أعلنت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة، اليوم الثلاثاء، تعديلها للقواعد المتعلقة بحملات الترشح لجوائز أوسكار، وذلك بعد أن نالت أندريا ريسبورو ترشيحاً مثيراً للجدل عن فئة أفضل ممثلة خلال الدورة الأخيرة.
وتأتي التغييرات بعد الإبلاغ عن العديد من الحوادث التي قد تخالف القواعد المتعلقة بحملة الترشيحات في حفل توزيع جوائز أوسكار لهذا العام.
ولعل أبرز حادثة ترشيح ريسبورو لجائزة أفضل ممثلة عن دورها في "تو ليزلي". وعلى الرغم من أنّ الفيلم لم يعرض إلا بشكل محدود في الصالات، ولم يجمع سوى مبلغٍ ضئيل من العائدات، فإن القائمين عليه عمدوا إلى ترويجه عبر حملة إلكترونية، شاركت فيها ممثلات مثل إيمي آدامز وغوينيث بالترو وكيت وينسلت. واعتبر الكثيرون أنّ الممثلة البريطانية لم تكن تستحق الترشح.
شملت الحوادث الأخرى قيام منتج "توب غن: مافريك"، جيري بروكهايمر، باستضافة حفلة في منزله في بيفرلي هيلز، أواخر فبراير/ شباط الماضي، حضرها العديد من ناخبي "أوسكار"، مع العلم بأنّ اللوائح الداخلية للأكاديمية تنصّ على أنه بعد إعلان ترشيحات الجائزة لا يمكن "دعوة الأعضاء لحضور أي حفلات أو عشاء أو غداء أو غيرها من الأحداث التي تروج للأفلام المرشحة".
كذلك، شاركت ميشيل يوه، الفائزة بجائزة أفضل ممثلة، في اليوم الأخير من التصويت للمرشحين، صوراً من مقالٍ منشور في "فوغ" يشيد بأدائها، ويشرح عدم استحقاق منافسة يوه، كيت بلانشيت، للفوز بالجائزة. ويعدّ ذلك مخالفة للقواعد التي تنصّ على عدم الإشارة إلى المنافسين على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل المرشحين أو فرق الدعاية للأفلام، واضطرت يوه في وقت لاحق إلى حذف المنشور.
احتفظت ريسبورو بترشيحها لجائزة أفضل ممثلة، ولكن مباشرة قبل حفل توزيع الجوائز هذا العام، قالت رئيسة الأكاديمية، جانيت يانغ، إنّ الجدل كان "دعوة للاستيقاظ"، مؤكدةً أنّ الأكاديمية ستراجع قواعد حملات الترويج للأفلام "للتأكد من أنها تعكس التغيرات الطارئة، وأهمهما منصات التواصل الاجتماعي".
بعد التحقيق في ترشيح ريسبورو، قال الرئيس التنفيذي للأكاديمية، بيل كريمر، مطلع فبراير الماضي، إنّ "الحملة لا ترتقي إلى المستوى الذي ينبغي فيه إلغاء الترشيح. ومع ذلك، اكتشفنا حملات على مواقع التواصل الاجتماعي وتكتيكات مثيرة للقلق نعمل على معالجتها".
تتضمن التغييرات الجديدة توضيحاً للقواعد المتعلقة بالمناسبات والتجمعات الخاصة التي يمكن لأعضاء الأكاديمية حضورها. بدءاً من الآن، تسمح الأكاديمية للأفراد بعقد فعاليات يدعى إليها ناخبو "أوسكار"، شرط ألا تساهم الاستوديوهات وشركات الإنتاج بتنظيمها وتمويلها.
كذلك، نصّت القواعد الجديدة على عدم جواز استخدام أعضاء الأكاديمية لوسائل التواصل الاجتماعي للقيام "بتشجيع الأعضاء أو تثبيطهم عن التصويت لأي مرشّح في أي فئة كانت".
لن يتمكن الناخبون بعد الآن من التحدث إلى وسائل الإعلام عن اختياراتهم من دون الكشف عن هويتهم، ولن يعودوا قادرين على مناقشة اختياراتهم أو اختيارات الأعضاء الآخرين في منتدى عام.
يُمنع مجلس إدارة الأكاديمية بشكل تام من استضافة أيّ فعاليات أو تجمعات أو عروض، أو حتى الإشراف على حدث مرتبطٍ بأيٍ من الأعمال المرشحة، ما لم يكن لديهم مشاركة مباشرة فيها.
واعتبرت الأكاديمية، في بيانها الصادر اليوم، أنّ التغييرات تهدف إلى "إضفاء الوضوح والإنصاف والشفافية على كيفية قيام شركات الأفلام السينمائية، والأفراد المرتبطين بالأعمال المؤهلة للفوز بالجوائز، بالترويج لهذه الأفلام".