الأمطار الموسمية تهدّد موقعاً أثرياً عمره 4500 سنة في باكستان

07 سبتمبر 2022
وضعت موهينجو دارو على لائحة التراث العالمي في العام 1980 (Getty)
+ الخط -

تسبّبت موجة الفيضانات التي تشهدها باكستان بمقتل أكثر من 1200 شخصٍ، وأثّرت على حياة الملايين من الناس في أنحاء البلاد، واليوم تهدّد الأمطار موقعاً أثرياً شهيراً عمره أكثر من 4500 عام، بحسب ما نقلته صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

تعتبر أطلال موهينجو دارو، الواقعة في مقاطعة السند الجنوبية، بالقرب من نهر إندوس، والموضوعة على لائحة "يونسكو" للتراث العالمي، من بين أفضل المستوطنات الحضرية الأثرية المحفوظة في جنوب آسيا. تمّ اكتشافها في عام 1922، وما زال الغموض يحيط بزوال حضارتها التي تزامنت مع حضارة مصر القديمة وبلاد ما بين النهرين.

بحسب مدير الموقع الأثري أحسن عباسي، فإنّ الفيضانات الأخيرة لم تضرب موهينجو دارو بشكل مباشر، لكنّ الأمطار التي حطمت الأرقام القياسية ألحقت أضراراً في الأنقاض. وقال عباسي لـ"ذا غارديان": "انهارت عدّة جدران كبيرة تم بناؤها منذ قرابة 5000 عام بسبب الأمطار الموسمية".

وقال إنّ العشرات من عمال البناء تحت إشراف علماء الآثار بدأوا أعمال الترميم. ولم يذكر عباسي التكلفة التقديرية للأضرار.

وأشار عباسي إلى أنّ المعلم الأبرز في الموقع، "ستوبا البوذية"، وهو هيكل كبير، شكله نصف كروي، ويرتبط بالعبادة والتأمل والدفن، بحالة سليمة، فيما أضرّت الأمطار الغزيرة ببعض الجدران الخارجية، وكذلك بعض الجدران الأكبر التي تفصل بين الغرف.

قال عباسي إنّ الحضارة في موهينجو دارو، والمعروفة أيضاً باسم "تلّ الموتى" باللغة السندية المحلية، قامت ببناء نظام صرف صحيّ متطور، والذي كان حاسماً في احتواء الفيضانات في الماضي.

وعلى الرغم من أنّ الفيضانات ضربت معظم البلاد، إلّا أنّ إقليم السند كان من بين الأكثر تضرراً.

يوم الاثنين الماضي، قام مهندسو الجيش بإحداث فتحة ثانيةٍ في جسر بحيرة مانشار، أكبر بحيرة للمياه العذبة في باكستان، وذلك بهدف تخفيض منسوب المياه المرتفعة على أمل إنقاذ مدينة سهوان القريبة. لكنّ الجدار بدأ في التصدع يوم أمس الثلاثاء مع استمرار مستويات المياه في الارتفاع.

وقد غمرت مياه البحيرة بالفعل عشرات القرى المحيطة بها، ممّا أجبر مئات العائلات على مغادرة منازلهم على عجل.

وتستمر عمليات الإنقاذ طوال الوقت، حيث استخدمت القوات والمتطوعون طائرات هليكوبتر وقوارب لإخراج الناس من المناطق التي غمرتها الفيضانات إلى أقرب معسكرات الإغاثة، حيث صار يعيش عشرات الآلاف من الأشخاص بالفعل، فيما لجأ كثيرون غيرهم إلى التجمع على جوانب الطرقات في الأراضي المرتفعة.

وحثّ رئيس الوزراء شهباز شريف الباكستانيين، في تصريحات متلفزة يوم أمس، على التبرع بسخاء لضحايا الفيضانات، والذين يعتمد معظمهم على مساعدة الحكومة للبقاء على قيد الحياة. وطالب شريف مراراً وتكراراً المجتمع الدولي بإرسال المزيد من المساعدات لضحايا الفيضانات.

وفي الأسبوع الماضي، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، العالم إلى التحرّك لمعالجة الأزمة، مع العلم أنّه يخطّط لزيارة المناطق المتضرّر من الفيضانات في 9 سبتمبر/ أيلول الحالي، لكن من غير الواضح ما إذا كان سيزور الموقع الأثري.

المساهمون