"الهيبة" إلى السينما في استنزاف حتى آخر نفس

17 ديسمبر 2021
من "الهيبة" في جزئه الثالث (تويتر)
+ الخط -

عام 2017، قدّم الكاتب السوري هوزان عكو الرواية الأولى لمسلسل "الهيبة"، لشركة صادق الصبّاح. النجاح الكبير الذي حققه المسلسل (إخراج سامر البرقاوي في الجزء الأول)، دفع المنتج إلى صناعة أربعة أجزاء أخرى، عُرضت على الشاشة الصغيرة والمنصّات، حتى انتهى عرض الجزء الأخير في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

الواضح أن شركة "الصبّاح"، وبالاتفاق مع مجموعة MBC السعودية، حققتا أرباحاً طائلة وعائدات مالية كبيرة، جرى تقاسمها، وبنيت عليها المحاولات المتكررة للإعلان عن أجزاء جديدة فور الانتهاء من العرض الموسمي.

دخلت المجموعة السعودية على خط الإنتاج، من الجزء الأول لـ "الهيبة"، وقررت المشاركة في الإنتاج، والعمل على فرض خطها بالنسبة لأسماء الممثلين المشاركين، إضافة إلى مصالح المحطة الخاصة في سرد الأحداث، خصوصاً في الجزء الأخير، بعد إقحام خلية من خلايا "داعش" ضمن القصة واتخاذ مهمة واحدة للتنظيم، تكمن بحسب رؤية الكتّاب، في سرقة الآثار من مدينة تدمر الأثرية في سورية، وبيعها عن طريق لبنان إلى أوروبا.

محاولة "ساذجة" تستهين بالواقع العربي الذي عانى، وما زال يعاني، من الإرهاب بشتى أنواعه وفرقه، وتتخذ من جريمة "تهريب الآثار" بعداً لمتابعة أو بث التشويق في ثلاثين حلقة متتالية.

اعتمدت الشركة المنتجة لـ "الهيبة"، على نجومية الممثل السوري تيم حسن لستّ سنوات، وحاولت أن تبقي على "جبل شيخ الجبل" في شخصية البطل الخارق الذي لا يقهر، من خلال الدور القائم على العاطفة والرجولة الأخاذة، وتمرير شخصية "القاتل" بكادر عاطفي يضع "المجرم" في قالب النخوة والمحبة، أقله مع عائلته ومحيطه الاجتماعي القروي.

ماذا سيقدم فيلم الهيبة؟ سؤال يطرح بعد استنزاف استمرّ ستّ سنوات، لأحداث وحكايات لم تخل من تصاعد حدة التشويق من الباب التجاري، ونقل سلسلة من أحداث بعض المسلسلات الغربية إلى الشاشة العربية في إطار ممجوج، واستنساخ بدا واضحاً في الجزء الأخير، وصل إلى حد نقل بعض المشاهد المصورة، بشكل يؤكد نقل المخرج وتأثره بمسلسلات غربية تطرح قضية المافيا، والتهريب والقتل.

على الرغم من معاناة السينما اللبنانية في مرحلة ما بعد الحرب، والاتجاه إلى نوع وأفلام المقاولات، تراهن شركة الصبّاح على فيلم يجمع أجزاء "الهيبة" من المسلسل إلى الشاشة الكبيرة... اتجاه أخير لاستغلال ما تبقى من تفاعل لدى الناس، في ظل ظروف قاسية تواجه العالم بسبب جائحة كورونا، وابتعاد المنتجين اللبنانيين والعرب عن الإنتاج السينمائي المرهون بحضور الجمهور إلى الصالات للمشاهدة.

هكذا، يُستنزف مسلسل كان بإمكانه الحفاظ على مستوى جيد بنقله صورة الواقع العربي، ولو بجزء بسيط، عبر تبني رواية الحدود بين لبنان وسورية و"مافيات" التهريب التي ما زالت تعمل حتى الساعة، وهدم صورة نمطية لخط درامي مكرر، لكن ذلك أصبح بعيداً هذه المرة، بعد أربعة أجزاء متتالية، أسهمت في اجترار مقصود للحكاية الأصلية، ومن المؤكد أنه صعب جداً التعويض في فيلم سينمائي مدته ساعة.

المساهمون