الاحتلال الإسرائيلي يواصل استهداف صحافيي غزة

19 ديسمبر 2023
أكثر من 19 ألف فلسطيني قتلتهم القوات الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر (عبد زقّوت/الأناضول)
+ الخط -

يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ويصوّب على الصحافيين الفلسطينيين قتلاً واعتقالاً وترهيباً، في محاولة لثنيهم عن نقل جرائمه إلى العالم.

ووفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة ونقابة الصحافيين الفلسطينيين، استشهد أكثر من 90 صحافياً وعاملاً في المجال الإعلامي منذ بدء العدوان الإسرائيلي، ولا يزال هناك صحافيان مفقودان، وأصيب ما يزيد عن 80 صحافياً، واستهدف الاحتلال منازل عائلات أكثر من 60 صحافياً، ودمر مقار نحو 60 مؤسسة ومكتباً صحافياً، وعطّل عمل 24 إذاعة محلية. كما اعتقل عشرات الصحافيين في غزة والضفة الغربية، وبينهم مراسل "العربي الجديد" ومدير مكتبها في القطاع، الزميل ضياء الكحلوت.

ونبّه مركز حماية وحرية الصحافيين، ومقره العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الثلاثاء، إلى الأخطار التي تحيط باعتقال الصحافيين الفلسطينيين، مبيناً أنهم يتعرضون لانتهاكات جسيمة. ونوه المركز إلى ما جرى مع الزميل ضياء الكحلوت الذي ما زال معتقلاً حتى اللحظة، إذ "صور وجرد من ملابسه وعومل بطريقة مُذلة ومُهينة ولا إنسانية".

وأكد المركز أن "كل الصحافيين المعتقلين موقوفون إدارياً من دون توجيه اتهامات لهم، في تجاوزات على المعاهدات والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان".

وطالب سلطات الاحتلال بالإفراج الفوري عن كل الصحافيين والصحافيات، مُنبهاً إلى أن "تسليط الضوء على القتلى بين الصحافيين يجب ألا يُنسينا قضية الصحافيين المعتقلين". ودعا المؤسسات الأممية والدولية إلى تكثيف جهودها، والضغط على سلطات الاحتلال لإطلاق سراح الصحافيين والصحافيات وضمان سلامتهم.

ومنذ السابع من أكتوبر، قتلت قوات الاحتلال ثلاثة صحافيين لبنانيين على حدود البلاد مع فلسطين المحتلة، هم عصام العبد الله (رويترز) وفرح عمر وربيع المعماري (الميادين).

وفي هذا السياق، أصيب الصحافيان إسلام بدر المتعاون مع التلفزيون العربي ومحمد أحمد، اليوم الثلاثاء، بقصف إسرائيلي استهدف منطقة "بلوك 2" في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وحولا إلى مركز جباليا الطبي، وفقاً للصحافي أنس الشريف.

وكان الشريف قد أفاد بوجود عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين بعد قصف الاحتلال الشارع في منطقة "بلوك 2" في مخيم جباليا.

وأعلنت نقابة الصحافيين الفلسطينيين استشهاد الصحافي عادل زعرب مساء الاثنين، برفقة آخرين، بقصف الاحتلال الإسرائيلي منزلين في رفح جنوبي قطاع غزة.

وخلال اليوم نفسه، استشهدت الصحافية حنين علي القشطان مع أفراد من عائلتها، بقصف إسرائيلي استهدف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

كما أعلنت "الجزيرة"، أمس الاثنين، استشهاد المعلق الصوتي لدى صفحة "ميدان" التابعة لموقع الجزيرة نت، عبد الله علوان، إثر قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف منزل عائلته في جباليا.

ووفقاً لوزارة الصحة في قطاع غزة، وصلت حصيلة القصف والعمليات العسكرية الإسرائيلية اليوم الثلاثاء إلى 19667 شهيداً، منذ بدء العدوان. وأفادت الوزارة، في بيان، بأن عدد المصابين ارتفع إلى 52586 جريحاً.

وأفاد الاتحاد الدولي للصحافيين، قبل أسبوعين، بأن العدوان المتواصل على غزة "حصد أرواح صحافيين أكثر من أي صراع آخر منذ أكثر من 30 عاماً".

وعلى الرغم من هذه الأرقام واعتراف قوات الاحتلال الإسرائيلي نفسها سابقاً بأنها "لا تستطيع حماية الصحافيين"، فإن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، قال في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي، عقب استشهاد مصور "الجزيرة" سامر أبو دقة: "لا نملك حتى الآن أي مؤشرات" على أن إسرائيل "تتعمد استهداف الصحافيين الذين يحاولون تغطية هذه الحرب".

المساهمون