انطلقت مساء أمس الأربعاء الدورة الـ 76 لـ "مهرجان البندقية (فينيسيا) السينمائي"، وافتتح فعالياته فيلم "الحقيقة" للمخرج الياباني هيروكازو كوري إيدا، وسط خلاف بين أعضاء لجنة التحكيم على الكوتا النسائية ومشاركة رومان بولانسكي.
وتستمر فعاليات المهرجان إلى السابع من سبتمبر/أيلول المقبل حيث يتنافس على جائزة "الأسد الذهبي" 21 فيلماً، بينها اثنان فقط لمخرجتين، في قضية لا تزال تثير الجدل حول الكوتا النسائية.
وقد رفض رئيس المهرجان، ألبرتو باربيرا، المطالبات باعتماد كوتا في اختيار الأفلام، معتبراً أنها "خطوة مهينة"، موضحاً أن اعتماد هذه المنهجية "سيجبرنا لاحقاً على إطلاق كوتا للأقليات كلها، وبالتالي تهميش المعيار الأهم، وهو جودة الفيلم"، وذلك خلال مؤتمر صحافي أمس الأربعاء.
في المقابل، قالت مديرة لجنة التحكيم، المخرجة الأرجنتينية لوكريسيا مارتِل، إنها لا تحبذ بالضرورة منهجية الكوتا، لكنها "الفكرة الصائبة في الوقت الحالي لدفع القطاع نحو التفكير بشكل مختلف والتعاطي مع أفلام المخرجات النساء بأسلوب آخر".
Twitter Post
|
واجه منظمو المهرجان أيضاً انتقادات حادة على خلفية مشاركة المخرج رومان بولانسكي في المنافسة على "السعفة الذهبية"، بفيلمه "شرطي وجاسوس" An Officer and a Spy.
وكان بولانسكي أقرّ بممارسة الجنس غير المشروع مع فتاة تبلغ من العمر 13 عاماً، في لوس أنجليس الأميركية، عام 1977. وفر المخرج الفرنسي البولندي (86 عاماً) من الولايات المتحدة، خوفاً من إلغاء اتفاقه مع المدعين العامين، وبالتالي الحكم بسجنه لمدة طويلة. ويعيش حالياً في أوروبا.
وطُرد العام الماضي من "أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة"، المسؤولة عن منح جوائز "أوسكار"، لانتهاكه قواعد السلوك التي تبنتها بعد مئات الاتهامات بالتحرش الجنسي أو الاعتداء على شخصيات في مجال صناعة الترفيه.
وحول هذا الجدل، قال باربيرا إن المهرجان "يحكم على الفيلم وليس على صانعه"، بينما أوضحت مارتل أن المشاركة في تحكيم فيلمه "لن يكون سهلاً عليها"، مؤكدة أنها لن تحضر احتفالية عرض فيلم بولانسكي "لأنها تمثل نساء عديدات يكافحن في الأرجنتين من أجل قضايا مماثلة".
وأضافت مارتل: "لن أقف وأصفق له، لكن أعتقد أن مشاركته في المهرجان ضرورية، لأننا بحاجة إلى مثل هذا النقاش".
تجدر الإشارة إلى أن فيلم الافتتاح، "الحقيقة" La Verite، يعدّ الأول للياباني هيروكازو كوري إيدا خارج بلده الأم، إذ سافر من أجله إلى العاصمة الفرنسية باريس، للتعاون مع الممثلتين كاثرين دونوف وجولييت بينوش.
فيلم "الحقيقة" يحكي عن دينوف كممثلة فرنسية شهيرة يلتئم شملها مع ابنتها وزوج ابنتها (إيثان هوك) بعد نشر مذكراتها.
Twitter Post
|
تجدر الإشارة إلى أن "مهرجان البندقية السينمائي"، في دورته الحالية، يعرض سبعة أفلام دعمتها "مؤسسة الدوحة للأفلام"، تضم أعمالاً مهمة لصانعي أفلام صاعدين وناشئين، تشمل خمسة أفلام من العالم العربي وواحدا من الهند وواحدا من المكسيك.
Twitter Post
|
Twitter Post
|