عرفت الأسابيع الأخيرة من الحملة الانتخابية الأميركية مشاركة أنواع من الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي. هذه عينة منها جمعتها "بي بي سي":
الأصوات البريدية
غالباً ما زعمت حملة المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، من دون دليل، أن زيادة التصويت عبر البريد بسبب الوباء سوف تؤدي إلى احتيال هائل. لكن الواقع يقول إن تزوير الانتخابات في أميركا نادر للغاية.
في الأسبوع الماضي، أشار الرئيس ترامب إلى أصوات غيابية خاطئة منسوبة إلى 50 ألف شخص في أوهايو كدليل على "تزوير الانتخابات".
لكن قال مجلس الانتخابات في مقاطعة فرانكلين بولاية أوهايو إنه كان "خطأً فادحاً"، لكنه أكد أنه "مجلس إدارتنا من الحزبين وانتخاباتنا عادلة. وسيتم احتساب كل صوت".
وجاء الخطأ من خلال عطل تقني يتوقف على أثره الماسح الضوئي عالي السرعة عن العمل.
وقال المجلس إن كل من تأثر الآن لديه قسيمة التصويت الصحيحة، وهناك العديد من الإجراءات الوقائية المعمول بها للتأكد من عدم تصويت أي شخص مرتين.
أوراق الاقتراع "الملغاة"
في سبتمبر/أيلول، تمت مشاركة صور مغلفات الاقتراع في كاليفورنيا آلاف المرات على "فيسبوك" بالإضافة إلى مزاعم أخرى لا أساس لها حول "تزوير الأصوات".
ونشرت صفحة مقاطعة سونوما،كاليفورنيا، على "فيسبوك" بياناً تناول الادعاءات. وقالت إن "الصور عبارة عن مظاريف فارغة قديمة من انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2018 تم التخلص منها وفق ما يسمح به القانون.
ولم تكن بطاقات اقتراع المقاطعة للانتخابات الرئاسية لذلك العام قد أرسلت إلى الناخبين عند مشاركة الصور.
وتُظهر العديد من الدراسات في عموم أميركا وعلى مستوى الولاية، أن التزوير نادر للغاية في الولايات المتحدة.
وكانت هناك حالات متفرقة من الاحتيال في بطاقات الاقتراع البريدية ويقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي حالياً بالتحقيق في قضية تسع بطاقات اقتراع عسكرية تم تجاهلها في ولاية بنسلفانيا.
لكن مفوضة لجنة الانتخابات الفيدرالية، التي تشرف على قوانين الإنفاق على الحملات الانتخابية، إيلين وينتراوب، قالت: "ببساطة لا يوجد أساس لنظرية المؤامرة القائلة بأن التصويت عن طريق البريد يسبب الاحتيال".
تلاعبات في الفيديو
تعد مقاطع الفيديو والإعلانات المضللة التي تشوه المعارضين وتتلاعب بالحقائق وتبالغ فيها أمراً شائعاً خلال الحملات الانتخابية، ولم يكن هذا العام مختلفاً.
نشر دونالد ترامب جونيور مقطع فيديو يظهر مقابلة مع جو بايدن يرد بالإيجاب عندما سُئل عن السيطرة على السلاح.
لكن السؤال الفعلي لم يكن حول فرض حظر بالجملة على الأسلحة، بل يتعلق بنوع واحد محدد، وهو الأسلحة الهجومية. يدعم بايدن بالفعل فرض حظر على تصنيع وبيع تلك الأسلحة عالية القوة، ويقترح أن يكون المالكون قادرين على بيعها مرة أخرى إلى الحكومة أو تسجيلها. لكن المقطع وتغريدة ترامب جونيور أسقطتا الفارق.
ونشر حساب "تويتر" الداعم للحزب الديمقراطي مقطع فيديو خاصاً به حول هذه القضية قال فيه ترامب: "خذوا الأسلحة النارية أولاً ثم اذهبوا إلى المحكمة".
لكن هنا كان الرئيس يشير إلى سياسة سحب الأسلحة من أيدي الأشخاص الذين يحتمل أن يكونوا خطرين.
وكانت مقاطع الفيديو التي تم تعديلها بشكل مضلل ميزة متكررة في الحملة.
هذا الأسبوع، تم تعديل إعلان حملة ترامب لجعله يبدو كما لو كان أنتوني فوسي، أحد قادة فرقة العمل المعنية بفيروس كورونا في البيت الأبيض، يمتدح الرئيس. في الواقع، كان الدكتور الخبير يتحدث عن استجابته للوباء.
إعلانات على "فيسبوك" تدفع بادعاءات غير دقيقة
تشمل الأكاذيب المتكررة مزاعم بأن الرئيس وصف فيروس كورونا بأنه "خدعة". يحوي إعلان تمت مشاهدته بضع مئات الآلاف من المرات على "فيسبوك" هذا الأسبوع وتم الترويج له بواسطة Color Of Change PAC، على الادعاء الكاذب.
وأدلى ترامب أحياناً بتصريحات غير علمية إلى حد كبير، إلا أنه لم يصف فيروس كورونا بشكل مباشر بأنه خدعة. ويبدو أن هذه الشائعات نابعة من خطاب ألقاه في وقت سابق من العام، وصف فيه رد فعل الحزب الديمقراطي على تعامله مع الوباء بأنه "خدعتهم الجديدة".
وبعد المناظرة الرئاسية الأولى، نشرت حملة ترامب إعلانات تروج لادعاء كاذب بأن جو بايدن كان يرتدي سماعة أذن.
زعمت إعلانات أخرى زوراً أن بايدن كان يستخدم جهاز ملقن أمامه في المقابلات التلفزيونية.
نظريات المؤامرة
روجت التغريدات التي ولدت آلاف المشاركات في الأيام الأخيرة لنظرية مؤامرة غريبة، زاعمة أنها تكشف عن معلومات سرية حول عملية اغتيال أسامة بن لادن.
يزعم الناشرون أن لديهم معلومات تثبت أن "جثة مزدوجة" لأسامة بن لادن قُتلت على أيدي القوات الأميركية في باكستان، وليس زعيم القاعدة الحقيقي.
وذهب مقال إلى أبعد من ذلك، حيث اتهم الشخص الذي تمت مقابلته جو بايدن بتدبير تغطية وإسقاط مروحية أميركية في أفغانستان في عام 2011. ولم يقدموا أي دليل يدعم هذه المزاعم.
وأثارت الاتهامات غضب أحد أفراد وحدة النخبة البحرية الذين شاركوا في المهمة. رفض النظرية تماماً وقال لشبكة CNN إنها "تدوس على قبور بعض أفضل الأبطال الذين عملت معهم شخصياً".
واعترف كاتب المقال الذي أعاد تغريدته الرئيس على "تويتر": "ليس لدي دليل على صحة المزاعم".
وسُئل الرئيس عن قراره بإعادة تغريد المقالة المريبة، فأجاب: "سأضعها هناك ويمكن للناس أن يقرروا بأنفسهم".
وروج ترامب لنظريات المؤامرة في الماضي، وأصبح أيضاً موضوعاً لبعض النظريات عندما أصيب بفيروس كورونا.
زعمت إحدى النظريات أن ترامب قد تم استبداله بنسخة مستحدثة، وأن "دونالد ترامب الحقيقي لم يغادر المستشفى".
وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص شاركوا المنشور على أنه مزحة واضحة، فقد أشارت تعليقات أخرى إلى أن البعض أخذ الفكرة على محمل الجد.
وشوهد الرئيس في الأماكن العامة عدة مرات منذ خروجه من المستشفى، ولا يوجد دليل يدعم هذه النظرية الجامحة.