اعتاد الشارع العربي على متابعة أعمال درامية خلال الموسم الرمضاني تمتد على مدى ثلاثين حلقة، وحتى إن بعضها يتجاوز هذا العدد، ليستغرب الجهور، في كثير من الأحيان، من ظهور عمل درامي خارج السباق الرمضاني، ولو أنها مسألة طبيعية.
اليوم، بعدما أطل مسلسل "دولار" على نتفليكس، من بطولة الممثل اللبناني عادل كرم والفنانة أمل بوشوشة، عبر خمس عشرة حلقة، تتالت مشاريع المسلسلات المؤلفة من عشر حلقات، والتي باتت تعرف بـ"العشاريات"، حتى لو كان يعرف مصير عرضها على نتفليكس، بدءاً بمسلسل "عهد الدم"، من تأليف إياد أبو الشامات وإخراج رامي حنا وإنتاج شركة "إيغل فيلمز".
كان الكاتب إياد أبو الشامات قد صرّح لوسائل إعلامية أن العمل هو دراما بوليسية تشويقية تقوم حول مجموعة من الأسباب التي تقود أباً لأسرة عادية ليصبح مجرماً، والتحوّلات التي تصيب حياته، التي ربما تدفعه إلى ذلك. كان من المقرر أن تقف فيه الفنانة كاريس بشار إلى جانب الفنان باسل خياط بعد غياب طويل عن عمل جمعهما معاً.
العمل الذي سيبدأ تصويره خلال الشهر الجاري في لبنان وعدد من البلدان الأوروبية، سيتم عرضه على التلفزيون كأسلوب عرض بات تقليدياً، بالإضافة إلى مجموعة من القنوات والمنصات على الإنترنت، إذ إنه مأخوذ عن فكرة أجنبية تمتد لعشر حلقات أيضاً، وبالتالي قد تتشابه أحداثه بالمطلق مع العمل المذكور.
من "الهيبة "إلى "العميد"
وإثر انسحاب كاريس من المسلسل بسبب "ضيق الوقت" على حد تعبيرها، قد تعود الثنائية إلى النموذج المعتاد الذي يجمع نجمين سوري ولبنانية، إلا في حال جرى استبدال كاريس بممثلة سورية أيضاً، وبذلك قد نشهد عشارية بطلاها ممثل وممثلة سوريان، وكأن هذه الحالة أصبحت مقصودة بعد حالة التمرّد التي أصابت النجمات اللبنانيات.
تكمل مسيرة العشاريات بظهور الكاتب باسم السلكا مستلماً دفة كتابة وإخراج عشارية "العميد"، بعد أن تخلى عن كتابة الموسم الرابع من مسلسل "الهيبة"، ليقود دفة التأليف، الكاتب السوري المعارض فؤاد حميرة. والملفت أن الممثل السوري تيم حسن فاجأ محبيه بتغريده أطلقها على تويتر بمشاركته ببطولة العمل؛ ما أوقع النقاد والصحافيين في حيرة وتساؤل حول مدى جدية تيم في الخروج عن نطاق "الهيبة"، ليطرح الجواب نفسه بأن "الهيبة" يشق طريقه إلى التنفيذ، خاصة بعد دخول الممثلة السورية ديمة قندلفت إلى ساحة الموسم الرابع، إضافةً إلى الممثل اللبناني عادل كرم. ومن الواضح أن عشر حلقات تُظهر شخصية "العميد" لن تبعد جبل شيخ الجبل عن رمضان 2020. في حين يروي المسلسل قصة تدور أحداثها في أحد مخيمات اللجوء السورية.
عودة أسماء غائبة
الممثل السوري عابد فهد سيكون في هذه الثورة الدرامية الجديدة، وكأنها مقصودة تلك الفكرة التي تقوم على اختيار نجوم الصف الأول حتى يتم الترويج لمثل هذا النوع الجديد من الأعمال، لتقف إلى جانبه الممثلة اللبنانية نادين الراسي بعد غياب عن الساحة الدرامية. ومن الواضح أن العمل سيكون من إنتاج شركة "غولدن لاين" بالتعاون مع المنتج إياد الخزوز، في حين يتولى كتابة النص سلام كسيري؛ إذ لم يعلن عن مزيد من التفاصيل، ومن المتوقع أن يحاول عابد فهد من خلال هذه الحلقات العشر أن يعيد نفسه إلى الواجهة بعد ما وقع في مصيدة شخصية "العميد عصام" التي لعبها الممثل السوري خالد القيش وأطاحت شخصية أمير من التربع على عرش نجومية مسلسل "دقيقة صمت".
من المرجح أن ينضم الفنان قصي خولي إلى قائمة أبطال العشاريات عن طريق مشروع درامي يجرى التحضير له وقد يجرى تصوير أحداثه كاملة في مصر، وذلك بعد اعتذار قصي عن بطولة فيلم "ماكو" بسبب إصابة تعرض لها في كتفه أخيراً، ليبدأ بعدها التحضير لمسلسله الرمضاني القادم مع الفنانة اللبنانية نادين نسيب نجيم بعد آخر لقاء جمعهما في مسلسل "خمسة ونص".
أجزاء أولى فقط
بالمقابل، تغيب فكرة الجزء الثاني عن أعمال الموسم الفائت، عدا مسلسل "ما فيي" الذي سيجرى تصويره قريباً، بالتزامن مع عرض مسلسل "عروس بيروت"، وانطلاق عمليات تصوير مسلسل "سر"، ما يعني تحول الدراما إلى نمطين؛ قصير في إطار عشر إلى خمس عشرة حلقة، وطويل في إطار المواسم التي قد يمتد الواحد منها إلى ستين حلقة.
هل ستحمل هذه الأنواع من الدراما البديلة نقلة في الدراما العربية؟ وهل ستحقق الدراما العربية المشتركة نجاحاً يطيح الدراما المحلية في سورية ولبنان لتصبح هي من يعلن ويحدد أصناف الأعمال؟ ما يعني خروج الأعمال المحلية من المعادلة واقتصار البطولة فيها على مشاركات نجوم الصف الثاني بعد أن اتجه نجوم الصف الأول إلى الدراما العربية التي تروي ظمأهم مادياً وجماهيرياً، رغم محاولة بعض المنتجين اللبنانيين والعرب "لبننة" الدراما المشتركة من خلال عدم التوازن في جنسيات أبطالها بحجة التصوير على الأراضي اللبنانية، ما يعني تراجع حصة تمثيل السوريين في الدراما المشتركة وتنكيه العمل بحضور مصري أو مغاربي شكلي لضمان دخول المسلسل أسواقاً بديلة.