أنمي The Grimm Variations: الحكايات التي نعرفها جميعاً

01 مايو 2024
يُقال إنّ موسماً ثانياً من العمل سيصدر العام المقبل (نتفليكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في عالم السينما والتحريك، تمت إعادة تقديم حكايات الأخوان غريم بأساليب ونهايات متنوعة، مع تأكيد على تطور هذه الحكايات مع الزمان والمكان.
- أنمي "The Grimm Variations" من نتفليكس يعيد تقديم هذه الحكايات بأسلوب فريد ومتنوع في كل حلقة، مما يجعله تجربة فريدة تجذب جمهورًا متنوعًا.
- الحلقات تقدم قراءات مختلفة لحكايات شهيرة بأساليب جريئة ومعقدة، مع تحديات في الوصول لكل الفئات العمرية وتفاوت في ردود الفعل.

ليس جديداً تقديم الحكايات الخرافية التي جمعها الأخوان غريم، أو أي حكايات خرافية شعبية أخرى، بقوالب جديدة ونهايات مختلفة سواء كانت أنمي أو أي نوع آخر من أنواع التحريك. الحكايات التي كانت تروى شفاهاً، كانت تتغير وفقاً للمكان والزمان والأفكار وأيديولوجيا العصر، حتى عند توجيهها إلى فئة عمرية معينة. مع ظهور أفلام ديزني الشهيرة الخاصة بالأميرات، اكتسبت الحكايات الشهيرة جموداً معيناً لمصلحة رواية ديزني، مع ذلك ما زالت تقدم السينما بعض التنويعات على الحكايات الشهيرة، مثل سندريلا وبياض الثلج، وستبقى هذه الحكايات تتغير وتخلد عبر الفنون.

أنمي من ست حلقات

هذه المرة، أنتجت منصة نتفليكس أنمي بعنوان The Grimm Variations، من تنفيذ استوديوهات ويت التي أنتجت أنمي Attack on Titan. وكما يقول العنوان، يعرض الأنمي حكايات مختارة من حكايات الأخوين غريم، لكن بشكل مختلف كثيراً عن كل ما قدمته ديزني وغيرها سابقاً.
يتكون الأنمي من ست حلقات، مدة كل واحدة منها تتراوح بين 30 و45 دقيقة. في كل حلقة من الحلقات الست، نجد نمطاً مختلفاً من الحبكة والتنويع على الحكاية، وأيضاً تتميز كل حلقة بأسلوب فني مختلف تماماً عن الأخرى وكأنها من عمل آخر، كما تحدث في أزمان مختلفة في الماضي والمستقبل. ما يجمع الحلقات هو فقط المشاهد الأولى التي تظهر الأخوين غريم مع أختهما الصغيرة التي تقرأ الحكايات التي يجمعونها، وهذه المشاهد لها نمطها الفني الخاص بها كذلك.
يمكن اعتبار أنمي The Grimm Variations عملاً تجريبياً فريداً من نوعه بسبب خلط الأنواع هذا، ولعل ما يميزه هو استحالة توقع كيف ستكون الحكاية التالية، وهذا بحد ذاته قد يجذب جمهوراً متنوعاً، يجد تفضيلاته في حلقة ولا يجدها في أخرى. إلا أن التحدي هنا هو إقناع الجمهور بالاستمرار لاكتشاف هذا التنوع بعد الحلقة الأولى الخاصة بسندريلا.


تقدم حكاية سندريلا باعتبارها افتتاحية للأنمي، وما يميزها من بقية الحلقات هو أنها أقلها اختلافاً وجرأة في التغيير، ولعل هذا بحد ذاته ما جعلها الافتتاحية ليستعد المشاهد بعدها لتغييرات أكبر. المشكلة أن الحلقة الخاصة بسندريلا هي الأضعف بين الحلقات الست، واختيارها ربما جاء لسهولة تلقيها.
تقدم حلقة سندريلا قراءة مختلفة للحكاية الشهيرة، وليس اقتباساً مثل الحكايات الأخرى. هذه المرة تكون سندريلا التي تحمل اسم كيوكو هنا هي الشخص السيئ، إذ تستغل أختيها غير الشقيقتين وزوجة أبيها، تتسلّى من خلال التلاعب النفسي بهنّ عندما تقدم نفسها خادمةً بريئةً لهن، من دون رغبتهن، الأمر الذي يظهرهن دائماً بالمظهر السيئ. تنتهي سندريلا مع الأمير لتتمكن اختاها أخيراً من التخلص منها هكذا، بعدما تلاعبتا بها لإيقاعها ولتضعا الأمير بموقف يجبره على طردهما. كل هذا في إطار شخصيات يابانية في عصر ياباني قديم.
تبدو سندريلا، أو كيوكو، شخصية سايكوباتية بلا أهداف، في محاولة لتحويل حكاية سندريلا إلى قصة مرعبة عن كيف يمكن للطف أن يخبئ كل هذا الشر، إلا أن الحكاية وقعت في فخ الابتذال، خصوصاً مع وجود دمية تحملها كيوكو وتتحدث معها لتبدو مثل أفلام الرعب القديمة عن الأطفال الغريبين. لا يخرج المشاهد من هذه الحلقة سوى بوجود احتمال لقراءات مختلفة، لكن هذه القراءة لم تقد إلى أي شيء ذي معنى أو أهمية سوى تشويق فارغ.
في الحلقة الثانية، نرى الذئب كرجل في ذات الرداء الأحمر في مستقبل حيث كل شيء مزيف ويعيش الجميع وسط أفاتارات، ما يجعل هذا الرجل مهووساً بالقتل لأن الدم هو الشيء الوحيد الحقيقي. وبالطبع، سيلاحق ذات الرداء الأحمر، وسينتهي نهاية الذئب في الحكاية الأصلية نفسها تقريباً.

اقتباسات غير متوقعة

الحلقات المقتبسة عن حكايات شهيرة لا تقدم قراءات مختلفة عن المعتاد، لكن انطلاقاً من الثالثة، وهي هانزل وغريتل، يمكننا أن نلحظ اقتباسات غير متوقعة إطلاقاً، يختلف مستواها من حلقة إلى أخرى، حتى تبلغ ذروتها الأفضل في حكاية الأقزام وصانع الأحذية على مستوى المضمون ذي الطبقات المتعددة، وأيضاً الصيغة الفنية للرسوم والتحريك التي جاءت عادية مثل أي أنمي آخر، وهذا ما يجعل المشاهد يركز على الحكاية المعقدة أكثر من دون التشتت بصيغ فنية مختلفة أو أزمنة وأمكنة غير عادية.

سينما ودراما
التحديثات الحية

هذا التنوع الكبير والغريب هو ما يميز العمل، ويمكن اعتباره تجربة جديدة مختلفة عن كل ما سبقه، لكنه في الوقت نفسه ما يوقع السلسلة في أخطاء غير مقبولة، مثل محاولة الوصول إلى كل أنواع المتلقين بتقديم مضامين تناسب فئات عمرية مختلفة. فمثلاً، يصنف العمل للكبار لما يحويه من عنف شديد ومشاهد جنسية، لكنه في الوقت نفسه يقدم الحلقة الثالثة (هانزل وغريتل) للأطفال الصغار. إذا ما أخذنا هذه الحلقة وحدها، فالحكاية ممتازة لمساعدة الأطفال على النضج والمضي قدماً بعيداً عما يتمسّكون به. ورغم جمال الحلقة، لا تناسب الجمهور الذي يشاهد الحلقات الخمس الأخرى التي تتوجه إلى الكبار. وعلى العكس، لا يمكن للأطفال مشاهدة الحلقات الأخرى بسبب العنف الشديد فيها، ولتعقيد الأفكار بعضها في بعض.

ظهرت أخبار غير مؤكدة حول صدور موسم ثانٍ، يُتوقّع بثه العام المقبل، رغم ردود الفعل المتباينة مع تفاوت مستويات الحلقات، لكن الفضول حول كيف يمكن تقديم الحكايات التي نعرفها جميعاً، باختلاف، هو النقطة الوحيدة الثابتة التي قد تجذب الجمهور إلى مشاهدة المزيد.

المساهمون