دشرة
01 نوفمبر 2022
+ الخط -

عام 1987 صدر فيلم الرعب المصري "التعويذة" للمخرج والمؤلف محمد شبل، ومنذ ذلك الحين لم يحظَ أي فيلم رعب عربي بالنجاح والشعبية، حتى حقق "دشرة" الاستثناء. 

"دشرة" فيلم رعب تونسي هو الأول من نوعه في البلاد، وبمجرد صدوره عام 2019 سجل رقماً قياسياً لم يسبق لأي فيلم تونسي أن حققه.

ما هو فيلم دشرة؟

يرافق الفيلم الطلاب الصحافيين الثلاثة، ياسمين ووليد وبلال، بينما ينجزون مقابلة مع امرأة غامضة كجزء من الدروس، ثم يقودهم البحث إلى التورط في قرية من السكان "الغريبين" حيث يقضون ليلة بينهم. 

ويأتي الفيلم مع جرعة حقيقية من الرعب، وتتخلله قصص الجن والسحر والأساطير، من دون أن يدرك المشاهد الحقيقة حتى تخرج الأمور عن السيطرة. 

و"دشرة" من تأليف وﺇﺧﺮاﺝ عبد الحميد بوشناق، وبطولة عزيز الجبالي، هالة عياد، بلال سلاطنية، ياسمين الديماسي، بحري الرحالي، وهادي الماجري. 

نجاح جماهيري ورقم قياسي

شهد الفيلم عند عرضه في تونس عام 2019 إقبالاً جماهيرياً هاماً جعل 32 صالة سينما في تونس تتهافت على طرحه. 

ويعني هذا أن الفيلم عُرض في ما يزيد عن ثمانين في المائة من صالات السينما التونسية، وهو رقم قياسي لم يسبق أن حققه أي فيلم آخر.

وعام 2021، اختارته صحيفة نيويورك تايمز ضمن قائمتها لأفلام الرعب التي تقترحها، ووصفته بأنه "قصة رعب عالمية رائعة". 

الفيلم شارك في عدد من المهرجانات، مثل مهرجان البندقية والقاهرة وأيام قرطاج، ونال استحسان الجمهور والنقاد. 

"دشرة" يواجه اتهامات بالتقليد

ثلاثة طلاب يقررون الذهاب إلى غابات ماريلاند الخلفية لتغطية اللغز وراء حوادث بلير ويتش، هذه قصة The Blair Witch Project، وهو فيلم رعب أميركي صدر عام 1999.

وفي تفاصيل الفيلم، الذي حقق نحو 250 مليون دولار من الأرباح، ثلاثة من صانعي الأفلام الطلاب يعملون على وثائقي عن أسطورة محلية معروفة باسم ساحرة بلير. اختفى الثلاثة، لكن تم اكتشاف معداتهم ولقطاتهم بعد عام.

وبسبب هذا التقارب في القصة اعتبر بعض النقاد الفيلم التونسي تقليداً للفيلم الأميركي.

من جانبه، نفى مخرج "دشرة" عبد الحميد بوشناق هذه الاتهامات، مؤكداً أن الفيلم انطلق من قصة واقعية تونسية.

الأرشيف
التحديثات الحية

السينما التونسية والتجريب

نجاح تجربة "دشرة" تمثل بصناعة جيل جديد من السينمائيّين التونسيّين الذين اختاروا خوض تجارب مختلفة عن سينما المؤلّف والسينما الواقعيّة، التي سيطرت على الإنتاج السينمائي التونسي لوقتٍ طويل.

مثال على ذلك "مانهاتن الهروب"، للمخرج ميلاد قطاط، الذي يعدّ أوّل فيلم أكشن تونسي، حيث يعتمد على حركة الكاميرا السريعة في تصوير المعارك والمواجهات، وأيضاً استعمال المؤثرات الخاصة.

و"مانهاتن الهروب" من تأليف وإخراج ميلاد قطاط وبطولة محمد طلوس، ناجح بن محمود، نسرين بن سلامة، وأيمن كبوشي.

أين يمكن مشاهدة "دشرة"؟

أتيح العمل في صالات السينما عندما صدر لكنه لا يزال إلى اليوم متاحاً في منصات عدة للبث الرقمي. 

وعرف الفيلم نجاحاً تجارياً كبيراً دفع منصة مشاهدة الأفلام والمسلسلات نتفليكس إلى عرضه، حيث لا يزال متاحاً حتى حدود كتابة هذه السطور. 

كما يعرض الفيلم على Artify (أرتيفاي)، وهي منصة تعرض ما في تونس من أفلام طويلة، ومسلسلات، وحتى المسرحيات، ويمكن اعتبارها النسخة التونسية من "نتفليكس". 

المساهمون