"تيك توك" متهمة بالتسبب بوفاة فتاتين بعد مشاركتهما في أحد تحدياتها

06 يوليو 2022
تعرّضت الشركة لانتقادات متكررة بسببب سماحها بانتشار تحديات خطيرة (ناريندر نانو/ فرانس برس)
+ الخط -

رفع أهالي فتاتين صغيرتين يُزعم أنّهما توفيتا نتيجة لتحدٍ منتشر على "تيك توك" دعوى قضائية في الولايات المتّحدة ضدّ منصة التواصل الاجتماعي، بدعوى أنّ خوارزمياتها "الخطيرة" هي المسؤولة عن وفاة طفلتيهما، بحسب ما ذكرته صحيفة ذا غارديان البريطانية.

توفيت الفتاتان أثناء مشاركتهما في تحدّي "بلاك أوت" في العام 2021 على "تيك توك"، الذي قام على تشجيع المستخدمين على خنق أنفسهم حتّى يغيبوا عن الوعيّ، وذلك بحسب ما أشارت إليه الدعوى التي رفعها أهالي الضحيتين، يوم أمس الثلاثاء، في محكمة مقاطعة لوس أنجليس العليا.

يمثّل أهالي الضحيتين في القضية مركز قانون ضحايا وسائل التواصل الاجتماعي (إس إم في إل سي)، وهو موردٌ قانونيٌ لأولياء أمور الأطفال الذين تضرّروا من إدمان وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. ويزعم المركز أنّ "الخوارزمية الخطيرة للمنصة دفعت عن قصد وبشكل متكرر" مقاطع الفيديو الخاصة بالتحدّي إلى ميزة آخر الأخبار (Newsfeed) التي تظهر للأطفال، ما حفّزهم على المشاركة في التحدّي الذي أودى بحياتهم في النهاية.

وقال المحامي المؤسّس للمركز ماثيو بي بيرغمان، لـ"ذا غارديان": "يجب تحميل تيك توك المسؤولية عن إظهار المحتوى القاتل لهاتين الفتاتين الصغيرتين". وتابع: "لقد استثمرت تيك توك مليارات الدولارات لتصميم منتجات عن قصد تروّج لمحتوى خطير يعرف أنّه خطير ويمكن أن يؤدي إلى وفاة مستخدميه".

وُصفت إحدى الضحايا، وهي لالاني إيريكا ريني والتون، البالغة من العمر ثماني سنوات، وهي من مدينة تمبل في ولاية تكساس، بأنّها "فتاة شابة لطيفة للغاية ومنطلقة"، والتي "أحبّت أن تلبس مثل أميرة وأن تلعب بالمكياج". توفيت الفتاة في 15 يوليو/ تمّوز 2021، في حادث قرّرت الشرطة أنّه "نتيجة مباشرة لمحاولة القيام بتحدي بلاك أوت" من "تيك توك".

وقالت الشكوى إنّ لالاني تلقّت هاتفاً بمناسبة عيد ميلادها الثامن في إبريل/ نيسان من العام 2021، و"سرعان ما أصبحت مدمنة على مشاهدة مقاطع فيديو تيك توك"، كما أنّها غالباً ما كانت تنشر مقاطع فيديو لنفسها وهي تغنّي وترقص على أمل أن تصبح من "مشاهير تيك توك".

في يوليو من العام 2021، بدأت عائلتها في ملاحظة كدمات على رقبة لالاني، والتي برّرتها بأنّها نتيجة حادث، لكنّها في الحقيقة كانت قد بدأت بالمشاركة في تحدّي بلاك أوت الذي ظهر لأوّل مرة على صفحتها قبل أسابيع.

في يوم وفاتها كانت لالاني قد أمضت ساعات خلال رحلة عائلية في مشاهدة مقاطع فيديو مختلفة، منها تلك الخاصة بالمشاركين في التحدي.

وجاء في نص الشكوى: "كانت تعتقد أنّها إذا نشرت مقطع فيديو لنفسها أثناء قيامها بتحدي بلاك أوت فستصبح مشهورة ولهذا قررت تجربته"، وتابعت: "لالاني كانت تبلغ من العمر ثماني سنوات في ذلك الوقت ولم تكن تقدّر أو تفهم الطبيعة الخطرة لما كان تيك توك يشجعها على القيام به".

الضحية الأخرى المذكورة في الدعوى هي أرياني جايلين أرويو، البالغة من العمر تسع سنوات، من مدينة ميلووكي في ولاية ويسكونسن. حصلت الفتاة على هاتف عندما كانت في السابعة من عمرها واستخدمت "تيك توك" عدّة مرّات في اليوم، وفقاً للشكوى، التي أشارت أيضاً إلى أنّها "أصبحت مهووسة بالتدريج" بشأن نشر مقاطع فيديو راقصة على "تيك توك" وأصبحت "مدمنة" على التطبيق.

في يناير/ كانون الثاني من العام 2021، ناقشت عائلة أرياني معها حادثة وفاة مستخدم يافع للتطبيق نتيجة مشاركته في أحد التحديات، لكنّ الفتاة أكّدت لعائلتها أنّها لن تشارك أبداً في مقاطع فيديو خطيرة.

مع ذلك، وفي 26 فبراير/ شباط من العام 2021، وجدها شقيقها البالغ من العمر خمس سنوات غائبة عن الوعي من دون أن تتنفس، فتمّ نقلها على وجه السرعة إلى مستشفى محليّ، ولكنّها توفيت في النهاية.

وجاء في الشكوى: "علمت تيك توك بلا شك بأنّ تحدي بلاك أوت القاتل كان ينتشر عبر التطبيق، وأنّ الخوارزمية الخاصة بها كانت تقدّم التحدّي للأطفال على وجه التحديد، بما في ذلك أولئك الذين لقوا حتفهم".

تعدّد الدعوى القضائية مجموعةً من الشكاوى ضدّ "تيك توك"، منها أنّ الخوارزمية الخاصة بالتطبيق تروّج لمحتوى ضار، كذلك سماحه للمستخدمين القصر باستعمال التطبيق، إضافة إلى غياب أيّ تحذير للمستخدمين أو الأوصياء القانونيين عليهم من طبيعة التطبيق التي تسبّب الإدمان.

من جهتها، لم ترد "تيك توك" على طلب التعليق الذي أرسلته إليها "ذا غارديان".

كانت الشركة قد تعرّضت لانتقادات في الماضي بسبب سماحها بانتشار تحديات خطيرة. أفاد أطباء بأنّ تحدي صندوق الحليب في العام 2021، والذي شجّع المستخدمين على تكديس وتسلق صناديق الحليب، أدّى إلى وقوع إصابات تضمنت: خلع الكتفين، وتمزّق الرباط الصليبي الأمامي، وحتى إصابات في النخاع الشوكي.

قبل ذلك، في العام 2020، توفيت فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً بعد مشاركتها في تحدي بينادريل، حيث يقوم المستخدمون بأخذ كميّة كبيرة من مضادات الهيستامين من أجل الحصول على تأثيرات مهلوسة. وفي العام نفسه اتّهم قاصران بالاعتداء بعد مشاركتهما في تحدّي كسر الجمجمة، ما تسبب في إصابة أحد الضحايا بنوبة صرع.

ادعى محامو مركز قانون ضحايا وسائل التواصل الاجتماعي أنّ الشركة سمحت عن قصد لهذا المحتوى بالانتشار على المنصة لأنّه أدّى إلى زيادة في المشاركة وفي عدد المستخدمين، وبالتالي الأرباح.

وقالوا: "أعطت تيك توك الأولويّة لأرباح الشركة على صحة وسلامة مستخدميها، وعلى وجه التحديد صحة وسلامة الأطفال الضعفاء الذين عرفت تيك توك، أو كان ينبغي أن تعرف، أنهّم يستخدمون منتجاتها على وسائل التواصل الاجتماعي بنشاط".

تسعى عائلتا والتون وأرويو للحصول على مبلغ غير محدّد كتعويضٍ عن وفاة الفتاتين، وطلبتا إجراء محاكمة أمام هيئة محلفين في كاليفورنيا.

المساهمون