أفلام ألمانية في بيروت: تنويعات واحتفال بهرتزوغ

21 سبتمبر 2022
"أنا رجلك" لماريا شرادر: علاقة امرأة بآلة (الملف الصحافي)
+ الخط -

 

يُنظّم "معهد غوته ـ لبنان"، بالشراكة مع "جمعية متروبوليس سينما"، أسبوعاً جديداً للفيلم الألماني، بين 22 و29 سبتمبر/أيلول 2022، في بيروت ومناطق لبنانية أخرى. وبحسب بيان صادر عن الجمعية، تُقدِّم النسخة الثامنة هذه "تشكيلة رائعة" من 8 أفلام ألمانية حديثة الإنتاج، "لاقت احتفاء دولياً"، في الأشهر الماضية.

يتضمّن البرنامج أفلامَ إثارة وتشويق وخيال علمي وكوميديا، بالإضافة إلى أفلام وثائقية، وفيلم عائلي "مُوجّه إلى جمهورنا الأصغر سنّاً". والعروض تمتدّ أسبوعاً كاملاً، "في مساحات عرض مختلفة، لجذب جمهور أوسع، في احتفال بأفضل المواهب السينمائية في ألمانيا".

البداية ستكون في "متحف سرسق" (بيروت)، الثامنة مساء 22 سبتمبر/أيلول الجاري، بفيلم "الباب التالي (Next Door)"، أول إخراج لدانيال برول، أحد أكثر الممثلين المحبوبين في بلده، إذْ ظهر في عشرات الأفلام السينمائية، المُنتجة منذ نهاية تسعينيات القرن الـ20، في بلده وخارج بلده (له أعمال تلفزيونية أيضاً، موزّعة بين أفلام ومسلسلات)، خاصة "وداعاً لينين" (2003) للألماني لولفغانغ بِكَر، و"أوغاد قذرون" (2009) للأميركي كوانتن تارانتينو، و"7 أيام في هافانا" (2012) للإسباني خوليو مِدِم، وغيرها.

في أول فيلم له يقوم بإخراجه (2021)، يروي "الباب التالي" (فكرة برول، سيناريو دانيال كيلْمان) حكاية ممثل مشهور، يُقيم في شقّة في برلين، مع شريكة رائعة وولدين ومربيّة. يستعدّ للسفر إلى لندن، للمشاركة في كاستينغ خاص بفيلم "أبطال خارقين". ينتظرُ السائقَ في حانة، من دون أنْ يُدرك أنّ قريباً له غامضاً يُلاحقه. هذا اللقاء المُهيّأ له، مع سبق الإصرار، سيقود الممثل إلى الأمكنة المعتمة في حميمياته، وقريبه مُصرّ على جعله يعيش جحيماً حقيقياً.

أفلام أخرى تُعرض في بيروت وبر الياس (البقاع) وصيدا (جنوبي لبنان): "الفلفل وسرّ البحر العميق (The Peppercorns And The Secret Of The Deep Sea)" لكريستيان تيادي (2021): يتّحد 5 مراهقين في فرقة، يُسمّونها "الفلفل"، بهدف معرفة هوية خاطف/خاطفي عالِم المحيطات، المفقود منذ فترة، ومُكتشف وسيلة للتخلّص من النفايات البلاستيكية في المحيط. "امرأة الطيّار" (2021) لآن زُهرة بن راشد: طالبٌ يقترن بزميلته الطالبة سرّاً، لأنّ والدة الطالبة غير موافقة على ذلك. في مسجد في هامبورغ، يَعِد كلّ واحد منهما الآخر بالبقاء معه، لكنّ الرجل سيرتكب فعلاً "يهزّ العالم بأسره". مستوحى من القصة الحقيقية للبناني زياد الجرّاح، قائد مجموعة خاطفي طائرة "يونايتد إيرلاينز 93"، في الاعتداء الإرهابي على الولايات المتحدة الأميركية، في 11 سبتمبر/أيلول 2001. فالطالبان هما الجرّاح وصديقته أيسل شينغون ("العربي الجديد"، 14 فبراير/شباط 2022).

هناك أيضاً "آخر إعدام ("تسديدة من مسافة قريبة" بحسب العنوان الألماني)" (2021) لفرنسيسكا شْتونْكِل: سيرة حياة فرنر تَسْكي، آخر رجلٍ يُعدَم في ألمانيا الشرقية سابقاً، عام 1981، قبل 6 أعوام فقط (1987) على إلغاء هذه العقوبة. الرجل عميل في قسم التجسس الاقتصادي، في "شتازي" (جهاز أمن الدولة)، يُتّهم بالتآمر على دولته، بالتحضير للفرار إلى ألمانيا الغربية، مع معلومات حسّاسة، وأموال مُخْتلَسة.

 

 

بالإضافة إلى هذا كلّه، هناك Toubab لفلوريان ديتريش (2021): ليتجنّبا تنفيذ قرار بترحيلهما من البلد، يُقرّر زميلان في إحدى العصابات فعل المستحيل من أجل البقاء حيث يعيشان حالياً. و"أنا رجلك" (2021) لماريا شرادر: بعد اختيارها لكونها مرشّحة مثالية لاختبار تلك التجربة، تبدأ ألما، العالِمة اللامعة، إقامتها الجديدة مع توم، الرجل الآلي ذي المظهر البشري الكامل، لمدّة 3 أسابيع. الرجل الآلي مُبرمج خصيصاً ليتوافق مع تعريفها هي للرجل المثالي. أما الآلة، فعليها تحقيق مهمّة واحدة: جعل ألما سعيدة ("العربي الجديد"، 21 إبريل/نيسان 2022). و"المربع الأسود" (2021) لبيَتِر مايستر: اثنان من لصوص الفنّ يسرقان "المربع الأسود"، للرسّام الروسي كازِمير مَلِفيتش (النسخة الأولى منها مرسومة عام 1915، قبل أنْ يشتغل عليها راسمها بين أواخر عشرينيات القرن الـ20 وبداية ثلاثينياته). يتفقان مع أفرادٍ يريدون شراء اللوحة، فيختاران سفينة سياحية مكاناً للقاء، رغم كثرة المسافرين السيّاح على متنها. لكنْ، لن تمرّ الأمور كما يجب.

أخيراً، هناك Kash Kash للبنانية ليا نجّار (التي ستُشارك في العرض اللبناني، وتلتقي المشاهدين بعده): يعرض "الفيلم الوثائقي الانطباعي" (2020) ما يصفه البيان الصحافي لـ"جمعية متروبوليس سينما" بـ"صورة حيّة للبنان، وحالته الفوضوية"، مع تحوّل أسطح المنازل المرتفعة فوق شوارع المدينة إلى ملاذ مُفعمٍ بالأمل.

إلى جانب عروض الأفلام، يُقدِّم دنيس دارهان وكريم سيباستيان إلياس ملخّصاتٍ عن "دراسات الحالة"، في برنامج "مواهب بيروت 2022". هذا مشروع يهدف إلى دعم المواهب السينمائية من العالم العربي، والسماح لهم بمراجعة أعمالهم الخاصة، بالتواصل مع مواهب ناشئة، واكتشاف طرق جديدة لمقاربة فنّ صناعة الأفلام، فنياً ونظرياً. هناك 21 مُشاركاً/مشاركة من عاملين/عاملات في المونتاج والتصوير السينمائي وتصميم الصوت، من الجزائر ومصر والعراق والأردن ولبنان والمملكة العربية السعودية والسودان وسورية وتونس، في دورة هذا العام.

البيان نفسه يذكر أنّ هناك احتفالاً بالعيد الثمانين لولادة فرنر هرتزوغ (5 سبتمبر/أيلول 1942)، من دون ذكرها، على أنْ تُعرض على منصّة "البثّ المباشر" لـ"معهد غوته" (Goethe On Demand): "لعمله تأثيرٌ حاسمٌ على السينما الألمانية الجديدة، ما يجعله مثلاً مهمّاً في صناعة أفلام المؤلّفين الدوليين".

المساهمون