أسماء مصطفى: "أدرينالين" ترفض صفة الغواية للمرأة

11 يونيو 2022
تدور قصة "أدرينالين" حول امرأة مصابة بسرطان الثدي (عيسى أبو عثمان)
+ الخط -

تفسّر الفنانة الأردنية أسماء مصطفى إصرارها على مواصلة تقديم عروض مونودراما "أدرينالين" التي عرضتها لأول مرة صيف عام 2018، بتوقها إلى إيصال مفاهيم عميقة عن معاناة المرأة من خلال العمل المسرحي. وتؤكد، في حديث مع "العربي الجديد"، أنها ترغب بأن تساهم في تثقيف الجمهور مسرحياً عبر أعمال تنتمي إلى واقعهم.

يعالج نص "أدرينالين" قضايا المرأة وهمومها من خلال هذيانات ومونولوغات لها علاقة بشؤونها الشخصية ومشاكلها وما تعانيه في المجتمع، عبر أداء حركي لرقص "بوتو" الياباني الذي يعبّر بإيماءات الجسد عن الطاقة الداخلية للشخص. اللافت أن العرض الذي تنقّل بين عدد غير محدود من المهرجانات العربية، وحاز جوائز تتعلق بالأداء والإخراج والإبهار الفني، عرض لأول مرة ولثلاث ليال متتالية الأسبوع الماضي في الأردن، على خشبة المسرح الدائري في العاصمة عمّان، وهو الأمر الذي ترده الفنانة إلى معيقات "تتعلق بظروف توقيت العروض في المهرجانات العربية، قبل أن توقف جائحة كورونا وتداعياتها مسير الحياة الطبيعية".

تدور قصة "أدرينالين" حول امرأة مصابة بسرطان الثدي يتم استئصال ثديها. ومن خلال رحلة العلاج تستعيد البطلة ذكرياتها، وما مرت به من معضلات منذ مراهقتها وتهجيرها من وطنها، إلى جانب رحلة وذكريات ابنها بحر الذي ابتلعه البحر نتيجة الهجرات غير الشرعية. على مدى خمسين دقيقة، جالت أسماء مصطفى وهي تتقمص شخصية الكاتبة الأربعينية المصابة بسرطان الثدي، في خيالات من يحضرها مستدعية الماضي البعيد والحاضر القريب، لتكشف عن تداعيات شخصية تعايشها بطلة العرض، هي ذاتها التي يعيشها الحضور أيضاً وهم يرونها تشفى من المرض الخبيث، ليكتشفوا معها سرطانات أخرى أشدّ خطراً وفتكاً على الجسد وكينونة المرأة، فهناك سرطان المجتمع، وسرطان معاملة وإقصاء الزوج، وهناك سرطان الخيانة، وسرطان التطرف الفكري والديني.

نجوم وفن
التحديثات الحية

تنوه مصطفى إلى عملها "أدرينالين" وتنتصر لفكرته التي تجدها مختلفة في طرحها النفسي، وتقول: "أعالج قضية المرأة في مجتمع شرقي وعربي، في عصر الحروب والثورات، ونتاجها وأثرها الإيجابي والسلبي على المرأة، عبر كوميديا سوداء، بأسلوب يطرح الأسئلة الوجودية لقضية إقصاء المرأة وتهميشها ضمن مجتمع ذكوري عنصري لا يزال ينظر للمرأة على أنها مصدر الشر والغواية، وبالاعتماد على لغة الجسد وتجربة رقص بوتو، أي الرقص الاحتجاجي والإصغاء للعالم الداخلي".

وعن أبرز القضايا التي تتناولها في أعمالها، توضح قائلة: "أحرص على أن يكون منطلقي إنسانياً بحتاً، فالمرأة كيان مرتبط عضوياً بالمجتمع وتطوره، المرأة الواعية المثقفة القادرة على إثبات ذاتها وقدراتها، ونضالاتها إلى جانب الرجل من أجل الحرية والعدالة، ودورها داخل أسرتها، وحقها في اتخاذ القرار مع الزوج، وحقوقها الاقتصادية والمعيشية، ومساواتها مع الرجل".

أسماء مصطفى ممثلة وكاتبة مسرحية معروفة، قدمت خلال مسيرتها الفنية أدواراً عدة، منها: "خمس دمى وامرأة"، "سندريلا"، "كيف نرجع أسامينا"، "شهقة الطين"، "مرآة المرأة"، "قبو البصل"، و"عصابة دليلة والزئبق"، كما أخرجت مسرحية "سليمى"، وفيها ناقشت قضية المرأة التي تضحي بحياتها من أجل إنقاذ حياة الآخرين، معتمدة على التوليف بين الموسيقى والشعر ولغة الجسد.

المساهمون