تفوز منصة "نتفليكس" بستّ حلقات من مسلسل "البحث عن عُلا" للكاتبة غادة عبد العال، من إخراج هادي الباجوري، ومن بطولة الممثلة هند صبري (عُلا عبد الصبور)، وهاني عادل (هشام طليق عُلا) وسوسن بدر (سهير والدة عُلا)
تستمد الكاتبة عملها من شهرة مسلسل "عايزة أتجوز" الذي عُرِض عام 2010 من إخراج رامي إمام، لتحمل الأم وابنتها مجدداً إلى المنصة في عمل مختصر، تنقلب فيه عُلا من باحثة عن زوج إلى ربة منزل قضت 13 عاماً محصورة في إطار من الروتين بعدما أنجبت ولديها، إذ تأخذها التربية المنزلية من كل الأشياء وتعيش الروتين بتفاصيله، حتى تصل وزوجها إلى حال من الملل، وعدم تقبل أحدهما للآخر. يأتي قرر الانفصال في الحلقة الأولى، لتبدأ عُلا رحلة المسؤوليات منفردة هذه المرة، وتبحث عن نفسها وكيانها كامرأة، لتبدأ في كل حلقة مغامرة وتنتهي فتدخل في حقبة المراهقة. لكنّها لا تستسلم إلى النهاية حفاظاً على مصداقيتها مع أبنائها، إذ تظهر غيرتها مجدداً أمام زوجها رغم الانفصال، لكنّها تبقى متماسكة.
تحقق عُلا طموحها بعد 13 عاماً، وتؤسس مصنعًا للعلاجات الخاصة بالأعشاب، تساندها مجموعة آمنت بها، فهي خريجة كلية الصيدلة، درست ووضعت شهادتها جانباً، طمعاً في زواج تقليدي. لكنّها تستعيد طموحها في الأربعين وتقوي موهبتها وحرفيَّتها، وتحقق ذاتها إضافة إلى الأرباح التي تؤمن لها استقلالية مالية.
فارقٌ انفتاح عُلا على حياتها الجديدة بعيداً عن مؤسسة الزواج يدفعها إلى مزيد من المشاكل مع طليقها، ووالدتها أيضاً، واستغراب أصحابها المقربين من أيّ تغيير تقوم به أو تفرضه الأحداث. عُلا عبد الصبور اختار زوجها الانفصال عنها. وقرّر هو الآخر البحث عن حياة جديدة، واستعان لهذا بكلّ الأغراض لتنفيذ كلّ أحلامه، من شرائه لـ"موتوسيكل"، ودخوله في علاقة حب مع مؤثرة على مواقع التواصل. في حين أنّ هدف الزوجين يبقى الحفاظ على خط اللقاء مع الأطفال من دون أيّ تأثير لقرار الانفصال على الأبناء، أو يتسبب لهم بمشاكل في المستقبل.
يقترب مسلسل "البحث عن عُلا" من الأعمال الأجنبية التي تطرح مثل هذه السيناريوهات، ويقدم عربياً كوجبة خفيفة جداً تقارع يوميات ما يعيشه كثيرون اليوم من ضغوطات داخل مؤسسة الزواج، كالهروب من الاعتراف بالسن والتغيير الجسدي، والتعويض الذي لم يعشه الفرد في الصغر، والذي يطلق العنان للهوايات والمواهب كارتداد لمراحل سابقة من العمر. وهو في المحصلة يكون هروباً إلى الماضي، ويظهر في تفاصيل الحكاية أو الحلقات الأسباب النفسية الأعمق لكلّ هذه المواجهات بين عُلا وزوجها ووالدتها، ومواجهة أبنائها لها، وكلّ ذلك في إطار مدروس جداً لا يقبل المزايدة.
تدرك هند صبري هنا كمنتجة منفذة ما هو مطلوب ورائج في سوق الإنتاج والمنصّات على حد سواء، وتحاول الاستعانة، هي والمخرج، بمجموعة لا بأس بها من نجوم الصف الأول كضيوف مثل يُسرا وخالد النبوي وشيرين رضا، في إطلالات تزيد من قيمة وأسلوب العمل الذي عرف المخرج هادي الباجوري كيف يحركه، ويخرج بجرعة خفيفة جداً تستحق المتابعة.