أعلن مسؤول عراقي في إقليم كردستان شماليّ البلاد العثور على هيكل عظمي في كهف شاندر ضمن مدينة سوران شماليّ أربيل، يُعتقد أنّه لإنسان نياندرتال عاش قبل عشرات آلاف السنين.
وهذا ثاني اكتشاف من نوعه في المنطقة التي تضمّ سلسلة من الجبال والتضاريس المعقّدة، إضافة إلى الكهوف الموغلة بالقدم.
ونقلت محطة تلفزيون محليّة عراقيّة كرديّة في أربيل عن مدير آثار مدينة سوران، عبد الوهاب سليمان، قوله إنّ فريقين من جامعة كامبردج البريطانية وجامعة أوتونوما يعملان في مجال الحفر والتنقيب عن الآثار عثرا على الهيكل العظمي في كهف شاندر.
وأضاف أنّ الفريقين يواصلان عمليّات التنقيب والبحث في الكهف الذي عاش فيه إنسان نياندرتال منذ نحو 40 ألف سنة، وأخذ فريق جامعة كامبردج عيّنات من أغلب طبقات الكهف لغرض تحليلها ودراستها.
وسبب عدم الإعلان عن الاكتشاف الجديد رسميّاً على غرار اكتشافات سابقة في المنطقة ذاتها، قال سليمان: "لم نعلنه ولم نطلع عليه وسائل الإعلام لوجود عقدٍ بيننا وبين هيئة الإذاعة البريطانية منحناها بموجيه الحق الحصري لتصوير الهيكل العظمي ونشر خبر الكشف عنه".
وتوقع سليمان أن يضمّ كهف شاندر المزيد من الهياكل العظمية، حيث إنّ البحث لم يتجاوز حتّى الآن سوى ما يعادل 30% من مساحة الكهف، فيما ستتواصل أعمال التنقيب في المساحة المتبقّية، التي يعتقد أنّها تضمّ ما بين 30 و40 هيكلاً عظميّاً آخر لإنسان نياندرتال".
ومضى مدير آثار سوران إلى القول: "في الحقيقة، نحن لا نستحسن استخراج المزيد من الهياكل العظميّة، بل نفضّل بقاءها تحت الأرض إلى أن تكون ظروف إقليم كردستان مواتية، فما عثر عليه حتّى الآن كافٍ للحصول على الكثير من المعلومات القيّمة".
وتابع: "عثرنا أيضاً على خاتم يحمل صورة الشمس، ومجموعة آلات مصنوعة من العظام. المهم جداً هو عثورنا على نوع من الصخور هناك لا يوجد في منطقتنا، ومصدره هو منطقة وان (تقع في شرق تركيا). يعني ذلك أنّ إنسان ذلك العصر استطاع الخروج من منطقته والعودة إليها".
يجدر بالذكر أنّ مدينة سوران تقع على بعد 110 كيلومترات شرقيّ محافظة أربيل، عاصمة إقليم كردستان شمالي العراق، على مقربة من الحدود مع تركيا، وتضمّ 346 قرية إضافة إلى المدينة التي يقطنها حالياً نحو 20 ألف شخص، ويحيط بها عددٌ من الجبال الضخمة أبرزها جبل زوزك وجبل كورك وجبل هندرين.