تستعدّ بغداد لإقامة "الملتقى الأوّل لسينما المرأة"، الذي يسلّط الضوء على دور المرأة في المشهد الفني العراقي، خاصة في السينما، التي شهدت منذ انطلاقتها قبل أكثر من 8 عقود انحساراً في مشاركة المرأة كمخرجة سينمائية، على نقيض مشاركتها في التمثيل، وذلك منذ منتصف أربعينيات القرن الـ20، تاريخ انطلاق السينما في العراق.
ولأنّ "نقابة الفنانين العراقيين" صاحبة فكرة الملتقى وراعيته، أجرت "العربي الجديد" حواراً مع النقيب عبد الجبار جودي، الذي قال إنّ الفعالية الفنية هذه كانت ستُقام في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، بمناسبة "اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة". لكنْ، "سرعان ما تطوّرت الفكرة إلى إقامة ملتقى للنساء العراقيات، اللواتي يشتغلن مخرجات سينمائيات، فقرّرنا تأجيل الفكرة إلى ما بعد أكتوبر". أضاف أنّ الفكرة "تُساهم في تعزيز مكانة المرأة في المجتمع والفنّ خاصة، وتشجّع المرأة العراقية على خوض غمار هذا الفنّ الجميل والمهم". ورأى أنّ الملتقى "يدعم المخرجات، ويُسلّط الضوء عليهنّ، ويُشجعهنّ على الاستمرار والمواصلة، ليكون لدينا عدد من المخرجات". كما أنهنّ يستحقنّ إقامة ملتقى سنوي ومهرجانات لهنّ، فـ"السينما العراقية، في نحو 80 عاماً، لم تشهد بروز نساء مخرجات مهمّات، باستثناء عدد قليل منهنّ، كخيرية المنصور، أول مخرجة عراقية لفيلم روائي طويل عراقي، حقّقت نجاحاً كبيراً، فنياً وجماهيرياً، بفضل (ستة على ستة)، أحد أجمل الأفلام العراقية الكوميدية في تاريخ السينما في العراق". وانتهى إلى القول: "لذا، كان هدفنا الاحتفاء بالمخرجات العراقيات اللواتي يواصلن العمل في السينما، ويكملن المشوار".
وعن كون "نقابة الفنانين العراقيين" الجهة الوحيدة الراعية للملتقى، خاصة أنّ إقامة نشاطٍ كهذا تحتاج إلى إمكانيات كبيرة، نوعاً ما، قال جودي إنّ النقابة "تتفاوض مع جهات فنية معنية، ومؤسّسات أخرى للمشاركة في تمويل المشروع"، مشيراً إلى أنّ المفاوضات "قطعت خطوات كبيرة". أما بخصوص الشروط التي يضعها الملتقى لمشاركة الأفلام واختيارها، على مستوى النوعيّة وتاريخ الإنتاج، فقال عبد الجبار جودي إن لا شروط أبداً، "لأننا نحرص على نجاح الملتقى في دورته الأولى، وعلى مشاركة أكبر عدد ممكن من المخرجات والأفلام، ولكي تكون الدورة الأولى محاولة نستفيد من نتائجها في دورات مقبلة".
وعمّا إذا كانت هناك مخرجات عراقيات خارج العراق سيُشاركن بأفلامهنّ الطويلة مثلاً، قال إنّ الملتقى "يقتصر حالياً على الأفلام القصيرة، خاصة أنّ نتاجات كثيرة لمخرجات في العراق هي أفلامٌ قصيرة، فالإمكانيات متواضعة كما هو معروف". أضاف جودي: "ما يخصّ المخرجات العراقيات خارج الوطن، نحن نرحّب بأفلامهنّ في الملتقى، لكنّنا، بسبب ضعف إمكانياتنا المادية وحجم التمويل، لا نعد باستضافتهنّ. ربما في الدورات المقبلة يختلف الأمر". وردّاً على سؤال عن منافسة الأفلام على جوائز في مسابقات ما، أكّد عبد الجبار جودي تنظيم مسابقة، "يتمّ اختيار أفلامٍ فائزة فيها بواسطة لجنة تحكيم يُعلن عنها لاحقاً"، مشيراً إلى أنّ "الاختيار مشروطٌ بأنْ تكون للفيلم قيمة فنية وفكرية متقدّمة، وأنْ يستوفي عناصر الصنعة السينمائية".
وتوقّف عند مسألة أساسية، بخصوص ما إذا كان الملتقى يتعارض مع ملتقى سابق أُقيم في كردستان: "الحقّ أنّه سبق للفنان بشتيوان عبدالله، رئيس "مهرجان أربيل"، أنْ أقام "ملتقى سينما المرأة" في 3 دورات متتالية في إقليم كردستان العراق (أربيل). الآن، تمّ التنسيق معه، وبات أحد أعضاء اللجنة التحضيرية للملتقى". وذكّر بأنّ في إقليم كردستان العراق مخرجات عديدات أنجزن ويُنجزن أفلاماً طويلة ووثائقية وقصيرة، بعضهنّ سيشاركن في الملتقى.