لم يكن الفنان التشكيلي اللبناني، إبراهيم السبع أعين، يعلم أن موهبته بالرسم ستخوله للفوز بكأس العالم للفن التشكيلي السريالي عام 2018 في لندن عن لوحة تحمل اسم "السلام آتٍ". في مدينة صيدا جنوب لبنان، ولد إبراهيم السبع أعين وترعرع، وكان منذ طفولته يرافق والده الذي كان يملك مشغلاً لصناعة براويز الصور في الجهة المقابلة لقلعة صيدا البحرية، وكان يتأمل الصور واللوحات التي يحضرها الزبائن حتى تعلّق بتلك اللوحات وراح يقلدها.
في لقاء مع "العربي الجديد"، قال: "كنت منذ طفولتي أهوى رسم القلعة البحرية وحجارتها القديمة، كذلك أزقة صيدا القديمة التي تحكي عن تراث المدينة، وأجلس بالساعات أتأمل لوحات الفنانين التي يحضرونها إلى والدي لتركيب برواز لها وتأثرت بهذه اللوحات".
يلفت السبع أعين إلى أنه بدأ الرسم من خلال البرامج والأنشطة الصيفيّة، وتطوّرت موهبته وصار يتقن فن الرسم، حتى وجد نفسه متأثراً بالفنان الهولندي فان غوخ حيث كان يرسم لوحاته التي أحبها الناس، وكانوا يطلبونها منه.
يغلب الطابع التجريدي والسريالي على لوحاته التي تتميز بلون "التركواز" لأنه من أحب الألوان لديه، على الرغم من أنه أيضاً عرض لوحات مختلفة تتعلق بالطبيعة والأزهار خلال تنظيم معارضه الأربعة التي كان آخرها عام 2018، قبل تغيّر الأحوال في لبنان في السنة التالية.
كما أنه شارك في معارض مشتركة عدّة مع فنانين آخرين، وخلال جائحة كورونا كانت مشاركاته نشطة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. تخصص السبع أعين في الديكور الداخلي وهو ما دفعه لافتتاح معرض دائم أطلق عليه اسم "شكسبير"، يحتوي على ديكورات وأثاث تقليدي بالإضافة إلى لوحاته، ويقول: "افتتحت (غاليري شكسبير) ليكون مساحة شاعريّة وسط أجواء تاريخية وتقليدية والهدف منه هو استقبال من ينشد الراحة سواء كان شاعراً أو كاتباً حيث يتم توفير جو مناسب للكتابة، كما أن (غاليري شكسبير) صار مقصداً للمصورين والمخرجين الذين يستخدمونه في تصوير الفيديو كليب أو الصور الفوتوغرافية الدعائية، وما شابه ذلك. كما أنه مساحة ليتمكن الفنانون التشكيليون من عرض لوحاتهم الفنيّة للبيع وسط الأثاث التقليدي والتاريخي، ويمكن إفساح المجال لإقامة معارض خاصة بداخله".
يتمنى السبع أعين الوصول إلى العالمية بفنه، لكن هناك عقبات يتمنى من الوزارات المعنية تذليلها، وخاصة عندما كان يود المشاركة في مسابقة في إحدى الدول الأوروبية، ولم يستطع الحصول على تأشيرة دخول، وقد تكرر هذا الأمر أكثر من مرة، وهو يطلب من المعنيين أن يساهموا في تشجيع الفنانين التشكيليين اللبنانيين للمشاركة في المسابقات والمعارض الدولية لرفع اسم لبنان عالياً في هذا المجال، ونشر الفن اللبناني في جميع أرجاء العالم. يختتم بالقول، أتمنى أن يعمّ السلام في العالم، وخاصة في لبنان كي يكون وطننا مقصداً للفنانين والمثقفين، وخاصةً أن في لبنان عدداً من الفنانين الذين يستحقون أن تتخطى أعمالهم الحدود.