"رويترز" تزيل "تاسّ" الروسية من منصتها للمحتوى بعد اعتراضات داخلية

23 مارس 2022
تعود الشراكة بين "رويترز" و"تاسّ" إلى عام 2020 (باسكال لي سيغريتاين/ Getty)
+ الخط -

أفادت رسالة داخلية من وكالة "رويترز" إلى موظفيها، اليوم الأربعاء، بأنها أزالت "تاسّ" من منصتها للعملاء، وسط تزايد الانتقادات للطريقة التي تصور بها وكالة الأنباء الروسية المملوكة للدولة الحرب في أوكرانيا.

وكتب الرئيس التنفيذي المؤقت لـ"رويترز"، ماثيو كين، في مذكرة داخلية للموظفين، اليوم "نعتقد أن إتاحة محتوى (تاسّ) على (رويترز كونكت) لا يتماشى مع مبادئ (تراست) في (تومسون رويترز)".

تلزم مبادئ "تراست" في "رويترز" التي تعود لعام 1941، أثناء الحرب العالمية الثانية، الوكالة، بالعمل بنزاهة واستقلالية وتحرر من التحيز.

وترفض "تاسّ" التعليق إلى الآن، وفقاً لـ"رويترز".

يأتي قرار الوكالة الإخبارية، ومقرها لندن، بعدما أثيرت احتجاجات داخلية بسبب شراكتها مع الوكالة الروسية. وقال عدد من الصحافيين في "رويترز"، لموقع "بوليتيكو" الإخباري، الأحد، إن الموظفين محبطون ومحرجون من استمرار الشراكة مع "تاسّ" التي بدأت عام 2020.

وأضاف صحافيان من "رويترز"، تحدثا إلى "بوليتيكو" شرط عدم الكشف عن هويتهما، أن بعض الموظفين طرحوا أسئلة عدة على مسؤولين كبار في المؤسسة بشأن شراكتها مع "تاسّ"، وأنهم عبّروا عن مخاوفهم إزاء نقل الأخيرة معلومات مباشرة من الحكومة الروسية من دون مساءلتها، في ما يقول نقاد وخبراء إنها أداة دعاية للكرملين.

كان "معهد بروكينغز"، وهو مؤسسة فكرية أميركية ذات ميول يسارية، أفاد بأن "تاسّ" روّجت لمزاعم الحكومة الروسية بأن الأوكرانيين قتلوا مدنيين في منطقة دونباس وألقوا بجثثهم في مقابر جماعية، وهو ادعاء أكدت وكالات إخبارية وخبراء أنه غير صحيح. ذكرت "تاسّ" أيضاً أن القوات الأوكرانية أطلقت النار على الروس أثناء فترة وقف إطلاق النار، وأن النازيين الجدد استخدموا المدنيين الأوكرانيين كـ"دروع بشرية"، وهو ادعاء قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه "ساعد في خلق واقع بديل".

إلى ذلك، ألغى موقع الصور "غيتي إيمدجز" Getty Images علاقته مع "تاسّ"، لانتهاكها سياساته التحريرية. وأكد أنه سيحذف كل محتوى الوكالة الروسية عند انتهاء الاتفاقية الحالية.

وفي السياق نفسه، دعت كييف الغرب، اليوم الأربعاء، إلى توسيع عقوباته على شخصيات في التلفزيون الروسي. وغرّد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن "الدعاية التلفزيونية الروسية أسوأ حتى من الطيارين الروس". وأضاف: "احجبوا كل البروباغندا الروسية السامة والفاعلين فيها".

رداً على الغزو الروسي لأوكرانيا، فرضت الدول الغربية عقوبات على كبار المسؤولين الروس ورجال الأعمال والشخصيات، وبينهم رئيسة تحرير شبكة "آر تي" مارغريتا سيمونيان.

كما حظر الاتحاد الأوروبي "آر تي" و"سبوتنيك" من البث عبر الأقمار الاصطناعية أو الكابلات أو شبكة الإنترنت. وسحبت رخصة البث منهما في أوروبا. كما أدرج عدد من الشخصيات الإعلامية على لائحة العقوبات.

المساهمون