الاحتلال يُضاعف انتهاكاته ضد الإعلام: "الصحافي الهادئ" شهيداً في غزة

19 مايو 2021
الشهيد الصحافي يوسف أبو حسين (تويتر)
+ الخط -

ودّع صحافيون في قطاع غزة الذي يتعرض للعدوان الإسرائيلي لليوم العاشر على التوالي زميلهم الصحافي في إذاعة "صوت الأقصى" يوسف أبو حسين، الذي استشهد فجر اليوم الأربعاء، إثر استهداف الطائرات الحربية الإسرائيلية منزله في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة. 

ونُقِل جثمان الشهيد أبو حسين من مجمع الشفاء الطبي بعد أداء صلاة الجنازة عليه، ومن ثم إلى منزل عائلته لوداعه، قبل مواراته الثرى في مقبرة الشيخ رضوان. 

ويرفع الاستهداف المُباشر لمنزل الصحافي أبو حسين وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية بحق الصحافيين والمؤسسات الإعلامية، وذلك بعد قصف عدد من الأبراج التي تضم المكاتب والمؤسسات الإعلامية، فيما نجا عدد من الصحافيين نتيجة استهداف مُباشر شمال قطاع غزة

ويضرب الاحتلال الإسرائيلي بعرض الحائط كل الأصوات المُنادية بحماية الصحافي الفلسطيني، وتجنيبه الأحداث الدائرة، فيما يرفض الامتثال للقوانين الدولية التي تُنادي بضرورة حماية الصحافيين، وضمان حرية الرأي والتعبير، عبر مواصلة الاعتداءات بحق الصحافيين ووسائل الإعلام. 

 

وبدت علامات الصدمة والحزن على ذوي الشهيد الصحافي، وأصدقائه، وزملائه الصحافيين، الذين تشاركوا في تشييعه، فيما وثقوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي ذكرياتهم مع "الصحافي الهادئ"، وقد أرفقوا عبارات التعازي والرثاء، بنشر صوره مع أطفاله، وصور أخرى خلال عمله في الإذاعة. 

ونشرت إذاعة الأقصى، التي يعمل فيها الصحافي أبو حسين، نعيًا عبر صفحتها الرسمية، جاء فيه "بكل معاني الحزن والأسى المكللة بالصبر والاحتساب، تنعى إذاعة صوت الأقصى لشعبنا الفلسطيني عامة وللأسرة الصحافية خاصة ابنها البار وفارس الكلمة، الشهيد يوسف أبو حسين، الذي ارتقى إلى العلى شهيداً صباح يوم الأربعاء، بعد استهدافه بصواريخ الحقد الصهيونية في شقته السكنية". 

 

"يوسف أبو حسين صَدَقت فسبَقت"، عبارة مؤثرة كتبها الصحافي وائل جروان في رثاء زميله مُرفقًا إياها بصورته، فيما شاركه الصحافي أحمد الكومي، الذي قال في رثاء زميله: "جمعتنا الحكايات والتحقيقات في برنامجك المميز "بالصوت العالي" والأمسيات الجميلة برفقتك، سنفتقدك كثيرًا". 

الصحافية يافا أبو عكر قالت عبر منشور لها عبر "فيسبوك" أرفقته بصورة لصلاة الجنازة، "في وداع  الزميل يوسف حسين اليوم، شهيد كلمة الحق فاعذرونا، لن نستطيع رثاءه، اليوم مفجع، قبل الحديث عنه تأملوا صورته، التمسوا لحيته، اصرخوا قليلا فألم الوداع ما أصعبه، سنفتقد حنجرتك الذهبية ، سنفتقد صباحاتك، ورفع معنوياتك لأهلك بالقطاع". 

 

وتشارك الشهيد أبو حسين بارتداء اللون الزهري، مع أطفاله، في الصورة التي نشرتها زميلته الصحافية أمل حبيب على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وقد أرفقتها بالقول: "زميلي الهادئ، الخلوق، صاحب البصمة في عمله الإذاعي في إذاعة صوت الأقصى، لا سيما برنامجه بالصوت العالي". 

أما الفلسطينية آلاء أبو العمرين، فقد غردت عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بتصميم لصورة الشهيد يوسف، يتضمن عبارة "سيبقى صوتك فينا حيًا ما بقينا"، وقد أرفقته بالقول: "رحمك الله يا يوسف، حزننا لرحيلك وأنا شخصيا كنت أحب سماع صوتك على الدوام"، فيما عم الحزن في التعليقات وإعادة التغريد، التي رافقت المنشورات المتعلقة بالشهيد الصحافي. 

 

وغَرّد الصحافي الفلسطيني إسلام محيسن بصور توضح تفاصيل استهداف الاحتلال الإسرائيلي منزل الشهيد الصحافي يوسف أبو حسين، وقد أظهرت الصور ملامح الدمار الذي لحق بالبناية السكنية، والأضرار التي لحقت بالمنطقة جراء الاستهداف المُفاجئ. 

 

بدوره؛ قال المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان صحافي، وصل "العربي الجديد" نسخة عنه، إن استهداف الصحافي أبو حسين جريمة جديدة بحق الإعلام، وحلقة أخرى من سلسلة الإجرام الإسرائيلي تتخطى كل الحدود، وتتجاوز كل المواثيق والأعراف التي تضمن حماية المدنيين والإعلاميين، مشددًا على أن الصحافي الفلسطيني يواصل التغطية، وقد رفع شعار "بالدم نكتب لفلسطين". 

ويحاول الاحتلال الإسرائيلي عبر الاستهداف المُباشر للمكاتب والمقرات الصحافية، إسكات الإعلام وتحييد الرواية الفلسطينية، التي تُصَوِّر الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق المدنيين الفلسطينيين العُزل، والتي تُظهِر المظلومية الفلسطينية، في مُحاولة منه لخداع الرأي العام العالمي.

المساهمون