هذه ووهان الصينية التي كانت أولى الضحايا، ورفضت أن يسمى الوباء باسمها، فاختير له اسم كوفيد 19، اختصاراً لـCoronavirus Disease 2019، كان فيها أول وأكبر حجر صحي. هنا غنى ورقص القابعون في المعازل، حتى لا يبدو مكانهم منفى، وحتى يقابلوا العدوى الفيروسية بعدوى الروح الثابتة على الحياة.
ذكر تشن شياو يان، كبير الممرضين في مستشفى تشونغنان بجامعة ووهان، لخدمة الأخبار الصينية: "نأمل أن نجعل الأجواء أكثر نشاطاً عن طريق أخذ المرضى للقيام ببعض تمارين التنفس والرقص من حين لآخر".
ما إن كان الفيروس في طريقه ليصبح جائحة، حتى انتشرت في العالم فيديوهات الرقص والغناء على مواقع التواصل الاجتماعي، واتسع استخدام تطبيق TikTok. بعضها تضمن الرقص والغناء بهدف إرشادي، للحث على استخدام المطهرات وغسل اليدين وتجنب الملامسة.
— UNICEF (@UNICEF) March 3, 2020
|
الحكومة الفيتنامية أصدرت مقطع فيديو موسيقياً، في فبراير/ شباط الماضي، محاولة منها لمكافحة تفشي الفيروس بالحض على التدابير الوقائية، مثل غسل اليدين وتجنب المناطق المزدحمة.
وانتشر الفيديو بكثافة عبر العالم، وألهم مئات الشباب من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، لعمل مقاطع فيديو خاصة بهم، لإظهار ما ينبغي فعله للوقاية من كورونا.
— Assal Rad (@AssalRad) March 5, 2020
|
في إيران، تعددت الفيديوهات التي تظهر مشاهد الرقص الجماعي لذات الغرض الإرشادي، حيث تظهر فيها طواقم طبية ترقص وتغني، داخل المستشفيات وتشرح القواعد الأساسية للوقاية.
هناك فيديو آخر من كردستان العراق، يؤدي فيه طاقم طبي من الرجال والنساء رقصة من الفلكلور الكردي.
— Department of Health (@DOHgovph) March 5, 2020
|
من الفيليبين، شارك طاقم من سفينة الرحلات الفاخرة "أميرة الألماس" Diamond Princess، التي تقطعت بها السبل قبالة المياه اليابانية، مقطع فيديو للموظفين يرقصون على أغنية جاستن بيبر "عيد الحب"، فيما يبدو أنها لحظات مرحة لتجاوز الصدمة، بعد اكتشاف إصابات بالفيروس بين ركاب السفينة التي تقل حوالي 3700 راكب.
— Mae Fantillo (@maejuliene18) February 14, 2020
|
ومن إيطاليا، التي تتعرض لحجر صحي شامل، انتشرت مقاطع مؤثرة من شرفات البيوت المعزولة.
هؤلاء الناس يستجيبون لتعليمات الحجر، لكنهم قرروا أن يغنوا من الشبابيك والشرفات.
Facebook Post |
من حي سيينا، في توسكانا، إلى الهواء الطلق الذي يتيحه الشباك والشرفة، انطلقوا يغنون أغنية Canto della Verbena الشعبية، وفي مقاطع أخرى أغنيات من الجنوب الإيطالي محمولة على إيقاعات راقصة ترافقها الدفوف، والصنوج، والفقيشات، والغيتارات، لكن الكورال الذي تشكل عفوياً من بيوت الجيران، حمل دفقة من التأثير وصلت إلى الملايين.
— mutaz alrbehat (@meezo_86) March 14, 2020
|
ولقد قيل إن الخوف المطبق على بلاد أوروبا واليابان مرده استهداف الفيروس كبار السن في مجتمعات غير شابة، بينما المجتمعات ذات الغالبية الشابة الفقيرة، وهي لا تجد أدنى حد من العدالة، تستنجد بكورونا كما في المسيرة العراقية التي ظهرت في فيديو هذا اليوم، وهي تغني "اسمع الثوار يا كورونا، بلكت (لعلك) تسيّر على الباكونا (تمضي إلى الذين سرقونا).
"هزمتك يا موت الفنون جميعها" كما تقول جدارية الشاعر محمود درويش. والشاعر المؤمن بأن أي شعر هو كتابة على كتابة، يعرف أن الإنسان منذ آلاف السنين، يبني بالفنون عمارته، ويرمم ما انهدم منها.. كل هذا ضد النسيان، والخوف، ومنع الموت من التحول من الطبيعة إلى الإلغاء.