استمع إلى الملخص
- **مسيرة فنية متميزة:** اشتهرت الصرارفي بارتدائها الزيّ التونسي التقليدي وتأسيسها فرقة العازفات الموسيقية، كما حصلت على جوائز عديدة وأسست معهد قدور الصرارفي للموسيقى العربية.
- **تحديات الوزارة:** تواجه الصرارفي تحديات كبيرة في وزارة الشؤون الثقافية، حيث تشهد الوزارة صراعات حول الدعم المالي للأعمال الفنية واتهامات بالمحاباة.
اختار الرئيس التونسي قيس سعيّد، الأحد الماضي، الموسيقية أمينة الصرارفي لتولي منصب وزارة الشؤون الثقافية في البلاد، في خطوة حظيت بموافقة الرأي العام، خاصةً أن الفنانة البالغة 66 عاماً منخرطة في الحياة الثقافية وناشطة في المجال الثقافي والفني منذ نعومة أظافرها.
اشتهرت أمينة الصرارفي بارتدائها الزيّ التونسي التقليدي في تسعينيات القرن الماضي، بعد تأسيسها فرقة العازفات الموسيقية، في استكمال لمسيرة عائلتها الطويلة في مجال الفن، وتحديداً والدها الموسيقار التونسي الراحل قدور الصرارفي الذي أثرى المكتبة الموسيقية التونسية بالعديد من الأعمال التي بقي صداها يتردد حتى الآن.
ولا تعد الفنانة التونسية غريبة عن المجال الثقافي، فهي نشأت في بيت فني، واختارت مواصلة رحلة والدها الفنية، فجمعت بين الممارسة المهنية والدراسة العلمية للموسيقى، فحصلت على شهادة في الموسيقى العربية سنة 1979، وشهادة الأستاذية في الموسيقى. ثم سافرت لاحقاً إلى فرنسا للدراسة وتعميق معارفها الموسيقية.
ونالت أمينة الصرارفي لقب أفضل مطربة تونسية في مهرجان مدينة تونس عام 1984، ممّا فتح الباب أمامها لتقديم أكبر عروضها الفنية في قاعة الأولمبيا في باريس سنة 1985. لاحقاً، قرّرت تأسيس معهد قدور الصرارفي للموسيقى العربية تكريماً لروح والدها، كما أسّست فرقة العازفات النسائية التي قدّمت آخر عروضها الثلاثاء في أحد المهرجانات المحلية.
ونجحت الموسيقية التونسية المعروفة بأنها مدافعة شرسة عن الثقافة التونسية عموماً، والموسيقية خصوصاً، في اكتساب احترام الجمهور التونسي، كما نالت أوسمة تكريمية من الدولة خلال فترة حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وكذلك بعد ثورة عام 2011.
وعلى الرغم من مسيرتها الفنية الحافلة ومسارها المهني، يرى الكثير من المتابعين للشأن الثقافي أن أمينة الصرارفي لن تجد أرض وزارة الشؤون الثقافية مفروشة بالورود.
فهذه الوزارة التي تمنح الامتيازات المالية للإنتاجات الفنية، سواءً كانت موسيقية أو سينمائية أو مسرحية أو تشكيلية، تشهد في كل عام صراعات ومشاكل واتهامات تتمحور حول من يحصل على الدعم المالي لأعماله الفنية. كما اتهم العاملون في الوزارة مراراً بمحاباة أطراف معينة على حساب الآخرين، وهو ما سيجعل مهمة الوزيرة الجديدة بالغة الصعوبة.