يعاني الصحافي الفلسطيني مؤمن سمرين من نزيف خلف غشاء الدماغ وتكسر في الجمجمة، إثر إصابته برصاص إسرائيلي خلال تغطيته عملية اقتحام جيش الاحتلال للبلدة القديمة لمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، لهدم منزل ذوي الأسير إسلام الفروخ.
ولم تكن إصابة سمرين حادثة منعزلة خلال الاقتحام الذي شهد مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال، فقد أصيب المصور الصحافي ربيع منير برصاص مطاطي في البطن، واستهدف الصحافيون عدة مرات خلال تغطيتهم، وفق شهاداتهم التي أدلوا بها لـ"العربي الجديد".
ويرقد سمرين حالياً في قسم العناية المكثفة في مجمع فلسطين الطبي في رام الله، وأشار اختصاصي جراحة الدماغ الطبيب فضل البطران في حديث مع "العربي الجديد" إلى أنّ الصحافي وصل إلى المجمع بعد تعرضه لإصابة رجح أن تكون برصاص مطاطي، لكنّه أكد أنها لم تخترق الدماغ، بل أدت إلى كسر في عظم الجمجمة خلف الأذن.
وأكد البطران أنّ من مضاعفات الإصابة نزيفاً بسيطاً تحت غشاء الدماغ، وضغطاً بسيطاً على الدماغ، تبعا أعراضاً أولية مثل الارتجاج الدماغي وفقدان الذاكرة والنسيان والصداع والشعور بالنعاس. لكنّه أكّد أنّ وضع سمرين صار مستقراً، وهو في حالة وعي كامل.
وقال الصحافي محمد عوض لـ"العربي الجديد" إنّه كان برفقة سمرين "على سطح بناية مقابلة لمنزل الفروخ، لكنها بعيدة نسبياً"، وإنّه سبق استهداف سمري بـ"إطلاق للرصاص المطاطي مرتين على الأقل، ومضايقة الصحافيين عبر تسليط أضواء الليزر والكشافات عليهم، رغم أنهم يرتدون زي الصحافة ويحملون كاميراتهم".
وأضاف عوض: "كنا بعيدين نسبياً عن أي مصدر لضرب الحجارة، أو لرصاص جيش الاحتلال. فجأة أطلق الرصاص وأصيب شخص برأسه ووقع، لنكتشف أنّه مؤمن سمرين. لكن جيش الاحتلال لم يتوقف عند ذلك، فحين حمله الشبان وصرخوا بكلمة إسعاف عدة مرات، أطلق الجنود الرصاص مرة أخرى وأصابت إحدى الرصاصات المطاطية الدرج الذي استعمله الشبان في نقل سمرين".
وأكد مراسل "التلفزيون العربي"، عميد شحادة، في حديثه مع "العربي الجديد"، أنّه استهدف وزميله المصور ربيع منير عدة مرات، على الرغم من وقوفهما قرب سيارة الإسعاف لتصوير إصابة العائلات القريبة من بيت الفروخ بالاختناق جرّاء الغاز السام المسيل للدموع، وعلى الرغم من عدم وجود أيّ مواجهة في الجهة التي يقفان بها.
وأضاف شحادة أنّ الاستهداف "كان مباشراً، من خلال تسليط الأضواء وإطلاق الرصاص المطاطي عدّة مرات، أصابت إحداها منير في بطنه، ولكن حالته مستقرة"، إلّا أنّ الاحتلال لم يتوقف عند هذا الحد، بل استهدفهما بثلاث رصاصات حيّة، اضطرتهما لتغيير موقعهما.