بعد سنوات من الانتظار، يبدو أن المواعيد بدأت تتحدد، إذ أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) الجمعة أنها تنوي إطلاق مهمتها "أرتيميس 1"، أول برنامج أميركي للعودة إلى القمر، في فبراير/شباط المقبل.
وستشكل هذه المهمة التي كان مزمعاً إنجازها نهاية العام الحالي الانطلاقة الفعلية لبرنامج "أرتيميس" الذي ستعيد الولايات المتحدة من خلاله إرسال بشر إلى القمر، بينهم أول امرأة.
وستجرى الرحلة الأولى من دون رائد فضاء، إذ سينقل الصاروخ العملاق الجديد من "ناسا"، المسمى "إس إل إس"، إلى القمر الكبسولة "أوريون"، قبل العودة إلى الأرض.
وقال المسؤول عن المهمة مايك سارافين، خلال مؤتمر صحافي، إنّ "نافذة الإطلاق خلال فبراير/شباط تُفتح في الثاني عشر من هذا الشهر، وستكون آخر فرصة لنا في 27 فبراير/شباط".
وفي حال الحاجة، خصوصاً إذا لم تكن المركبة جاهزة في الوقت المطلوب، ثمة نوافذ إطلاق أخرى مرتقبة بين 12 و27 مارس/آذار و8 و23 إبريل/نيسان.
جُمع الصاروخ بأكمله الأربعاء، و"أوريون" على قمته، في مركز كينيدي الفضائي في كاب كانافيرال، في ولاية فلوريدا الأميركية. ويقرب علوه من مائة متر.
LIVE: Experts discuss the completed stacking operations of our @NASA_Orion spacecraft and @NASA_SLS rocket. Listen in for updates on the progress toward launch of our @NASAArtemis I mission around the Moon: https://t.co/mzKW5uV4hS pic.twitter.com/b7bPu7mBJB
— NASA (@NASA) October 22, 2021
وأوضح مايك سارافين أن "هذه المحطة مهمة جداً، إذ تظهر أننا في المرحلة الأخيرة قبل انطلاق المهمة".
ومطلع يناير/كانون الثاني، سيُنقل الصاروخ إلى منصة الإطلاق لإجراء تجربة عامة. وستُملأ خزانات المركبة بالوقود، مع إجراء عد عكسي زائف لأغراض التجربة.
وبعد هذا الاختبار، سيُعلن عن تاريخ الانطلاق المحدد.
وإذا ما حصل ذلك في النصف الأول من نافذة الإطلاق المحددة في فبراير/شباط، ستستمر المهمة نحو ستة أسابيع. لكن إذا كان ذلك في النصف الثاني، فلن تمضي المركبة سوى ما يقرب من أربعة أسابيع في الفضاء، وفقاً لسارافين.
في مارس/آذار الماضي، أجرى الصاروخ "إس إل إس" بنجاح تجربة ساكنة لمحركاته التي سُميت "هوت فَير"، في ولاية ميسيسيبي، قبل نقل المركبة إلى فلوريدا.
أما "أوريون" فحلقت في الفضاء مرة أولى سنة 2014، بعدما أطلقها حينها صاروخ "دلتا 4". وأجرت جولتين حول الأرض، خصوصاً لاختبار درعها الحرارية خلال العودة إلى الغلاف الجوي.
لكن هذه المرة، "عندما سنعود إلى القمر، سيحصل ذلك بسرعة أكبر بكثير، والحرارة ستكون أعلى بكثير"، وفقاً لسارافين.
وأشار سارافين إلى أن مهمة "أرتيميس 1" لها أهداف عدة، تشمل إظهار قدرة "أوريون" على العودة من القمر والعمل في الفضاء البعيد، حيث "الحرارة أدنى بكثير من ما هي في المدار الأرضي المنخفض"، وإعادة المركبة بنجاح.
كذلك ثمة أهداف إضافية مرتقبة، تشمل درس الإشعاعات التي سيواجهها علماء الفضاء الذين سيغوصون إلى هذه المسافة في الكون، أو حتى التقاط صورة "سيلفي" مع الكبسولة والقمر يبدو في الخلف.
ولم يرغب مسؤولو وكالة "ناسا" في الإفصاح الجمعة عمّا إذا كان ثمة توجه لتعديل الجدول الزمني للمهمة "أرتيميس 2".
وحتى اللحظة، لا تزال هذه المهمة الثانية مقررة في 2023، وستحمل هذه المرة رواد فضاء على متنها، لكنهم لن ينزلوا على سطح القمر.
أما عودة رواد الفضاء الأميركيين إلى سطح القمر فهي مقررة في إطار مهمة "أرتيميس 3" التي حُدد لها موعد أساسي للعام 2024، غير أن الالتزام بهذه المهلة يبدو شبه مستحيل.
(فرانس برس)