فنانو إيران وكارثة الطائرة الأوكرانية: صدمة واستقالات

17 يناير 2020
المخرجة الإيرانيّة رخشان بني اعتماد (Getty)
+ الخط -
أثار إعلان إيران مسؤوليتها عن إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بصاروخ إيراني، يوم الأربعاء في 8 يناير/كانون الثاني الحالي، ومصرع كلّ من كان على متنها، ردود فعل في الوسط الفني الإيراني، كانسحاب فنانين من "مهرجان فجر الوطني للسينما والمسرح والموسيقى" الذي يُنظّم سنوياً في طهران، للاحتفال بذكرى الثورة الإسلامية (1979).

ويواجه المهرجان، قبل أسابيع قليلة من بدء دورته الـ38 (1 ـ 11 فبراير/ شباط 2020)، موجة غضب وحزن من فنانين مشاركين فيه، "تعاطفاً مع أهالي الضحايا". وكان مسعود كيميائي، مخرج "قيصر" (1969)، العلامة البارزة في تاريخ السينما الإيرانية، أول من قرّر سحب فيلمه "هناك دماء" من المسابقة الرسمية للمهرجان، احتجاجاً على الحادث، مُصرّحاً، في فيديو مُسجَّل يوم 12 يناير/كانون الثاني الحالي، بأنّها "لحظات صعبة لشعبي وهو يسمع أنباء سيئة كلّ يوم. في هذه الظروف، لا أريد أن يُعرض فيلمي في المهرجان". وانضمّت إليه المخرجة الوثائقية ميترا إبراهيمي، فسحبت فيلمها "كامي" من قسم الأفلام الوثائقية.

وأوردت إذاعة "بي بي سي" باللغة الفارسية أنّ المخرجة الأشهر رخشان بني اعتماد التي طلبت الوقوف حداداً في ساحة "آزادي" في طهران تضامناً مع أهالي الضحايا، "تراجعت عن دعوتها بعد ضغوط من المسؤولين". وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي في طهران أنباء أفادت أنّه تمّ استدعاء المخرجة للتحقيق معها بشأن دعوتها إلى التجمّع احتجاجاً على التسبّب بمقتل 178 شخصاً، ما دعاها إلى سحب الدعوة لاحقاً.

من جهتها، نشرت "خانه سينما" (بمثابة نقابة للسينمائيين الإيرانيين) بياناً جاء فيه: "نحتاج، أكثر من أي وقت مضى، إلى التضامن والتشجيع. نتوقّع من السلطات ووسائل الإعلام الوطنية نشر الأخبار في الوقت المناسب. نريد خلق مساحة آمنة للتعاطف مع الناجين من الكارثة". إلى ذلك، قرّرت فرق مسرحية عديدة الانسحاب من "مهرجان فجر المسرحي"، بينهم أربعة مخرجين كبار، كحسين أكبر بور وبويا غازي. وقدّم إبراهيم حقيقي، أمين "مهرجان فجر للفنون البصرية" استقالته، وانسحب معه أعضاء لجنة التحكيم والمنظّمون، عشية انعقاد دورة جديدة للمهرجان في طهران بين 12 و19 فبراير/ شباط المقبل. وفي تصريح له، نشرته جريدة "طهران تايمز"، قال حقيقي: "جميعنا في حداد".

في ردّ لمسؤولين في "مهرجان فجر السينمائي والمسرحي والموسيقي"، نشرته الصحيفة نفسها في 14 يناير/ كانون الثاني الحالي، دعا مدير "فجر المسرحي" نادر برهاني مرند، ومدير مكتب الفنون البصرية هادي مظفّري، الفنانين إلى العودة عن قرارهم، إذْ أعلن مظفّري أنّه لم يقبل استقالة إبراهيم حقيقي: "حين تقع كارثة، فإنّ تواجد القدماء علاجٌ لها. اليوم، نحن بحاجة إلى المعلّم حقيقي، وإلى المعلّمين جميعهم في الفن، ومنهم المخرجون وأعضاء لجنة التحكيم، أكثر من أي وقت آخر. لهذا، فإنّ استقالاتهم لن تُقبّل" (بيان صحافي صادر عنه).
وكتب برهاني مرند: "نمرّ جميعاً في أيام عصيبة، ونحزن على فقدان أعزائنا. أشعر بالاطمئنان لأنّ لدينا جميعاً مثالاً واحداً مشتركاً: تمجيد فنّ وثقافة هذه الأرض، وخدمة شعبنا المحترم"، مُطالباً الفنانين والشخصيات المسرحية بالعودة "للتشارك والتعبير عن الآلام والآمال، بل وحتّى عن اليأس مع الجمهور".
المساهمون