اعتداءات متواصلة على صحافيي أفغانستان رغم وعود "طالبان"

28 اغسطس 2021
قضى صحافيان أفغانيان في الهجومين الداميين على مطار كابول (هارون سباوون/الأناضول)
+ الخط -

لقي صحافيان أفغانيان حتفهما من بين أكثر من مائة من القتلى راحو ضحية الهجومين الداميين على "مطار حامد كرزاي الدولي" مساء يوم الخميس، وهما علي رضا أحمدي ونجما صديقي اللذان كانا يسعيان للخروج من البلاد.

عشرات من الإعلاميين والصحافيين هربوا من أفغانستان بعد سقوط حكومة أشرف غني وسيطرة حركة "طالبان" على العاصمة الأفغانية كابول، ووصل عدد منهم إلى الدول الغربية والأوروبية.

يقول باسل (الاسم مستعار خوفاً من تعرض أقاربه لأي اعتداءات من قبل طالبان في كابول)، لـ"العربي الجديد"، إنه وصل إلى الولايات المتحدة الأميركية مع أطفاله الأسبوع الماضي. ويضيف: "تركت ورائي وظيفة وراتباً مغرياً، والحياة الجميلة التي كونتها بشق النفس. كل ذلك بسبب خوفي من مواجهة ما كان يواجهه الصحافيون والإعلاميون على يد طالبان في التسعينيات". ويشير إلى أنه بكى وزوجته وهما يغادران، وأنه ترك وراءه معداته وكتبه وملفاته، وسلم مفاتيح مكتبه لأحد الحراس.

يؤكد باسل باكياً أنه ليس آسفاً على ما فعل، بعد أن سمع عما يتعرض له إعلاميون وصحافيون داخل البلاد من قمع وترهيب. ويرى أن حرية الإعلام أصبحت حلماً في أفغانستان، معتبراً أن الوضع الحالي يشير إلى أن "طالبان" ليست لديها رؤية واضحة للتعامل مع وسائل الإعلام، وأنها لم تتغير كثيراً منذ التسعينيات، خاصة في كيفية التعامل مع النساء والحريات.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

ويوم أمس الجمعة، تعرض مراسل "العربي الجديد"، وهو يصور المواطنين الذين لديهم تراخيص الإجلاء وينتظرون فرصة الدخول إلى مطار كابول، للتهديد والشتم من قبل مسلحي "طالبان"، وأخذ منه هاتفه الجوال، وفتش، وكاد أن يُضرب لولا تدخل أحدهم، وأخرج من المكان وراح أحد المسلحين يدفعه بقوة، علماً أنه كان قد حصل على إذن بالتصوير من القائد الميداني.

الاعتداءات والانتهاكات تكررت كثيراً خلال الأيام الماضية، وبينها منع المذيعة الشهيرة في القناة الوطنية خديجه أمين من دخول مكتبها، وهي قد غادرت لاحقاً البلاد إلى إسبانيا، والأمر نفسه حصل مع المذيعة شبنم دوران. كما اعتدى عناصر من "طالبان" بالضرب على مراسل قناة "طلوع" المحلية زيار ياد، ومصورها باعث مجيد، في كابول. وداهم مسلحون منزل رئيس قناة "انعكاس"، وصادروا 3 سيارات وأجهزة حاسوب.

وأثارت كل تلك الأحداث حفيظة الإعلاميين المتواجدين في كابول، وقررت نقابات الإعلاميين مناقشة القضية مع المسؤولين الإعلاميين في "طالبان" خلال الأيام المقبلة. وسبق أن أكد الناطق باسم "طالبان"، في مؤتمر صحافي، في كابول، الأسبوع الماضي، أن الحركة تعرف بوجود خروقات في حق الإعلاميين وستتصدى لها.

المساهمون