إليسا المُنتجة... التغيير لمواجهة تحديات المستقبل

13 يونيو 2022
انفصلت إليسا عن مدير أعمالها أمين أبي ياغي بعد 25 عاماً من العمل معاً (يوتيوب)
+ الخط -

تحولت إدارة أعمال الفنانين في العالم العربي إلى حالة خاصة جداً. وأصبحت مع الوقت هدفاً ينقذ المغني أو الفنان من الفشل، ويضعه على طريق النجاح.

قبل أيام، تداول متابعون خبر انفصال الفنانة إليسا عن مدير أعمالها أمين أبي ياغي، من دون ذكر الأسباب. لكن أبي ياغي عاد وظهر في مطار الكويت، يوم الخميس الماضي، بجانب إليسا وزميلها وائل كفوري، إذْ اجتمعا معاً في ليلة غنائية واحدة.

تكشف معلومات خاصة لـ"العربي الجديد" أن الانفصال رسمياً تم بين إليسا وأبي ياغي، بعد 25 عاماً من العمل معاً. لكنّ المؤكّد أنّ الاتفاق بين الطرفين كان واضحاً. فالمعروف عن إليسا أنها تلتزم بكل من عمل معها، فكيف هو الحال بالنسبة لأمين أبي ياغي الذي كان رجل الظل، وحظي باهتمام وثقة إليسا، وهي لا توفر مناسبة إلا وتذكره وتوجّه له الشكر، ليس أقلها عند كل فوز بجائزة من جوائز الموسيقى العالمية كانت تنالها مراراً. إذْ كانت تقوم بإهدائها لبعض المقربين منها، ومنهم أبي ياغي الذي ترأس تنظيم مهرجانات بيروت لسنوات، ويملك شركة "ستار سيستم" للإنتاج الفني.

حفلت السنوات الأخيرة بـ"انقلابات" واضحة في حياة صاحبة "ع بالي حبيبي"، فأصبحت أكثر نضجاً. وكان من ضمن قراراتها الذكية، الخروج بهدوء من الاتفاق مع شركة "روتانا" بعد تعاون استمر لأكثر من 20 عاماً. وشهد التعاون خلافات ونجاحات، أشهرها ربّما عام 2009 عندما اضطرت إليسا للاستعانة بنفوذ الأمير الوليد بن طلال لحل بعض الثغرات الإدارية في التعامل معها، وتجديد تعاقدها مع الشركة الذي جاء بناء على "أوامر" من الوليد، وكان لها ما أرادت.

كل ذلك لم يمنع إليسا من التصويب باتجاه "التسويق" لنفسها، عن طريق فريق عمل "مخلص" ينتمي إليها بالدرجة الأولى، ولا يساوم على العمل مع فنانين آخرين، وهي ترى أن ذلك من حقها، كونها مؤثرة وتستحق النجاح.

هكذا وبعد خروج إليسا من "روتانا" عادت إلى مجموعات آمنت بها كمغنية من بداية انطلاقتها، ومن ضمنهم فريق عمل شركة "ميوزك إز ماي لايف" التي يديرها غسان شرتوني. وهي شركة أسهمت في نجاح مجموعة من الفنانين منهم ميريام فارس، وحالياً تنشط مع المغني السوري ناصيف زيتون، والعراقية رحمة رياض. ولكن ذلك لم يمنع إليسا من العودة إلى هذه المجموعة بالتحديد، والعمل معها من جديد. وكان ذلك واضحًا من خلال التجهيزات لإطلاق أول عمل غنائي جديد بعد "روتانا"، فجاءت أغنية "من أول دقيقة " مع زميلها المغربي سعد لمجرد، وألحان رامي جمّال.

حقق "الديو" ما أرادت إليسا إثباته، وتحوَّل إلى اختبار أظهر نتائج إيجابية جداً، يمكن للمغنية البناء عليها في المستقبل، فضلاً عن دعم واضح لمنصة "أنغامي" لإليسا نفسها بعد فراق دام سنوات بين الطرفين، وخسارة نجاحات ونسبة مشاهدات خيالية على العالم الافتراضي.

كل ذلك دفع إليسا إلى إعادة التمركز، وصبّ الجهد على المستقبل، بعدما تحولت إلى "محاربة" ستحمل ملف إنتاج لأعمالها الغنائية. ولا بدّ في هذا السعي لكسب المزيد من النجاح. من المؤكد أن خروج أمين أبي ياغي من إدارة أعمال إليسا لا يمكن أن يشكل خطراً على حضور إليسا في المناسبات والحفلات، ولا هو ناتج عن خلاف بل استعادة أو تغيير تجده إليسا ضرورياً من أجل مواجهة تحديات المستقبل.
 

المساهمون