- وثقت نقابة الصحافيين الفلسطينيين 105 جرائم ضد الصحافيين خلال مارس، بما في ذلك القتل والاعتقال، مشيرةً إلى استراتيجية الاحتلال الإسرائيلي لاستهداف الصحافيين للتعتيم على جرائمه.
- النقابة تكشف عن اعتقال نحو 100 صحافي، معظمهم تعرضوا للضرب والمعاملة السيئة، داعية المجتمع الدولي للتدخل لوقف الجرائم ضد الصحافيين وضمان حرية الصحافة في فلسطين.
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اليوم الخميس، ارتفاع عدد الصحافيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 141، عقب استشهاد محمد الجمل في قصف إسرائيلي استهدف منزله في محافظة رفح جنوبي القطاع.
وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، عبر منصة تليغرام، بـ"ارتفاع عدد الشهداء الصحافيين إلى 141 منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وذلك بعد ارتقاء الزميل الصحافي محمد بسام الجمل". وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن الجمل كان صحافيا في وكالة فلسطين الآن المحلية الإخبارية. وأضاف أنه "استشهد بقصف الاحتلال منزله في محافظة رفح".
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق الصحافيين وسط حرب الإبادة التي يشنها على الفلسطينيين في غزة منذ السابع من أكتوبر، إذ اعتقل العشرات، ودمر المؤسسات الإعلامية المحلية والدولية، ويواصل منع المراسلين الأجانب من الدخول إلى القطاع.
105 جرائم بحق الصحافيين الفلسطينيين في شهر
بالعودة إلى مارس/آذار الماضي، تبين حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية على الصحافيين، خلال شهر واحد فقط، تعمد الاحتلال استهداف العاملين في هذه المهنة، في محاولة منه للتعتيم على جرائمه المتواصلة بحق الفلسطينيين. وقد أكد بيان صادر عن نقابة الصحافيين الفلسطينيين مواصلة الاحتلال جرائمه بحق الصحافيين الفلسطينيين، "من خلال ارتقاء 6 من الزملاء شهداء بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك رفع وتيرة الاستهداف للصحافيين في مؤسساتهم ومنازلهم وفي ميدان العمل والتغطية الصحافية" خلال مارس.
وأشار البيان الصادر عن لجنة الحريات التابعة للنقابة، الأسبوع الماضي، إلى أن "جيش الاحتلال يوسع استهدافه بأشكال متعددة بحق الصحافيين، وتحديداً في قطاع غزة حيث ارتقى ثلاثة من الزملاء شهداء باستهداف منازلهم بالقصف، وثلاثة من الزملاء بالرصاص وشظايا الصواريخ، فيما أصيب تسعة من الصحافيين بجروح دامية نتيجة الإصابة بشظايا الصواريخ والرصاص، ما أدى إلى بتر أطراف جسدية من البعض، فيما لا يزال البعض الآخر في حالة خطيرة وصعبة نتيجة الإصابات".
وأفاد بيان النقابة بأن "قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت نحو 105 جرائم وانتهاكات واعتداءات على مدار شهر مارس الماضي، كان من بينها تدمير نحو 12 مؤسسة ومنزلاً للصحافيين جميعها في قطاع غزة، وكذلك اعتقال ثمانية من الصحافيين، في حين سجلت 24 حالة تحطيم ومصادرة معدات العمل، و22 واقعة احتجاز طواقم ومنع من العمل". وأضاف البيان أن قوات الاحتلال اقتحمت أربعة منازل ومؤسسات إعلامية، ورصدت ثلاث حالات إطلاق نار مباشر باتجاه مكان وجود طواقم الصحافيين للتغطية، فيما تعرض نحو عشرة من الصحافيين والصحافيات للضرب، بينما قام المستوطنون بواقعة اعتداء وتحطيم وتهديد بالقتل، كما سُجلت حالتا استدعاء وثلاث حالات عرض على المحاكم.
وأوضح البيان أن وتيرة الاستهداف تتصاعد بحق الصحافيين والمؤسسات الصحافية، ومنها استمرار استهداف وإغلاق المؤسسات الصحافية في القدس، حيث أعيد تجديد قرار منع فضائية تلفزيون فلسطين من العمل هناك، وقرارات بإبعاد بعض الصحافيين عن العمل والتغطية في القدس ومحيط المسجد الأقصى.
اعتقال الصحافيين
وفي السياق نفسه، كشفت نقابة الصحافيين الفلسطينيين أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتقل نحو مائة صحافي فلسطيني منذ بداية العدوان على قطاع غزة. وأفاد بيان للجنة الحريات التابعة للنقابة بأن من بين الأسرى المائة، كان هنالك نحو عشر صحافيات تعرضن للاعتقال، وما زالت أربع منهن في سجون الاحتلال. وأظهر البيان أن شراسة الاستهداف بالاعتقال كانت في شهري أكتوبر ونوفمبر/تشرين الثاني الماضيين، حين اعتقل نحو 50 من الصحافيين تعسفياً، فيما لا يزال نحو 40 منهم في السجون الإسرائيلية. وأشار البيان إلى أن معظم الصحافيين تعرضوا للضرب لحظة الاعتقال رغم وجود حالات مرضية بينهم، ولم يتلقوا أي نوع من العلاج والمتابعة الصحية، ما يهدد حياتهم بالخطر، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الأسرى والأسيرات في السجون حيث يتعرضون للضرب والإهانة والتهديد والحرمان من أبسط الحقوق بزيارات الأهل والمحامين، وكذلك منع الصليب الأحمر من زيارتهم في مخالفة واضحة لمواثيق جنيف وكل الأعراف الدولية.
وكشف البيان عن وجود نحو 13 من الصحافيين في سجون الاحتلال قبل السابع من أكتوبر العام الماضي، وأن معظم الأسرى الصحافيين معتقلون على ذمة قوانين الاعتقال الإداري الجائرة، والبعض الآخر لا يزال موقوفاً في انتظار محاكم عسكرية. وحذر البيان من "المصير المجهول للعديد من الزملاء الصحافيين المعتقلين من قطاع غزة في اختفاء قسري وتهديد حقيقي لحياتهم، كما هو حال العديد منهم مثل نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد وعماد الإفرنجي ومحمد عرب المقطوعة أخبارهم تماماً". وطالب البيان الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس التنفيذي لـ"يونسكو" والاتحاد الدولي للصحافيين بالتدخل مع كافة الجهات ذات العلاقة لوقف هذه الجريمة بحق الأسرى والأسيرات من الصحافيين في سجون الاحتلال. وأكدت نقابة الصحافيين الفلسطينيين أنها "مستمرة في المساعي الحثيثة لملاحقة الاحتلال على جرائمه بحق الصحافة الفلسطينية على كافة المستويات المحلية والعربية والدولية، من خلال العمل بمهنية عالية في رصد وتوثيق جرائمه، وتكيفها مع المتطلبات القانونية لمحاكم جرائم الحرب والمحاكم الدولية".