاع غزة إلى قصص إنسانية، تسلّط الضوء على أسماء الشهداء وهوياتهم ومعلومات إضافية عنهم، ضمن فكرة تهدف إلى التصدّي للتضليل والزيف الذي يمارسه إعلام دولة الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك الإعلام العالمي المنحاز ضد الشعب الفلسطيني.

منصة البيانات الديناميكية مفتوحة المصدر data.techforpalestine.org هي أحد مشاريع "التكنولوجيا من أجل فلسطين"، وهو تحالف يضم أكثر من 40 من المؤسسين والمستثمرين والمهندسين، وغيرهم من العاملين في صناعة التكنولوجيا، يهدف إلى تطوير مشاريع وأدوات وبيانات مفتوحة المصدر لمساعدة الآخرين في قطاع التكنولوجيا على الدفاع عن الشعب الفلسطيني.

تسلط المنصة الجديدة الضوء على القصص الإنسانية الكامنة وراء البيانات التي جُمعت عن الشهداء في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ويشدّد القائمون عليها على أن "الأرقام والبيانات تحتاج إلى سياق لسرد قصص مؤثرة. يُعَدّ تصوير البيانات، عند القيام بذلك بدقة وفعالية، وسيلة قوية لمشاهدة العالم". وتعتمد التحديثات اليومية لمجموعة البيانات على العمل الذي جمعته وزارة الصحة في قطاع غزة بدقة؛ إذ يعرض تفاصيل الأرواح التي أُزهقت وسط عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على القطاع. وقد صُمّمت في البداية للباحثين والمطورين، لكنها الآن ترحب بصنّاع المحتوى أيضاً.

توفر المنصة أكبر قدر ممكن من التفاصيل لكل شهيد في مجموعة البيانات، ويشمل ذلك الأسماء، وتواريخ الميلاد، وأرقام التعريف، والجنس. وتذهب المنصة إلى أبعد من ذلك، من خلال تقديم الترجمات وحساب الأعمار بناءً على تواريخ الميلاد المقدمة، ما يضمن إمكانية الوصول والفهم لجمهور عالمي. وإضافةً إلى تنظيم البيانات الأولية، عمل تحالف التكنولوجيا من أجل فلسطين على تطوير مجموعة من الأدوات لتسهيل التعامل بعمق مع المعلومات. فلا يمكن للمستخدمين رؤية الأرقام الأحدث والأكثر دقةً للشهداء فحسب، بل يمكنهم الوصول إلى الجدول الزمني لتلك المآسي، مع التحديثات اليومية المسجَّلة بتنسيقات جاهزة للتحليل، مثل ملفات JSON وCSV، ما يتيح للمستخدمين اختيار التنسيق الذي يناسب أدواتهم التحليلية واحتياجاتهم في سرد القصص.

تقدم المنصة أيضاً تمثيلات رسومية للبيانات. ويقول الموقع إن "هذه المرئيات ليست مجرد مخططات ورسوم بيانية، بل نوافذ على التكلفة البشرية" للعدوان على قطاع غزة. وهي تمثلات صُمّمت لجعل البيانات أكثر قابلية للفهم وتأثيراً لجمهور متنوع. أحد التطبيقات هذه يكرّم الأطفال الذين استُشهدوا في الأشهر الخمسة الماضية، ويحصي عدد الأطفال الشهداء ويُظهر أسماءهم، إذ لا يتركهم مجرّد أرقام، على عكس ما يفعل الإعلام الغربي.

ويقول التحالف في تقديم المشروع إنه "أكثر من مجرد مستودع للمعلومات. إنه دعوة إلى العمل، ودعوة لصنّاع المحتوى، والمحللين، والمجتمع العالمي، إلى التفاعل مع البيانات، وسرد القصص التي يجب سماعها".

كذلك، تهدف المبادرة إلى توسيع مجموعات البيانات الخاصة بها، لتشمل التأثير المدمر على الحياة في الضفة الغربية وتداعياته على البنية التحتية، وهو ما سيتيح تقديم رؤية أكثر شمولية لتأثير العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة على حياة الفلسطينيين وسبل عيشهم. 

المساهمون