على غلاف كتاب "صالات سينما المغرب ـ أضواء على القاعات المظلمة للمملكة"، صورة لصالة سينما من زمن آخر. هندسة بأبعاد فسيحة، وثيمة لونية تمزج الأزرق بالأحمر، وشرفة مسرحية على شكل حدوة حصان ـ كما تُنعت في قاموس المهندسين ـ طُليت حوافها بلون الذّهب، تطلّ على سقف مربّع المعالم، تتوسّطه قبّة ساطعة الإضاءة، وشاشة عريضة تغطّيها ستائر حمراء، يعلوها قوسان بخلفية إضاءة زرقاء خافتة. تعبر الأول شرائط أسطوانية عمودية، مُتدرّجة الطول، بينما يتشكلّ الثاني من لوحة رائعة، تامّة التماثل، تبدو كما لو اقتُصَّت من فيلم وسترن، تتقابل فيها شخصيات مغربية من جهة، وإسبانية من جهة أخرى، وتحفّها طبيعة خضراء وخلفية جبلية، وتتوسّطها زخارف فسيفسائية.
إنّها الصالة ـ التُّحفة، "تياترو إسبانيول"، المُنشأة في وسط تطوان عام 1923، في مرحلة الاستعمار الإسباني لشمال المغرب، قبل تجديدها في أربعينيات القرن الـ20. اقتناها مُستغلّ القاعات، المغربي الحسين بوديح، في السبعينيات الماضية. لم تفلح جهود إصلاح الصالة وترميمها، عام 2018، في مصالحتها مع جمهور تطوان، الذي استمرّ في هجرها، ليغدو موعد وصلها السنوي الوحيد مع حرارة الحشود والأضواء، انعقاد "مهرجان سينما بلدان البحر الأبيض المتوسّط".
كرونولوجيا التدهور
مصير "تياترو إسبانيول" ليس الأسوأ بين القاعات الـ64، التي صوّرها وحقّق حولها المصوّر الفرنسي العصامي، المُقيم في المغرب، فرنسوا بوران، من أجل هذا المؤلَّف الاستثنائي باللغة الفرنسية (يُتوقّع صدور نسخة بالإنكليزية قريباً) القيّم والغنيّ بصُوَر وتفاصيل، وشهادات ومقتطفات وحوارات (منشورات "لاكروازي دي شومان"، 2021، في 392 صفحة بالحجم الكبير)، الذي يُتوَقَّع أنْ يصبح مرجعاً في التعريف والاحتفاء بإرث صالات السينما في المغرب. جال بوران كلّ أنحاء المملكة، في 3 أعوام، أحصى فيها 200 صالة، تمكّن من ولوج نحو 100 منها، وجَمَع معلومات عن أخرى مُختفية، كقاعة "فوكس" الأسطورية، المنتمية إلى فئة الـ"موفي بالاس"، في وسط الدار البيضاء.
مُجمّع فني صالح لكلّ أنواع العروض والحفلات، بمقاعده الـ2000، وفيه محالات تجارية ومشارب ودار حضانةٍ أيضاً، بواجهة فرعونية عمودية، تلمع على طولها أضواء النيون الحمراء للأحرف اللاتينية الـ3، المُكوّنة للاسم. كانت "فوكس" من أوائل الصالات التي تعرّضت للهدم، في منتصف السبعينيات الماضية، مُدشّنة مرحلة أفول نجم الفرجة في صالات الأحياء في المغرب، بعد الدخول التدريجي للتلفاز إلى المنازل، بدءاً من مطلع السبعينيات نفسها، ثم انتشار كاسيت "في أتش أس" في الثمانينيات، ودمقرطة قنوات الـ"ساتل" في أواسط التسعينيات. ساهم في ذلك غياب الشغف لدى أغلب المُستغلّين، الذين اقتنوا القاعات كمشاريع تجارية بحتة، أو ورثوها عن ذويهم، وانتهجوا سياسات ريعية لا تعي أهمية استثمار جزء من الأرباح، التي كانوا يجنونها في أوج الإقبال الجماهيري، في ترميم الصالات، وتغيير أثاثها، وصيانة تجهيزاتها التقنية، والحرص على جودة برمجة الأفلام، حتّى يواكبوا تطوّر حاجات المشاهدين.
تهاوى عدد الصالات المفتوحة من نحو 240، تبيع أكثر من 40 مليون تذكرة عام 1980، إلى 150 في نهاية التسعينيات الفائتة، مع تسجيل انخفاض معدّل بيع التذاكر إلى النصف. وعجّل وصول أقراص "دي في دي"، في بداية الألفية الجديدة، ثم الإنترنت، وتيرة التدهور والإغلاق، وانخفض عدد التذاكر المباعة إلى ما تحت المليونين، عام 2013، رغم الدور المهمّ الذي لعبه "صندوق دعم القاعات"، بإشراف "المركز السينمائي المغربي"، في رقمنة وتحديث الصالات المتبقّية (يبلغ عددها اليوم نحو 40 شاشة في مجموعها)، وإنشاء المجمّعات السينمائية، التي تمّ تشييد أوّلها (ميغاراما) في الدار البيضاء، عام 2002، فأصبحت الوسيلة الأساسية لجذب جمهور غفير إلى الفرجة في القاعات المظلمة في المغرب.
كتاب صورٍ أولاً
يُبرّر حجم الكتاب الكبير ("بو ليفر") أنّه يتكوّن أساساً من صُوَر، تلتقط أبعاد الصالات التاريخية، وتمتدّ على صفحة ونصف، أو صفحتين أحياناً، مُتيحةً للقارئ ـ المُشاهد أنْ يجول بنظره بين تفاصيلها، خاصة إبداعات "الآرديكو"، ومُتخيّلاً شكل الحياة فيها عند أوجها في النصف الأول من القرن الماضي. تكمن القيمة الفنية لصُوَر أخرى، تُظهر صالات مغلقة طاولها الإهمال، في قبضها على تردّد الفضاء بين وظيفته الأولى كقاعة عرضٍ، والنشاط الذي تحوّل إليه قسراً، كحالة صالة "بوجلود" في فاس، حيث تلتقط كاميرا بوران الاستعدادات لتنظيم عرسٍ وشيك، وكيف زحف نشاط قاعة الحفلات ومستلزماتها (موائد وعروش للعرسان) على الفضاء، مُقابل شاشة عرضٍ لا تزال ماثلةً كنصبٍ تذكاري، يحتفي بمعركة خاسرة، أو الصُوَر المؤثّرة لسينما "مونيمونتال" في تطوان، ذات الهندسة النيو ـ موريسكية البديعة من الخارج، المتحوّلة إلى مرآب معتم وحزين للسيارات.
يُصوّب بوران عدسته، أحياناً كثيرة، على تفاصيل صغيرة ودالّة من فضاء القاعات. مُلصقٌ باهت لسيلفستر ستالون مُطرقاً في التفكير بعينيه الحزينتين، كأنّه يُخمّن في معضلة الصالات المغربية؛ وكرسي جلدي معقور، تمّ رتقه كيفما اتفقّ، ما يشي باستعصاء الصيانة على التوازنات المالية المختلّة للقاعات؛ وبطّانيات منشورة في ممرّ جانبي، كنايةً عن هشاشة المستخدمين؛ وتفاصيل أخرى أخّاذة ببساطتها، كالأغراض المتنوّعة التي يزخرف بها العارضون "الكابينات"، رغم صعوبة ظروفهم المعيشية، مثل محمد المرنيسي، الموظف الشغوف في صالة "كاميرا"، جوهرة مكناس الخضراء، بلوحاتها الحائطية الفريدة، التي لا تزال تحتفظ برونق الماضي الجميل، وهندستها الأولى، وكراسيها الجلدية الأصلية، بما في ذلك العرض بشريط 35 ملم.
يشغل محمد أيضاً منصب البائع في شبّاك التذاكر، والمضيف، وحتى مدير القاعة، نظراً إلى اضطرار المالك إلى خفض تكاليف الموظفين إلى أقصاها، بحثاً عن تحقيق حدّ أدنى من التوازن، لتفادي الإغلاق. يروي بوران عن المرنيسي كيف أنّه كان يضطرّ إلى التنقّل يومياً من منزله إلى "كاميرا،" في أوج حظر التّجول، مع انتشار كورونا عام 2020، كأنّه يؤدّي وظيفةً أساسية ومستعجلة، فقط ليفتح الأبواب، حتّى تتهوّى الجدران، كي لا تُسبِّب الرطوبةُ تَقشّر الطلاء.
أهمية هذا المُؤلَّف ـ إلى تقديمه أرشيفاً غنياً جُمِع ونُقِّح للمرّة الأولى، عن افتتاح القاعات المغربية وتفاصيلها الهندسية المستقاة من قصاصات يوميات ومجلات متخصّصة ("السينماتوغرافيا الفرنسية" و"فيلم ترافيك" أساساً) ـ أنّه يضع صُوَراً بليغة لفضاءات مثقلة بالتاريخ والجمال والذكريات، ووجوهاً آدمية دافئة لمالكين وموظّفين مثابرين ومضحّين، فوق الأرقام الجامدة والباردة التي تعوّد المهنيون على تناقلها بداية كلّ عامٍ، نقلاً عن حصيلة "المركز السينمائي المغربي"، حول عدد الشاشات النشطة والتذاكر المباعة، للحديث عن أزمة استغلال القاعات، وكيف تمثّل "كعب أخيل" السينما المغربية.
حوارات مؤثّرة مع مستغلّين تاريخيين، تتجاوز أعمار معظمهم 80 عاماً، يحكون عن ذكريات أول فيلم شاهدوه، وظروف اقتنائهم الصالات، ومسار هجرانها من طرف الزبائن، وصولاً إلى عزلتها الحالية، والجهود التي يقومون بها لتفادي شبح الإغلاق. يقول الحسين بوديح ـ الذي كان يملك 14 قاعة موزّعة في شمال المغرب، في أوج نشاطه، لم يتبقّ منها اليوم سوى "تياترو إسبانيول" ولؤلؤة تطوان الخضراء "أبينيدا" ـ إنّ "تيتانيك" جيمس كاميرون فيلمه المفضّل، لأنّه شهد إقبالاً منقطع النظير عند برمجته، حيث كانت الشبابيك مقفلة، والتذاكر تباع في السوق السوداء يوماً قبل العروض. يقتسم بوديح مرارة رؤية "أبينيدا"، التي يعتبرها بمثابة أحد أبنائه، منبوذة من طرف التطوانيين اليوم، مُعبّراً عن خوفه من ألاّ تنجح القاعتان في تجاوز عقبة وفاته في المستقبل، لكنّه لا يملك غير المقاومة، لأنّها (أبينيدا) "كلّ حياته".
أمّا محمّد الوهابي (88 عاماً)، فلا يُخفي رغبته في بيع صالة "طارق" (من صالات ضواحي طنجة، التي بُنِيَت في أواسط الثمانينيات) لتحويلها إلى "قيسارية" (مجموعة متاجر) أو مجمّع سكني، من دون أنْ يتخلّى عن عشقه لـ"روكسي"، جوهرة أخرى من جواهر شمال المغرب، حيث ينظَّم "المهرجان الوطني للفيلم" في طنجة، شتاء كلّ عام. ويتحسّر على زمن طنجة الدولية، حين كانت "روكسي صالة "شيك"، يتعذّر دخولها من دون ارتداء ربطة عنق". عبد الحميد المراكشي (92 عاماً)، مالك "الأندلس" في فاس، الذي ترأس "الغرفة المغربية لأصحاب القاعات السينمائية"، ظلّ وفياً لمقاربته البراغماتية، مُعلناً سخطه على قرار تسجيل القاعات كبنايات تاريخية لحمايتها من الهدم، وفق قانون 22،80، وبالتالي حرمان المستغلّين من التصرّف في ملكهم الخاص، من دون أن يتلقّوا أيّ تعويض: "إذا أرادوا أنْ يحموا القاعات، فليقوموا بذلك بأنفسهم، وليس على نفقة مالكيها".
يبقى الحوار مع مونية العيادي الأقرب إلى وضع الإصبع على مكمن الخلل، إذْ قالت مديرة "كوليزي" في مرّاكش ـ التي ولجت ميدان التوزيع عن شغفٍ بعد دراستها الإدارة والتسويق، لتصنع من "كوليزي" نموذجاً في الشكل والصيانة والبرمجة ـ إنّ الشباب يجهلون كلّ شيء عن مدى تفرّد تجربة مُشاهدة الأفلام في القاعات، وما يخسرونه حين تقتصر مشاهداتهم على شاشات الحاسوب أو الـ"سمارتفون"، قبل أنْ تردف مُتحسّرةً، في إشارة بليغة إلى العواقب الوخيمة التي تنجم عن غياب التربية على ثقافة الصورة والسينما في المقرّرات الدراسية، قائلةً: "نستقبل طلاباً في شعبة السينما لم تطأ أقدامهم صالة السينما من قبل".
حكايات وأساطير
يحمل الكتاب بين دفّتيه قصصاً، لا يخلو بعضها من طرافة، ويصعب أمامها التّفريق بين الواقع وما نسجته الأسطورة، بحكم أنّ السينما موطن التخييل الأمثل. لكّنها كلّها تدلّ على زمن كانت فيه الفرجة في القاعة طقسا شبه مُقدّس لدى المغاربة، لا يتجزّأ عن الضرورات اليومية للعيش، يحرّك في دواخلهم شغفاً يصعب تصديقه اليوم.
يُحكى مثلاً عن ذكرى زلزال أغادير عام 1960، أنّ الفيلم المبرمج في وقت متأخّر من تلك الليلة الرمضانية في صالة "السلام" كان "غودزيلا" (إشيرو هوندا، 1954). عندما اهتزّت الأرض بقوّة تحت أقدام المتفرجّين، ظنّوا لوهلةٍ أنّ الأمر يتعلّق بوقع المؤثّرات البصرية لفعل الوحش الكاسر على الشاشة. لكنّهم، بعد خروجهم من عتمة القاعة، تفاجأوا بحجم الدمار الذي خلّفه الزلزال، بما في ذلك المسجد المحاذي للقاعة. هذه الأخيرة كانت إحدى البنايات النادرة التي ظلّت واقفة في المدينة.
يروي المؤلِّف حكايةً طريفة عن الكاتب الإسباني خوان غويتيسولو، الذي كان يمضي الكثير من وقت فراغه في قاعات مرّاكش، تقول إنّ أمطاراً طوفانية هطلت في أحد الأيام على المدينة، فتدفّقت السيول من ساحة "جامع لفنا" واتّجهت إلى زقاق الأمير مولاي رشيد القريب، حيث تقع صالة "مبروكة". لكنّ المشاهدين لم يتحرّكوا من أماكنهم، مكتفين بخلع أحذيتهم، ووضع أقدامهم على المقاعد، بينما كان مستوى الماء يرتفع في القاعة، متجاهلين صيحات التحذير والتهديد بإخلاء المكان. ذهب المغالون في الأسطورة إلى أنّ متفرجّي "مبروكة" ظلّوا مستغرقين في مشاهدة الفيلم، رغم أن الماء بلغ منهم الرقاب.
رغم أنّ الكتاب يعجّ بصُوَر، تعصر القلب، لصالات عريقة اندثرت، ولأخرى تُعدّ تحفاً معماريةً حقيقية، شاهدة على تراث تاريخي وإنساني، تُركت نهباً للإهمال وتأثير الزمن والطبيعة، فإنّ بين طيّاته أمثلة تحثّ على التفاؤل، عن صالات ظلّت تقاوم بصيغ مختلفة ومستويات نجاح متفاوتة، أهمّها صالة "الريف" في طنجة، التي أغلقت أبوابها عام 2005، قبل أنّ تتحوّل بعد عامين، بمبادرة من مستثمرين ثقافيين ومانحين، إلى "سينماتيك طنجة"، أول قاعة "فنّ وتجريب" في أفريقيا والعالم العربي. هناك أيضاً نموذج سينما "النهضة" في الرباط، التي تمّ اقتناؤها من طرف الملك محمد السادس، ثمّ جُدّدت وأعيد فتحها عام 2013، وإنشاء مؤسّسة باسم "هبة" لتسييرها، فتحوّلت إلى مُجمَّع ثقافي ناجح، يمزج صالة "فنّ وتجريب" بقاعة عروض حيّة، تستقبل حفلات موسيقية ومهرجانات فنية. وقاعة "لوتيسيا" في وسط الدار البيضاء، التي فتحت أبوابها بعد التجديد عام 2019، في حلّة جذّابة، ببرمجة سينفيلية إلى حدّ ما، تخصّص حصصاً للعرض باللغة الأصلية المرفقة بترجمة، مع مجهود تواصل مُثير للاهتمام، يستفيد جيّداً من الوسائط الجديدة (صفحة نشطة على فيسبوك، وسينفيليون على "واتساب").
من دون تناسي أكثر من بارقة أمل أخرى، تَعدُ بغدٍ أفضل لقطاع استغلال السينما في المغرب: انتهاء أشغال تجديد "سيني ألكازار" عام 2020، بعد إدخالها في "مدينة طنجة"؛ والوعد بتجديد "مسرح ثيربانتيس الكبير" في المدينة نفسها، بعد موافقة إسبانيا على تفويت مُلكيته إلى المغرب؛ واقتناء "موريطانيا" في طنجة دائماً من مجموعة "سيني أطلس"، وتحويلها إلى مجمّع سينمائي (5 قاعات)، يُتوقّع افتتاحه تزامناً مع مجمّع "سيني أطلس كورنيش" في مدينة الجديدة (3 قاعات)؛ وبدء أشغال إعادة تهيئة صالة "الصحراء" في أغادير، بعد اقتنائها من طرف المجلس الجماعي للمدينة؛ ونيّة مجموعة "باتي (Pathe)" الفرنسية الاستثمار في تشييد مجمّعات سينمائية جديدة في المغرب.
اختار فرنسوا بوران إنهاء الكتاب بصُوَر قاعة "الكواكب" ("لانكس" سابقاً) في حي يعقوب المنصور في الرّباط، لسببين: الأول طابع هندستها المتفرّد، الذي يمزج بين عناصر تقليدية، كالزليج والجبس المنقوش، وأخرى مستقبلية، أساسها هيكل المكعّبات المُكوّن لسقفها، والاختيار الجريء للألوان. والثاني، الطابع غير المُتوقّع لهذه الصالة، التي اكتشفها بوران صدفة، لأنْ لا أحد يعلم بمشروع إعادة تهيئتها من مالكها، الذي ينوي فتح أبوابها قريباً.
اختيار ذكي، يترك انطباعاً تفاؤلياً عميقاً لدى القارئ، من دون أنْ تفوّت خاتمة الكتاب التأكيد على هشاشة إرث الصالات في المغرب، وخطر الاندثار المحدق به في الأعوام القليلة المقبلة، إذا لم تُتخذ إجراءات، ويُبذل جهدٌ أكبر للمحافظة على ما تبقى منه، صوناً لذاكرة جماعية لا تُقدَّر بثمن.