الأمير هاري يواصل مفاجآته: كتاب ومقابلات وأسرار

09 يناير 2023
تضمن تصريحات قد تعرّض الجيش البريطاني للخطر (ليون نيل/ Getty)
+ الخط -
بدأ الأحد بث سلسلة من المقابلات التلفزيونية مع الأمير هاري التي حملت المزيد من الانتقادات والاتهامات للعائلة المالكة في بريطانيا، وذلك بعد أيام من طرح مذكراته للبيع، قبل موعد إصدارها عن طريق الخطأ.
في أول سلسلة من المقابلات التلفزيونية التي بثت الأحد قبل نشر مذكراته، اتهم هاري أفراد عائلته بالتعاون مع "الشيطان"، في إشارة إلى الصحافة الصفراء، لتحسين سمعتهم على حساب سمعته هو وزوجته ميغان. وقال لقناة آي تي في البريطانية إنه فر من بريطانيا مع أسرته إلى كاليفورنيا في عام 2020 "خوفاً على حياتنا". وأضاف: "وضعت حداً فاصلاً عندما أصبح تحسين صورتهم على حساب آخرين وهم أنا وأفراد عائلتي".
وكرر هاري خلال مقابلته مع "آي تي في" الاتهامات التي وجهها هو وميغان منذ تركهما الواجبات الملكية، بأن أفراد العائلة المالكة ومساعديهم لم يتقاعسوا فقط عن حمايتهما من الصحافة المعادية والعنصرية في بعض الأحيان، ولكنهم سربوا قصصاً عنهما عبر مصادر مجهولة. قال هاري: "أكثر ما يثير الحزن في ذلك هو أن بعض أفراد عائلتي وأشخاص يعملون لحسابهم متواطئون في هذا الصراع" مشيراً إلى أن ذلك يشمل كلا من تشارلز وكاميلا.
وأبلغ هاري "آي تي في" أنه يأمل في أن تساعد الإجراءات القانونية المتعددة التي اتخذها ضد الصحف في تغيير وسائل الإعلام، قائلاً إنها "بؤرة الكثير من المشاكل في جميع أنحاء المملكة المتحدة". وأضاف: "والدي قال لي إن محاولة تغيير الصحافة ربما تكون مهمة انتحارية".
كما صرح في مقابلة له مع برنامج "60 دقيقة" على شبكة سي بي إس، بثت في وقت لاحق من يوم الأحد، أن ما مرت به ميغان مع الصحافة كان مشابهاً في بعض النواحي لما مرت به كاميلا وكيت زوجة ويليام، ولكن الظروف كانت مختلفة تماماً.
وحتى الآن، لم يصدر أي تعليق من قصر باكنغهام. في المقابل، لا يتوقع هاري أن والده أو شقيقه سيقرآن كتابه.
وكان كتاب الأمير هاري Spare الذي يروي سيرته الذاتية، قد تصدّر عناوين الصحف، بعدما جرى عرضه عن طريق الخطأ للبيع في إسبانيا الخميس، قبل إزالته بسرعة من أرفف الكتب، وقبل موعد إصداره رسميا في المملكة المتحدة في 10 يناير/ كانون الثاني.
تشمل المقتطفات التي وصلت إلى الإعلام حتى الآن خلافه مع الأمير ويليام، وتوسّلاته هو وأخوه ويليام إلى والده بألا يتزوج كاميلا، والكلمات الأخيرة التي قالها لجدته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية التي قيل، بحسب ما نقلت صحيفة ذا تلغراف عن مصادر مقرّبة من الملكة، إن احتمالية نشر معلومات خاصة حول العائلة الملكية في كتابه "كان لها أثر على صحتها في سنتها الأخيرة".
وقد يكون أخطر اعترافات الأمير قتله 25 من مقاتلي "طالبان" في أفغانستان، التي وصل مداها إلى قادة الحركة، وأشعلت فتيل الانتقام والكراهية. فقد طلب الداعية المتشدّد أنجم تشودري (وهو ناشط سياسي وإجتماعي بريطاني مسلم) من الجهاديين استهداف القوات البريطانية. وبحسب ما أوردت صحيفة ذا ديلي ميل، دعا تشودري أتباعه إلى استهداف القوات في "سورية والعراق وشمال أفريقيا، حيث ينتشر الجنود البريطانيون بكثرة". كما انتقد العائلة المالكة بسبب "تاريخها المظلم في احتلال أراضي المسلمين".
 في المقابل، انتقد المسؤولون تصريحات تشودري، ووصفوها بأنها "مقيتة". قال إيان دنكان سميث، زعيم حزب المحافظين السابق، إن هذا التشدق يعتبر"تهديداً مباشرا وغير مباشر لدولتنا الدستورية ونظامنا الملكي ولحكومتنا وجميع الموظفين العموميين". 
واتّهم عدد من الشخصيات البارزة الدوق بالانقلاب على "عائلته الثانية، الجيش"، وحذّرت من أنّ هذه التصريحات قد تعرّض الجيش البريطاني للخطر في جميع أنحاء العالم، ومنهم، الجنرال تيم كولينز الذي قال إن سلوك هاري "ليس سلوكنا في الجيش".
بالإضافة إلى الأسرار الملكية، يحتوي الكتاب على تفاصيل خاصة للغاية تتناول حياة الأمير الحميمة، منها تفاصيل علاقته الرومانسية مع كارولين فلاك مقدمة البرامج التلفزيونية الإنكليزية الراحلة. الأمر الذي دفع وكيلها السابق إلى وصف الأمير هاري بـ"المثير للاشمئزاز". واتّهمه باستخدام هذه العلاقة لبيع مذكراته، ودعا إلى تجريده من ألقابه. كذلك تطرّق الأمير إلى تعاطيه المخدرات، بما في ذلك الكوكايين والفطر السحري. وهذا الكشف قد حذّره خبراء من أنّه قد يعرّض تأشيرته الأميركية إلى الخطر. 
أمّا الادّعاءات التي طاولت أقرب الناس إليه، فهي حديث دوق ساسكس عن تعرّضه لهجوم جسدي من قبل شقيقه الأمير ويليام، وأن والده الملك الحالي تشارلز الثالث يشعر بالغيرة منه ومن زوجته ميغان ماركل. وعلى الرغم جميع هذه الاتهامات العلنية، فإن الأمير هاري يجدد دعوته لـ "التصالح" مع عائلته في مقابلاته التلفزيونية، ويأمل بعودة الأمور إلى مجراها الطبيعي مع والده وشقيقه الأمير ويليام وريث العرش. وصرح هاري لـ"آي تي في" إنه يريد المصالحة مع أفراد عائلته، ولكنه قال إنهم لم يظهروا أي اهتمام مما يعطي انطباعا بأنه من الأفضل أن يبقى هو وميغان في صورة الأشرار. وأضاف: "أنا أؤمن بصدق وأتمنى أن يكون للمصالحة بين عائلتي وبيننا تأثير مضاعف في جميع أنحاء العالم. ربما يكون هذا شيء نبيل وربما يكون شيئا ساذجاً". وكرر مبادرته للمصالحة في مقابلته على "سي بي إس"، حيث أكد أن الكرة في ملعب عائلته لإصلاح ذات البين.
يأتي هذا الكتاب الذي قسم ردود الفعل في الصحف البريطانية، بين الذهول أمام الطابع الشخصي جدا لبعض ما ورد على لسان هاري في مذكراته من فقدانه عذريته واستهلاكه المخدرات، وبين الغضب حيال ما يُعتبر هجوما على العائلة الملكية، بعد أسابيع فقط من سلسلة وثائقية هاري وميغان على منصة نتفليكس، التي اتّهم فيها هاري بقية أفراد العائلة المالكة بتسريب قصص عن زوجته إلى الصحافة.
وتتالت وقتها الانتقادات حول هذا الوثائقي، تجاوز بعضها الخطوط الحمراء، وكان أكثرها تداولاً مقال جيريمي كلاركسون الذي تعرّض لهجوم عنيف من العامّة وحتى من قبل ابنته.
يتضمن الكتاب 416 صفحة، وقد قسم البريطانيين بين مؤيد ومعارض، بعد أن فضح جزء من مقتطفاته أسراراً عسكرية، ملكية وشخصية بحتة. بينما قال عنه ناشر الكتاب إنّه "قصته أخيراً". وبالفعل تجاوزت الأسرار التي وردت في الكتاب مستوى التوقّعات، وأذهلت الناس، وكان وقعها أكبر وطأة على الجمهور البريطاني من الوثائقي الذي بثّته "نتفليكس".  

المساهمون