يعمل المغرب على ترميم التراث وإحياء السياحة بعد الزلزال المدمر، الذي خلّف 2946 قتيلاً و6125 جريحاً، ونحو 60 ألف انهيار في ستة أقاليم.
وأثّر الزلزال على مواقع تاريخية بارزة في المملكة، بينها ثالث أكبر سور في العالم، وقلعة صُوّرت فيها أعمال هوليوودية، ومسجد عمره تسعة قرون.
ورصدت مقاطع فيديو نُشرت في عدة وسائل إعلامية، لحظات انهيار الأسوار القديمة، تلاها دفق من الصور والمقاطع حول آثار الزلزال على الدمار الجزئي في مدينة مراكش القديمة، وانهيار مئذنة في ساحة جامع الفنا مما سحق المركبات تحتها، إضافة إلى دمار عدد من مواقع التراث العالمي المُدرجة في يونسكو.
زلزال المغرب يضرب الآثار
وأصاب زلزال الحوز مسجد تينمل التاريخي، المعروف باسم "المسجد الأعظم"، الذي يبلغ عمره تسعة قرون، والواقع في أعالي جبال الأطلس الكبير.
وتضرّر المسجد، الذي يصنف ضمن مواقع التراث العالمي ليونكسو، بشكلٍ شبه كلّي، وتحوّل جزءٌ كبيرٌ منه إلى ركام.
وتضرّرت قرية أيت بن حدو في ورزازات، الشهيرة بتصوير أفلام ومسلسلات عالمية فيها، بينها "صراع العروش و"لورانس العرب".
وانهار جُزء من سور قلعة أكادير أوفلا التاريخية. يعني هذا أنها تتأثر لمرة أخرى بزلزال عنيف، بعد زلزال لشبونة في 1755، وزلزال أكادير في 1960.
وفي مدينة تارودانت، انهار جُزء كبير من السور التاريخي الذي يحيطها، الذي يعُدّ ثالث أكبر سور في العالم من حيث الضخامة والارتفاع، بعد كل من سور الصين العظيم وسور كومبالغار في الهند.
انطلاق أشغال ترميم آثار المغرب
شرعت السلطات المغربية في أشغال ترميم المآثر التاريخية المتضررة بالزلزال، بعد وضع برنامج ترميم عاجل.
وشمل الترميم سور مدينة مراكش العتيق، والأبواب المتضررة للمدينة الحمراء، فضلاً عن المساجد، بينها مسجد خربوش الذي تدمّرت مئذنته في ساحة جامع الفنا.
وسبق أن نقلت الوكالة المغربية عن وزير الثقافة، محمد المهدي بنسعيد، تصريحه بأن الوزارة عملت على تقييم مخاطر الأماكن التاريخية المتضررة على السكان، كمرحلة أولى، ثم حماية هذه الآثار.
وأشار الوزير إلى أن جهوداً كبيرة تبذل بتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والسلطات المحلية لترميم مسجد تينمل وإعادته إلى رونقه.
وشكّلت الوزارة لجنة زارت المواقع التاريخية بالتعاون مع مكاتب الدراسات التقنية، قبل إصدار التقارير وإجراء التشخيص الدقيق لحالة هذه الآثار. وستركّز أشغال الترميم على تعزيز الواجهات وتثبيت الجدران المتضررة.
دعوة إلى زيارة مراكش
أطلق المكتب الوطني المغربي للسياحة حملة تحث المغاربة على السفر إلى مراكش بالتزامن مع عيد المولد النبوي وقرب حلول إجازات المدارس.
وابتداءً من يوم السبت الماضي، شُرع في بث إعلانات الحملة على شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات التلفزيونية المحلية، انطلقت الحملة الصحافة المكتوبة. وتهدف الحملة، التي تحمل اسم "نتلاقاو فمراكش" (لنلتقي في مراكش)، إلى إعادة النشاط السياحي في المدينة بعد الزلزال، بالتزامن مع زخم حالة التضامن الواسعة التي أظهرها المغاربة في ما بينهم.
وقال بيان المكتب إن "نتلاقاو فمراكش"، وهي جزء من علامة "نتلاقاو فبلادنا" السياحية، تأتي كذلك لطمأنة السياح وتشجيعهم على مواصلة التوافد إلى المغرب وزيارته.
وأوضح البيان: "يعتزم المكتب الوطني المغربي للسياحة مواصلة العمل على اتخاذ كل التدابير والإجراءات التي تفرضها بعض المستجدات، الوطنية والدولية، بغية الحد من انعكاساتها السلبية على القطاع السياحي وإعانته على استعادة توجهه وبريقه، أملاً في استقطاب أعداد مهمة من السياح الأجانب والداخليين على حد سواء".