استمع إلى الملخص
- باحثون من معهد إيفريمير وجامعة لوزان يدرسون الأنواع القادرة على العيش في نطاقات درجة حرارة متفاوتة، مشيرين إلى إمكانية تكيف بعضها مع درجات حرارة أعلى من المعتاد.
- النماذج الإحصائية تقلل من توقعات انقراض التنوع البيولوجي في المناطق الاستوائية بحلول 2041-2060، مع التأكيد على أن التهديدات الأخرى مثل فقدان الموائل والتلوث تظل مثيرة للقلق.
توصّلت دراسة نُشرِت، اليوم الأربعاء، في مجلة "نيتشر إكولوجي أند إفولوشن" إلى أنّ بعض الأنواع قد تكون قادرة بشكل طبيعي على التكيف مع الظروف المناخية غير المعروفة راهناً على الأرض، وهي ظاهرة من شأنها أن تحدّ من الخسارة الهائلة في التنوع البيولوجي بسبب ظاهرة الاحترار المناخي. ودرس باحثون من معهد المعهد الفرنسي للبحوث من أجل استكشاف البحار (إيفريمير) وجامعة لوزان في سويسرا، نسبة الأنواع التي تعيش في ظروف قريبة من نطاق درجات الحرارة المقبول راهناً على الأرض، أي 70 درجة مئوية تحت الصفر في القارة القطبية الجنوبية و48 درجة مئوية عند خط الاستواء.
ولم يكن هذا النطاق نفسه دائماً، إذ "قبل 130 ألف سنة، كانت الأرض أكثر دفئاً بمقدار ثلاث إلى أربع درجات"، على ما أوضح الباحث في علم البيئة البحرية لدى معهد إيفريمير، ماتيو شوفالييه، الذي أضاف: "ما تؤكده الدراسات البيئية القديمة هو أنّ عدداً كبيراً من الأنواع ربما يكون قادراً على العيش ضمن درجات حرارة أعلى من النطاق المُحدّد راهناً. ويُحتَمَل وجود أنواع مكيّفة أصلاً مع درجات حرارة أعلى". وأشار إلى أنّ النطاق الحالي لدرجات الحرارة ليس "دقيقاً" لأنواع معينة.
تحليل تأثير الاحترار المناخي
من خلال تحليل المكامن البيئية لنحو 25 ألف نوع بري وبحري (حيوانات ونباتات)، وجد الباحثون أن 49 في المائة من هذه الأنواع تعيش في بيئات قريبة من النطاق الحالي لدرجات الحرارة. ويتمتع عدد كبير من هذه الأنواع بمكمن بيئي يُحتمل أنه يستفيد من ظاهرة الاحترار المناخي، شرط أن تكون مكيّفة أصلاً بشكل جيد مع درجات حرارة مرتفعة.
ويقول الأستاذ في جامعة لوزان، أنطوان غيزان: "ثمة أنواع تحافظ على تكيّفها المسبق مع ظروف مناخية معينة، وقد يستمر هذا التكيّف لآلاف أو حتى لملايين السنين. وإذا تطوّر الموئل نحو مناخ سبق أن شهده هذا النوع في السابق، فسيمنحه التكيف المسبق قدرة على تحمل الظروف المناخية الجديدة. وبفضل هذا التكيف المسبق، تكون خسارة التنوع البيولوجي، بسبب الاحترار المناخي، أقل من المتوقع لدى الأنواع الاستوائية، التي يُحتمل أن يكون مكمنها البيئي أوسع من النطاق المناخي الحالي".
وفي المناطق الاستوائية، تتوقّع النماذج الإحصائية التقليدية انقراضاً كبيراً للتنوع البيولوجي، قد يصل إلى 54 في المائة من الأنواع البرية بحلول 2041-2060. ويقول شوفالييه إن "النموذج الذي وضعناه يحدّ من هذا التوقّع" من خلال التنبؤ بانخفاض قدره 39 في المائة في التنوع البيولوجي. وأكّد معدّو الدراسة أنّ هذه الأرقام التقديرية عن التهديد الذي يواجهه التنوع البيولوجي "مثيرة للقلق"، ولا تأخذ في الاعتبار العوامل الأخرى لانقراض الأنواع، مثل فقدان الموائل، والتلوث، والاستغلال المفرط، والغزوات البيولوجية.
(فرانس برس)