ارتفاع ضغط الدم... تضاعف عدد المرضى عالمياً

06 سبتمبر 2021
الدراسة هي أول تحليل عالمي شامل لاتجاهات انتشار ضغط الدم المرتفع (Getty)
+ الخط -

كشفت دراسة جديدة أنه على مدى الثلاثين عاماً الماضية، تضاعف عدد البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عاماً الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم في جميع أنحاء العالم؛ إذ ارتفع من 331 مليون امرأة و317 مليون رجل في عام 1990 إلى 626 مليون امرأة و652 مليون رجل في عام 2019. 


حدثت معظم هذه الزيادة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل وفق التحليل الذي قدّمه باحثون في الدراسة الدولية واسعة النطاق التي نشرت في مجلة "ذي لانسيت" يوم الثلاثاء 24 أغسطس/ آب الماضي.

حلّلت الدراسة قياس ضغط الدم لأكثر من 100 مليون شخص على مدى ثلاثة عقود في 184 دولة، وقام الباحثون بفرز النتائج وتحليلها. ويرتبط ارتفاع ضغط الدم ارتباطاً مباشراً بأكثر من 8.5 ملايين حالة وفاة في جميع أنحاء العالم كلّ عام، وهو عامل الخطر الرئيسي للسكتة الدماغية وأمراض القلب وأمراض الأوعية الدموية الأخرى وأمراض الكلى.

يمكن أن يؤدي تخفيض ضغط الدم المرتفع إلى تخفيض عدد السكتات الدماغية بنسبة تتراوح بين 35 في المائة و40 في المائة، والنوبات القلبية بنسبة تتراوح بين 20 في المائة و25 في المائة، وفشل القلب بنحو 50 في المائة.

يرتبط ارتفاع ضغط الدم ارتباطاً مباشراً بأكثر من 8.5 ملايين حالة وفاة في جميع أنحاء العالم كلّ عام وهو عامل الخطر الرئيسي للسكتة الدماغية 


وأوضح المؤلف المشارك في الدراسة، رودريجو كاريلو لاركو، الباحث في كلية الطب والصحة العامة في "إمبيريال كولدج - لندن" أنّه في البلدان ذات الدخل المرتفع، انخفض معدل الإصابة بينما حققت النظم الصحية معدلات علاج تصل إلى 80 في المائة ومعدلات تحكم تصل إلى 60 في المائة.

كذلك عزّزت البلدان ذات الدخل المتوسط في أميركا اللاتينية، وشرق وجنوب شرق آسيا، وآسيا الوسطى، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، من اكتشاف ارتفاع ضغط الدم وعلاجه. لكن لا تزال معدلات الكشف والعلاج منخفضة في أفقر دول العالم، لا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وأوقيانوسيا وجنوب آسيا.

في البلدان ذات الدخل المرتفع انخفض معدل الإصابة، بينما حققت النظم الصحية معدلات علاج تصل إلى 80 في المائة ومعدلات تحكم تصل إلى 60 في المائة


وقال لاركو في تصريح لـ"العربي الجديد" إنّ هذه الدراسة هي أول تحليل عالمي شامل لاتجاهات انتشار ارتفاع ضغط الدم واكتشافه وعلاجه والسيطرة عليه، والذي يغطي جميع البلدان في جميع أنحاء العالم. البيانات المستخدمة في الدراسة الحالية مأخوذة من أكثر من 1200 دراسة في 184 دولة، تغطي معاً 99 في المائة من سكان العالم.

وباستخدام بروتوكول موحّد، قام الباحثون بتحليل البيانات من العينات العشوائية لعامة السكان. تم تجميع البيانات باستخدام نموذج إحصائي مصمم لدمج كيفية اختلاف ضغط الدم والعناية به والتحكم فيه فيما يتعلق بالعمر والموقع والوقت.

تظهر التحسينات الكبيرة التي لوحظت في بعض البلدان ذات الدخل المتوسط الأعلى وفي الآونة الأخيرة البلدان ذات الدخل المرتفع أنه يمكن الاستفادة من التوسع في التغطية الصحية الشاملة والرعاية الأولية لتعزيز رعاية ارتفاع ضغط الدم وتقليل العبء الصحي لهذه الحالة.

البيانات المستخدمة في الدراسة الحالية مأخوذة من أكثر من 1200 دراسة في 184 دولة


أسهمت بعض العوامل في التوسع في اكتشاف ارتفاع ضغط الدم، مثل عمليات الاتصال المنتظم بالخدمات الصحية وزيادة قياس ضغط الدم بشكل متكرر. كان للتأمين الصحي الشامل دور أساسي في تحقيق تغطية فعالة عالية، ولكن ينبغي استكماله بتعزيز الرعاية الأولية وإرشادات ارتفاع ضغط الدم القائمة على الأدلة والمحدثة والخاصة بكل بلد.

وأضاف الباحث المشارك في الدراسة أنه قد تكون زيادة توافر واستهلاك الفواكه والخضروات مسؤولة جزئياً عن الانخفاض الملحوظ في ارتفاع ضغط الدم، مما يشير إلى أن جعل هذه الأطعمة ميسورة التكلفة ويمكن الوصول إليها قد يكون فعالاً للوقاية من ارتفاع ضغط الدم.

على الرغم من أن الأسباب التغذوية والسلوكية والبيئية لارتفاع ضغط الدم معروفة جيداً، إلا أنه لا يعرف الكثير عن الإجراءات والتدخلات التي يمكن تكرارها على نطاق واسع والمسؤولة عن تقليص انتشار ارتفاع ضغط الدم. أيضاً، هناك القليل من الإرشادات القابلة للتحويل حول كيفية تحقيق معدلات عالية من الاكتشاف والعلاج والسيطرة على مجموعات سكانية بأكملها، وفق الدراسة.

المساهمون