التسوّق من وجهة نظر أخرى: هل يُطيل العمر؟

11 نوفمبر 2021
يتيح التسوق فرصة التفاعل الاجتماعي مع الناس الذين نتسوق معهم (كيريل كوكمار/Getty)
+ الخط -

ترتبط رحلات التسوق اليومية بارتفاع معدلات البقاء على قيد الحياة. ففي دراسة نشرت في مجلة Journal of Epidemiology and Community Health، وُجد أن كبار السن الذين يتسوقون يوميًا، كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 27%، مقارنة بأولئك الذين يتسوقون بشكل أقل تكراراً. ويعتقد الباحثون أن الفوائد ليست مرتبطة بالضرورة بالإفراط في شراء المنتجات الفاخرة، حسب ما ذكرت مجلة Times، بل لأن التسوق يُشعر المسنين بالانتماء إلى المجتمع، ويقلل من شعورهم بالوحدة، ويبقيهم نشيطين بدنياً في بيئة آمنة ومريحة.
كما أن واحدة من أكبر مزايا التسوق تكمن في ممارسة رياضة المشي. وقد وجدت دراسة استقصائية بريطانية، أن النساء يمشين 180 ميلاً في السنة أثناء التسوق؛ أي ما يعادل سبع سباقات ماراثون. ويساهم المشي المتكرر في تقليل مخاطر الإصابة بالكثير من الأمراض، كمرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية. كما يمكن للشخص، وفقاً لدراسة أميركية، خلال رحلة التسوق وحمل الحقائب ثقيلة الوزن، أن يفقد ما يصل إلى 400 سعرة حرارية وبالتالي يساهم في خسارة الوزن الزائد.
وجدت الأبحاث أن التسوق ينشط مراكز المتعة في الدماغ. وأظهرت دراسة أجرتها جامعة ميشيغن، أن الأشخاص الذين اشتروا بالفعل منتجات رغبوا بها كانوا أقل حزناً بمقدار ثلاث مرات، مقارنةً بمن لا يتسوقون. وعندما قام باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة كارنيغي ميلون، وجامعة ستانفورد، بإجراء صور لبعض المتطوعين على جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، تبين لهم تصاعد مستويات الدوبامين، التي تعطي شعوراً بالرضا والسعادة لدى المتسوقين، عندما رأوا أغراضاً يرغبون بشرائها وفي حدود ميزانيتهم. ويلعب إنتاج الدوبامين، أيضاً، دوراً أساسياً في التفكير الإيجابي والسلوك والإدراك والمزاج، والانتباه، والذاكرة والتعلم.

كما يتيح التسوق فرصة التفاعل الاجتماعي مع الناس الذين نتسوق معهم، أو الأشخاص الذين نتعامل معهم أثناء التسوق، من موظفي المبيعات، والذي من شأنه أن يقلل من مستويات التوتر. في دراسة نشرتها الجمعية الأميركية لعلم النفس، تمت مقارنة مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر) عند الأطفال الذين تسوقوا مع أصدقائهم المقربين، والأطفال الذين تسوقوا بمفردهم، وكانت النتيجة انخفاض مستويات الكورتيزول عند الأطفال، الذين كانوا برفقة أصدقائهم، مقارنة بنظرائهم المنفردين، ما يشير إلى أن أي شكل من أشكال الترابط والتواصل، يمكن أن يخفف التوتر.
ويمكن أن يحافظ التسوق على التركيز العقلي والإدراك، حتى مع التقدم في العمر وفي سن الشيخوخة. ويمكن أن يكون إجراءً صحياً يقي من الخرف. فأثناء التسوق، يحتاج المرء، أولاً، لمعرفة احتياجاته من السلع المختلفة والتفكير في المواد والسلع المعروضة للبيع، والتحقق من أن هذه السلع هي الأفضل والأنسب له، ومراجعة ميزانيته وحساب التكلفة الإجمالية.
من جهة أخرى، وجد بحث جديد أن شراء المنتجات الجذابة، يحسن تقدير الأشخاص لذاتهم، ويفتح عقولهم أمام خيارات ووجهات نظر أخرى. ووفقًا لبحث من جامعة ميامي، وجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، تم اختبار الطريقة التي شعر بها المستهلكون بعد شراء مصابيح أكثر إرضاءً من الناحية الجمالية، مقابل مصابيح تعمل بشكل أفضل، وكانت النتيجة أن أولئك الذين اشتروا المصابيح ذات المظهر الأفضل، زاد تقديرهم لأنفسهم بعد عملية الشراء.

المثير للدهشة، أن التأثير على نفسية المستهلكين لم يتوقف عند هذا الحد؛ إذ شعر المستهلكون الذين اشتروا المصباح ذا المظهر الأفضل، بانفتاح أكبر على وجهات النظر الأخرى، وقراراتهم لاحقًا.

المساهمون