أحيا نادي الجسرة الثقافي الاجتماعي القطري، في مستهل انطلاق برنامجه "فن ومسيرة" الأسبوعي، مساء الأربعاء، أمسية خاصة بفقيد الطرب الأصيل الفنان الراحل صباح فخري.
أحيا الأمسية، التي أقيمت في مقر النادي بسوق واقف في الدوحة، الفنان السوري محمد بركات بصحبة فرقته "ليالي الطرب"، وقدمها أستاذ العلوم الموسيقيّة بنادي الجسرة فتحي بيوض.
وعرّفت الأمسية بالموشح والقد الحلبي الذي تعود شهرته على مستوى العالم العربي للراحل صباح فخري.
وتطرق بركات في حديثه لبدايات صباح فخري منذ كان مؤذناً بأحد جوامع مدينة حلب السورية، وكيف غنى الموشحات وهو في عمر 12 عاماً، ثم انتقل إلى دمشق فحظي باهتمام السياسي السوري فخري البارودي، الذي أصر على التحاق صباح الدين أبو قوس بالمعهد الموسيقي بدمشق، وبعد نجاحه وتفرده في الغناء الطربي وأغاني التراث، حمل اسم فخري تقديراً للبارودي.
وقدم الفنان محمد بركات خلال الأمسية مجموعة من الأغاني والمواويل التي اشتهر بها الراحل فخري، وغنى "يا مال الشام" و"مالك يا حلوة مالك" و"خمرة الحب" وغيرها.
وعن مسيرته الفنية، يقول بركات، لـ"العربي الجديد"، إنها بدأت عام 2000 بالأناشيد الدينية، إذ تعلم من جلسات المنشدين في حلب، أمثال أحمد فرواتي وأحمد قرقناوي والشيخ صبري مدلل وعميد الإنشاد الراحل حسن الحفار، ليواصل دراسة الإيقاع والعزف على آلة العود.
بعد هذا اتجه إلى الموشحات والقدود الحلبية وشارك بحفلات خارج بلده، شملت عدة مدن وعواصم أوروبية وعربية، كتونس والجزائر والإمارات وقطر، التي يستقر فيها منذ 9 أعوام ليقدم وصلات غنائية في سوق واقف التراثي في الدوحة.
يشار إلى أن صباح فخري توفي يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي عن عمر يناهز 88 عاماً، ودفن في مسقط رأسه مدينة حلب.
وقد نعى رئيس مجلس إدارة نادي الجسرة إبراهيم الجيدة الفنان صباح فخري، واعتبره عبقرياً وضع الفن السوري والعربي في قلب خرائط الإنسانية في كل مكان.
وأشار إلى مساهمته المشهودة في الارتقاء بالذائقة الموسيقية والفنية السورية والعربية، وتحليقه بالنغم والكلمة العبقرية إلى أقاصي الذائقة والشعور والعاطفة الإنسانية.
وقال في نعيه "لم يكن صباح فخري مطرباً ومغنياً رفيعاً فقط، بل كان صانع ذائقة وثقافة من خلال الفكر المستنير والممارسة في اتحادات الفن والمهرجانات، ليقدم لأجيال المستقبل تجربته الثرية في الإبداع وصناعة الثقافة".
وأضاف أن جمهور الفن والإبداع في الدوحة يحفظ للراحل الكبير والفنان الرائد مكانة خاصة وتقديراً خاصاً، من خلال مشاركاته الدائمة في مهرجاناتها ومؤتمراتها الثقافية التي كرم فيها، ونال فيها التقدير والاحترام الذي يليق بفنه ومقامه.