Black Eyed Peas... لا شيء سوى الرقص

28 يونيو 2020
يمزج العمل بين اللغتين الإنكليزية والإسبانية (Getty)
+ الخط -
قبل أيام، أصدرت فرقة الآلترنيتف هيب هوب الأميركية، Black Eyed Peas، ألبوماً جديداً يحمل عنوان "Translation"، وهو العمل الرسمي الثامن في مسيرة الفرقة التي تأسست في منتصف التسعينيات، وحافظت على هيكلها الرئيسي منذ ذلك الوقت، رغم تغير الضلع النسائي فيه.

كانت الفرقة على الدوام رباعية، تتكون من ثلاثة رجال يعزفون ويغنون، إلى جانب الضلع الرابع النسائي المتبدل، والذي تعاقبت عليه كل من كيم هيل وسيرا سوان، قبل أن تحتله فيرجي لأعوام طويلة، لتصل الفرقة معها إلى ذروة نجاحها في العقد الأول من الألفية الثالثة، وقبل أن تتنحى في نهاية المطاف عن الفرقة سنة 2017، لتتيح المجال للمغنية الجديدة، جي راي سول، لتشغل مكانها، بجانب Will.i.am وApl.de.ap وTaboo؛ الأعضاء الثابتين بالفرقة.

ألبوم "Translation" هو ثاني ألبوم تشارك فيه جاي راي سول، بعد "Masters of the Sun"، ويبدو واضحاً أنها لم تتمكن من سد الفراغ الذي أحدثه غياب فيرجي في كلا الألبومين؛ فالفتاة الشقراء كانت تتمتع بحضور طاغ وصوت فريد، تعجز بديلتها السمراء عن مضاهاته.

لذلك، فإن أصوات البقية عادت لتحتل الصدارة بعد سنوات طويلة من تهميشها، والنتيجة الطبيعية لذلك أن مقاطع الراب ازدادت، لكونه النمط الذي يؤديه الرجال الثلاثة بجانب مقاطع الصول النسائية؛ ليبدو أن الألبومين الأخيرين جاءا امتداداً للألبومات الثلاثة الأولى للفرقة، التي قدمتها قبل وصول فيرجي.

اللغة التي تستخدمها Black Eyed Peas في ألبومها الجديد هي مزيج بين اللغتين الإنكليزية والإسبانية؛ لغة تتناسب مع الأنماط الموسيقية المتعددة التي تدمجها؛ حيث تعتمد الفرقة بشكل رئيسي على نمط الهيب هوب الأميركي ونمط "ريغيتونا" المشتق عن الهيب هوب في أميركا اللاتينية.

وتتمكن من خلال هذا الخليط أن تنسج خمس عشرة أغنية رشيقة تصلح للملاهي والسهرات الراقصة، والبعض منها يتمتع بإيقاعات سريعة ومجنونة، من الممكن أن نلتمس بصمة Black Eyed Peas الخاصة فيها. لكن هناك العديد من الأغاني التي يتحول الرتم البسيط فيها إلى جمل موسيقية مكررة إلى حد الملل بعد مضي دقيقة من الأغنية، كما هو الحال في أغنية "Todo bueno" و"Get loose now".

فعلياً، فإن النقص الذي تعاني منه الفرقة على مستوى الأداء يصبح أكثر وضوحاً إذا ما قارنا بين أغاني الألبوم التي تؤديها الفرقة لوحدها، وما بين الأغاني التي تتعاون فيها مع نجوم آخرين، أمثال شاكيرا ومالوما وجاي بالفين وأوزونا وإل ألفا؛ فالأغاني المشتركة تبدو أفضل حالاً بالمجمل.

من مشاكل الألبوم أيضاً، أن الفرقة تعتمد بصياغة أغانيها على العديد من الاقتباسات الفنية التي تبدو مكشوفة، كما هو الحال في أغنية "Mabuti" التي لا يمكن النظر إليها سوى كاستنساخ مشوه عن أغنية "Taki taki" التي أصدرها DJ Snake رفقة سيلينا غوميز وأوزونا وكاردي بي العام الماضي. وكذلك، فإن ألحان العديد من أغاني البوب الشهيرة تحضر في بعض مقاطع أغاني "Black Eyed Peas"؛ فلازمة أغنية "Mamacita" مثلاً مأخوذة عن أغنية مادونا الأيقونية "La isla bonita".

وبالمجمل، لا يمكن إنكار وجود بعض اللمحات الفنية المميزة في الألبوم والتي تصل إلى ذروتها في أغنية "Feel the beat" مع مالوما؛ لكن الألبوم ككل أدنى بكثير من المستوى الذي يتوقعه الجمهور من فرقة بحجم Black Eyrd Peas، التي تبدو اليوم كشبح للفرقة التي اكتسحت العالم بموسيقاها في العقد الماضي. فالألبوم الجديد لن يتمكن من مقاومة الزمن كما فعلت أغانيهم السابقة التي خلدت بالذاكرة، إنه لا يصلح لشيء سوى للرقص.

المساهمون