"شيكس تاديوم"... كرة القدم تغادر المستطيل الأخضر

22 أكتوبر 2020
يسعى شيكس إلى تقريب اللعبة من الجمهور غير المختص (يوتيوب)
+ الخط -

رغم أنّها تُعدّ أكثر لعبة جماهيرية في العالم، تبقى كرة القدم، من جهة أخرى، واحدة من الرياضات التي تُخفي كواليس وحكاياتٍ كثيرة، لا تبدو مألوفةً أو معروفة للجمهور، إلّا من كان ذا هوسٍ كافٍ يدفعه إلى البحث. كثير من المتابعين، أيضاً، يكتفون بمشاهدة المباريات فقط، ولا يعيرون اهتماماً للاستوديو التحليلي الذي يليها؛ إذ يجدون فيه نقاشات تقنية اختصاصية لا تستميلهم.

في هذا السياق، يسعى المعلق الرياضي الأردني الشاب، محمد علي، عبر برنامجه الأسبوعي "شيكس تاديوم"، الذي تعرضه منصة "الجزيرة O2" على "يوتيوب" أسبوعياً، إلى أن يخوض في عالم كرة القدم، لكن بأسلوب بسيط، وأكثر رشاقة. يتناول البرنامج آخر أخبار وقصص البطولات الكبرى واللاعبين وسوق الانتقالات وغيرها من المواضيع، من خلال ثلاث فقرات؛ الأولى بعنوان "في المعلب"، والثانية هي "المعلّق"، أما الثالثة فتحمل اسم "ع الرصيف".

يتناول البرنامج آخر أخبار وقصص البطولات الكبرى واللاعبين وسوق الانتقالات وغيرها من المواضيع من خلال ثلاث فقرات

يبقى علي، المعروف بـ شيكس، عبر الفقرة الأولى، في أرضية الملعب، متناولاً آخر مستجدات الدوريات، وأبرز نتائجها، مع لمسة تحليلية خفيفة. في "المعلق"، يعتمد الشاب على تفاعل الجمهور، إذ يرسلون له الأهداف التي سجلوها في لعبة FIFA 20، ويختار ثلاثة منها ليعلّق عليها. 

أمّا الفقرة الثالثة، ولعلّها الأكثر شعبيةً، فيروي شيكس للجمهور قصّة تُظهر "الوجه الآخر لكرة القدم"، بحسب تعبيره؛ إذ تمتزج اللعبة بما هو سياسي وثقافي واقتصادي، وحتّى فني. عن فقرة "ع الرصيف"، يقول شيكس في حديث إلى "العربي الجديد": "الرياضة ليست بمعزل عن السياسة والمجتمع والاقتصاد وجوانب أخرى كثيرة. الجمهور الرياضي يعتقد بأن اللاعب يصبح ما هو عليه من دون ضغوط ومؤثرات سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية". 

يوضح: "لذلك، في هذه الفقرة بالتحديد، نحن نُظهر للجمهور الوجه الخفي لهذه الرياضة، حيث يوجد كثير من القصص للاعبين وأندية وأحداث قد يتغاضى عنها الإعلام، ولا يراها المشاهد. القصص التي نرويها، تسرد الأحداث والبيئات المختلفة، وتظهر جوانب غير معروفة للجميع توضح سير حياة أبطال القصص وأنديتها". 

يضيف: "معظم القصص التي نتطرق إليها في هذه الفقرة، تضع المشاهد في تفاصيل المعاناة والنضال من أجل النجاح والوصول إلى القمة، وفي أحيان كثيرة تسلط الضوء على دور أبطال هذه القصص في النضال من أجل شعوبهم ضد الظلم والقهر. هذه التفاصيل تثري معلومات المشاهدين، وتفتح باب النقاش بينهم على منصاتنا". 

من جهةٍ أخرى، نسأل شيكس عن اختياره للعبة "فيفا 2020"، وأهمية ألعاب الفيديو في عالم كرة القدم اليوم. يقول: "العالم يمضي في تطور كبير ومذهل، بحيث أصبحت الألعاب الإلكترونية متنفّساً ومكاناً للذين يحبون كرة القدم من أجل الاحتراف فيها في الواقع الافتراضي. قبل 2014، لم يكن هناك مفهوم الفرق الكروية الإلكترونية، لكن الثورة التكنولوجية التي أحدثتها لعبة فيفا، جعلت أندية كروية كبيرة في أوروبا تقوم بإنشاء فرق خاصة من أجل ممارسة الألعاب، وبالأخص الفيفا، بسبب الجوائز المالية الوفيرة فيها. وكذلك هناك إقبال هائل من الشباب على هذه البطولات، فنرى أندية تقوم بتوقيع عقود احتراف مع لاعبين، لتمثيلهم في لعبة فيفا كأنهم لاعبون حقيقيون على أرضية الملعب، ويتنافسون من أجل لقب قاري، أو حتى المنافسة على بطولة الدوري إلكترونياً تحت اسم النادي". 

يضيف: "ومن هذا المنطلق، نحن في برنامج "شيكس تاديوم" قررنا أن نسلط الضوء على اللاعبين المحترفين والهاوين في لعبة فيفا 20، ونفتح لهم المجال لتجربة الواقع الافتراضي في الاحتراف الكروي".

قبل برنامجه، عمل شيكس في التعليق على مباريات كرة القدم، من خلال إحدى الإذاعات المحلية في الأردن. عن هذه التجربة، يقول: "اكتسبت عبر التعليق الكثير من الثقافة المتعلقة بالشعوب، حتى في ما يتعلق بالأدب والموسيقى وغيرها الكثير من المجالات المرتبطة برياضة كرة القدم. أيضاً، ممارسة هذه المهنة أدخلتني بعلاقة أعمق مع كرة القدم وجعلتني أفهم بشكل أكبر لماذا يتعلق الناس بهذه اللعبة لهذه الدرجة، ومدى تأثيرها على حياة المشجعين".

المساهمون