إسرائيل تقطع الإنترنت كليّاً عن شمال غزة

19 أكتوبر 2024
نازحون فلسطينيون من شمالي مدينة غزة، 12 أكتوبر 2024 (عمر القطّاع/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل" عن انقطاع كامل لخدمات الإنترنت في شمال غزة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر، مما أثر على عمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني.
- وثق مركز صدى سوشال للحقوق الرقمية الفلسطينية أكثر من 10 حالات قطع كامل لشبكات الاتصال والإنترنت، مما أثر على الوصول إلى المعلومات والتعاملات المالية، وزاد من معاناة الفئات الهشة.
- تزامن قطع الإنترنت مع حملة الإبادة في شمال غزة، حيث تم تدمير أحياء سكنية وخلفت مئات الشهداء والجرحى، وسط تجاهل لقرارات دولية.

أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل"، اليوم السبت، انقطاع الإنترنت كليّاً عن محافظة شمال غزة التي تتعرض لعملية إبادة من جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 15 يوماً. وأضافت "بالتل"، وهي المزود الوحيد لخدمة الإنترنت في القطاع، في بيان: "نظراً لاستمرار العدوان الإسرائيلي على مناطق شمال غزة، نأسف للإعلان عن انقطاع كامل خدمات الإنترنت في المنطقة".

وكانت منصات إخبارية محلية قد أفادت، مساء الجمعة، بأنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قطع شبكة الاتصالات والإنترنت عن محافظة شمال غزة. إذ أكدت قناة الأقصى الفضائية الفلسطينية، عبر صفحتها على "تليغرام"، أنّ جيش الاحتلال "قطع شبكة الاتصالات والإنترنت عن شمال قطاع غزة". وأشارت إلى أنّ القصف الإسرائيلي المدفعي والجوي يتواصل على مناطق مختلفة من مخيم جباليا شمالي القطاع.

منذ بداية العدوان على غزة، قطعت قوات الاحتلال خدمات الاتصالات والإنترنت عدة مرات عن القطاع، أو مناطق واسعة منه، جراء القصف المكثف الذي طاول البنية التحتية لشبكة الاتصالات، أو نتيجة نفاد الوقود. وسبق أن أعلنت شركة بالتل عن استشهاد عدد من موظفيها أثناء عملهم على إعادة الاتصالات للمواطنين في القطاع.

ووثق مركز صدى سوشال للحقوق الرقمية الفلسطينية أكثر من 10 مرات قطعت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي شبكات الاتصال وخطوط الإنترنت بشكل كامل في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، هذا عدا عن المرات التي قطعت فيها هذه الشبكات جزئياً. وامتد هذا القطع إلى محافظة جنين، وذلك في أغسطس/ آب الماضي، مع تواصل الاجتياح الواسع لشمال الضفة الغربية ضمن عملية أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي، "مما دفعها إلى ظلام رقمي نتيجة استهداف الخطوط الرئيسية والاحتياطية للاتصالات".

ونبّه "صدى سوشال" إلى أنّ هذا الاستهداف المتكرر لشبكات الاتصال والإنترنت حرم أهالي غزة من الوصول إلى المعلومات الأساسية، وحرمهم من القدرة على الاتصال بفرق الإسعاف والطوارئ لإنقاذ المصابين وانتشال المفقودين من تحت الأنقاض التي خلقها القصف الوحشي لقوات الاحتلال. كما أثر هذا الحصار الرقمي على التعاملات المالية في القطاع، إذ لم يعد باستطاعة أهالي غزة سحب أموالهم من الصرافات الآلية، وبالتالي عدم قدرتهم على شراء الحاجات الأساسية. كما تأثرت الفئات الأكثر هشاشة، وتحديداً المعوقين الذين أصبحوا عرضة لمزيد من الأخطار نتيجة عدم وصولهم إلى الخدمات الحيوية. كما أن انقطاع الاتصالات أدى إلى انتشار أكبر للمعلومات المضللة، وأثار الرعب بين الفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من التواصل مع ذويهم في غزة.

هذا وقد عارضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في منتدى الأمم المتحدة اقتراحاً لإعادة بناء البنية التحتية للاتصالات في غزة، ثم مرر القرار بعد حذف بنود تحملها المسؤولية عن دمار هذه البنية.

يأتي قطع الإنترنت بشكل كامل عن محافظة شمال غزة بالتزامن مع مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلي حملة الإبادة التي ينفذها في شمالي القطاع منذ 15 يوماً، عبر قصف المنازل ومراكز الإيواء ونسف وتدمير وحرق أحياء سكنية كاملة، إضافة إلى منع إدخال الطعام والمياه إلى المنطقة، ما خلف مئات الشهداء والجرحى، في ظل تعطل شبه كامل لعمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني نتيجة استهدافها من القوات الإسرائيلية أو منعها من تأدية مهامها.

ويحاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، أربع مدارس ونادياً وصالة أفراح ومقار مؤسسات أهلية في محيط المستشفى الإندونيسي، وجميعها تستخدم مراكز إيواء، وفقاً لوكالة الأناضول. وفي 6 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء اجتياح شمال القطاع، بزعم "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".

وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 142 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.

المساهمون