شدّدت "غوغل" و"يوتيوب" قواعدهما لمكافحة الإعلانات والمحتويات التي تنكر الاحترار المناخي ومسبّباته، عبر اعتماد تدابير أكثر صرامة تستهدف هذا النوع من المعلومات المضلّلة.
وباتت "غوغل" الأولى في مجال الترويج الرقمي ومنصّتها لأشرطة الفيديو تحظران الإعلانات والمحتويات المدرّة للعائدات التي "تتعارض مع التوافق العلمي راسخ الأسس بشأن وجود التغير المناخي وأسبابه"، وفق ما جاء في تحديث للقواعد الموجّهة إلى المروّجين.
ولم تعد الإعلانات الزائفة أو المضلّلة محظورة فحسب، بل بات منتجو محتويات تندرج في سياق النزعة إلى التشكيك في واقع التغير المناخي يمنعون من جني عائدات إعلانية. وتنطبق هذه القواعد على الإعلانات التي تعرّف التغير المناخي على أنه من نسج الخيال أو ضرب احتيال، وتلك التي تنكر واقع الاحترار على المدى الطويل أو انبعاثات الغازات الدفيئة أو الأنشطة البشرية التي تتسبّب برفع حرارة الأرض.
وتقيّد المجموعة التي تتّخذ في كاليفورنيا مقرّاً لها أصلاً الإعلانات المرتبطة ببعض المسائل الحسّاسة، مثل الأسلحة النارية أو الحوادث المأساوية، لكن إنكار التغير المناخي لم يكن ضمن هذه المواضيع.
وفي يناير/كانون الثاني، اتّهمت منظمة "آفاز" الأميركية غير الحكومية "يوتيوب" بتوجيه ملايين المستخدمين نحو أشرطة تنفي واقع التغير المناخي. وغالباً ما تُتّهم المنصّات الإلكترونية بتفضيل المحتويات التي تثير مشاعر قويّة لتعزيز الرواج ودرّ مزيد من العائدات الإعلانية.
وردّت "يوتيوب" بالقول إنها تبذل قصارى جهدها للحدّ من انتشار المحتويات التي تطرح إشكالية، مع التشديد على أنها لا تزيل تلك التي لا تتعارض مع قواعدها.
وقال مدير "آفاز" فادي قران إنه "قرار مهمّ لـ(غوغل) قد يقلب المعادلة في الاقتصاد المشكّك في التغير المناخي". وأردف أنه "ينبغي لمواقع أخرى أن تحذو حذو (غوغل)، وذلك قبل ثلاثة أسابيع من مؤتمر الأطراف المناخي، ومع ازدياد المعلومات المضلّلة للنيل من صدقية هذه القمّة الحاسمة".
وزار "يوتيوب" أكثر من ملياري مشاهد شهري في العالم هذا الصيف، وفقاً لمجموعة "إي ماركتر".
وفي السياق نفسه، تعتزم "غوغل" تشجيع مستخدميها على اتخاذ قرارات تراعي البيئة في حياتهم اليومية، بما يشمل اختيار الطريق الأقل تسبباً في الانبعاثات خلال التنقل بالسيارة بدل اعتماد الخيار الأسرع.
وأعلنت مجموعة التكنولوجيا العملاقة، الأربعاء، عن تحديثات لخدمات عدة تابعة لها في هذا الاتجاه. وستعرض خدمة الخرائط "غوغل مابس"، على سبيل المثال، تلقائياً للمستخدمين سلوك الطرق الأقل تلويثاً، في حال كان وقت الوصول المتوقع مشابهاً.
وسيكون لهذه الخاصية التي يبدأ العمل بها في الولايات المتحدة ثم في أوروبا سنة 2022، "الأثر عينه العام المقبل لسحب مائتي ألف سيارة من الشوارع في العام المقبل"، بحسب ما أكده رئيس المجموعة ساندر بيتشاي، خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء.
ستضيف "غوغل" أيضاً معلومات عن خدمات الاستهلاك المختلفة عبر الإنترنت.
وسيلحظ محرك البحث الخاص بالرحلات الجوية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عن كل رحلة، وهي تكون أعلى لمقاعد الدرجة الأولى، لكونها تشغل مساحة أكبر على الطائرة. كذلك ستُقدّم معلومات مشابهة عن الفنادق والخدمات المالية أو الأجهزة الإلكترونية.
(فرانس برس، العربي الجديد)