"أفلامنا": وثائقيات عن وقائع وأفراد

01 مايو 2024
كمال الجعفري: ذاكرتان توثيقية وسينمائية في "السّطح" (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- المنصة اللبنانية "أفلامنا" تبرز السينما العربية غير التجارية، مستكشفة الواقع والذاكرة من خلال أفلام تنقل الخبرات الإنسانية من الذاتي إلى العام.
- "دروس خرايط" و"يلعن أبو الفسفاط" يعكسان النضال والثورة في الشرق الأوسط وتونس، مقدمين رؤى عميقة حول الصراعات السياسية والاجتماعية ودورها في تشكيل المستقبل.
- "شظايا الأحلام" و"السّطح" يتناولان الحياة في ظل الصراع والأمل، مستخدمين السينما لتوثيق الحياة اليومية والتحديات في الجزائر وفلسطين، معبرين عن البحث عن الحرية والكرامة.

 

تستمر المنصّة اللبنانية "أفلامنا" في عرضِ أفلامٍ عربية على شاشتها (aflamuna.online)، في محاولة جادّة للتذكير بنتاج صناعة سينمائية عربية غير تجارية، وبإنجازاتٍ تستلّ من الواقع والذاكرة والاختبار والعلاقات والانفعالات ما يُساهم في بوحٍ يخرج من الذاتيّ إلى العام.

(*) "دروس خرايط" لفيليب رزق (2020، 61 دقيقة، 1/5): سفرٌ مع شخصيةٍ تُدعى "ك"، عبر الزمان والمكان، إلى الشرق الأوسط في مرحلة استعماره. يضع هذا "الفيلم المقاليّ" الصراعات كلّها في محادثة: بدايات المجالس العمّالية (الاتحاد السوفييتي)، إسبانيا 1936، المقاومة الفيتناميّة، كومونة باريس ـ الثورة الفرنسية الرابعة، وصولاً إلى الثورة السورية، المندلعة في 18 مارس/آذار 2011: "كلّ هذا بهدف تحضيرنا للمرّة المقبلة، والزمن المقبل"، كما في تعريف المنصّة بالفيلم.

(*) "يلعن أبو الفسفاط" لسامي التليلي (2012، 82 دقيقة، بين 25/4 و8/5): عام 2008، ثار سكّان مدينة الرديف في تونس، التي تعتمد كلّياً على إنتاج الفوسفات، على فساد الدولة، والظروف القاسية وغير الصحّية والحرجة التي يعيشونها. ردّاً على ثورتهم واحتجاجهم، اعتمد نظام زين العابدين بن علي القمع والبطش والطغيان. رغم ذلك، كانت تلك الثورة أول حركة شعبيّة احتجاجية ضد نظام الدولة البوليسية. ومع أنّها لم تحقّق نجاحاً كاملاً، أشعلت شرارة المقاومة في الشعب التونسيّ، ونبّهته على تدهور الحريّات. فبطريقةٍ ما، ثورة تلك البلدة مهّدت الطريق لـِ "ثورة 2011"، والربيع العربي.

(*) "شظايا الأحلام" لبهية بن الشيخ الفقون (2018، 75 دقيقة، بين 2 و15/5): ترصد الكاميرا في الشوارع وقائع المواجهة مع متظاهرين يائسين من الحلول والإصلاحات، يقومون بتظاهرات عمّالية حاشدة. كما ترصد ما فعله الأطباء في إضرابهم: "فيلمٌ يتجرّأ على الخوض في المشكلات الحيوية والمصيرية في حياة بلد المليون شهيد، من أجل الحرية والكرامة والحياة الأفضل والسلام"، كما في التعريف به.

(*) "السّطح" لكمال الجعفري (2006، 61 دقيقة، بين 9 و22/5): يُقدّم هذا "الفيلم الهادئ"، على نحو مُخادع، لوحةً لأسرة الجعفري في الرملة ويافا، ويحوم بين ذاكرتين توثيقية وسينمائية، بتوجيهٍ من كاميرا رشيقة، تتحرّك بوتيرة لا تهدأ بين غرف البيوت المسكونة، التي طاولها الخراب، وعصف بها الدمار. يشير العنوان إلى السّطح غير الموجود، في البيت الذي استقرّت فيه أسرة الجعفري عام 1948. بيتٌ لم يُجهَّز بعد، كان مشروع بناء لم يكتمل. يوظّف السكون والفضاء خارج الشاشة حسّاً بالانقطاع، وبالوقت الذي يمضي في الانتظار، وبأثر الحوادث، وبالحيوات التي عاشها الإنسان في أمكنة أخرى. كما يكشف ما يقوم به الجعفري من توظيف مُدهش لـ"قالبه"، المتمثّل في أسرته: يكشف الأثر الذي يخلّفه روبير بريسون عبر توظيف الممثّلين غير المحترفين موديلاتٍ ينبع أداؤها من حضورها، لا من تمثيلها.

المساهمون