افتتح، الخميس، في العاصمة التونسية متحف باردو، الذي يعدّ أكبر متحف في البلاد، وثاني أقدم المتاحف في أفريقيا بعد متحف القاهرة الذي تأسّس سنة 1888.
ويعد باردو أحد أكبر المتاحف العالمية، إذ يضم ثاني أكبر مجموعة لوحات فسيفساء في العالم، واعتاد على استقبال 50 ألف زائر سنوياً من سياح ومقيمين.
وكان المتحف قد أغلق في 25 يوليو/ تموز 2021، بعد قرارات الرئيس التونسي قيس سعيّد الاستثنائية في 25 يوليو/ تموز 2021 وقراره بتجميد عمل البرلمان في مرحلة أولى وحلّه في مرحلة ثانية.
وطاول الإغلاق مبنى باردو، لكونه ملاصقاً للبرلمان التونسي الذي جرى إغلاقه وطوّق من قبل قوات الأمن التونسي والجيش حتى لا يتمكن أعضاء البرلمان المنحل من الوصول إليه، ممّا أدى إلى استحالة وصول الزوار إلى المتحف.
من جهتها، أكّدت وزيرة الشؤون الثقافية، حياة قطاط القرمازي، أمس الأربعاء، في بلاغ صادر عن وزارتها، أنّ سبب الإغلاق يعود إلى أعمال صيانة وتوسعة قامت بها الوزارة لهذا المعلم التاريخي، باعتبار أن مبنى المتحف هو قصر يعود إلى أحد حكام العائلة الحسينية التي حكمت تونس من 1805 إلى 1957.
وقد بينت وزارة الثقافة أنّ التغييرات التي أدخلت على المتحف شملت ترميم 29 قطعة فسيفساء ومنحوتتين و3 نقوش في قاعة أوذنة، وصيانة 22 لوحة فسيفساء مختلفة الأحجام بقاعة ألتيبيروس بالطابق الأول. كما تم ترميم 13 قطعة فسيفساء ورفع هيكل إضاءة كان مخصصاً للمعارض المؤقتة بقاعة سوسة.
وفي السياق نفسه، شهد المتحف الوطني، وفقاً لوزارة الثقافة التونسية، مجموعة من التغييرات في طريقة العرض المتحفي، فعرضت في البهو الرئيسي لوحة فسيفسائية لجزر ومدن البحر الأبيض المتوسط، وهي لوحة تم اكتشافها في منطقة حيدرة من محافظة القصرين في شتاء العام 1995.
كذلك، عرضت منحوتة كونكورد آلهة السلام، بجانب النصب التذكاري لضحايا حادثة باردو الذين سقطوا بعد العملية الإرهابية التي شهدها المتحف في 18 مارس/ آذار 2015 كمركز سلام وتسامح للإنسانية جمعاء.
وغيّرت كل محتويات قاعة القيروان بالجناح الإسلامي، فضلاً عن إضافة منحوتة لرجل يرتدي ثوباً ملفوفاً من معبد ساتورنوس ونقيشة جنائزية للمربية كورناليا فورتوناتا بقاعة دقة.
وانتهى العمل في قاعة الصهاريج (التوابيت) للعالم الجنائزي الوثني والمسيحي للفترة الرومانية وإضافة 9 قطع أثرية، كما تم عرض لوحة فسيفسائية تمثّل انتصار ديونيسوس إله الكروم والنباتات والخصوبة.
وفي إطار متصل، شهد باردو استحداث واجهات لعرض فخار، وإحداث قاعة جديدة للرق الأزرق، وهو مصحف معروف يمثل جزءاً من مجموعة ضخمة من المخطوطات.