"بانوراما" برلين 2019: طغيان إسرائيلي

04 فبراير 2019
من "اليوم التالي لمغادرتي" لنمرود إلدار (الموقع الإلكتروني للمهرجان)
+ الخط -
عشية احتفاله بالعيد الـ70 لتأسيسه، ورغم الانفتاح واضح المعالم لمديره ديتر كوسليك على منطقة الشرق الأوسط وقضاياها المختلفة، يبدو "مهرجان برلين السينمائي الدولي "برليناله")، في دورته الـ69 (7 ـ 17 فبراير/ شباط 2019) غير معنيّ كثيرًا بالجغرافيا العربية. فالأفلام العربية قليلة، مقابل تعدّد البرامج والتظاهرات المواكبة للمسابقة الرسمية، التي تخلو من أي فيلم عربي أيضًا. لكن "المنتدى" يضم 39 فيلمًا، بينها وثائقيان عربيان، الأول بعنوان "وردة متفتحة" للّبناني غسان سلهب، والثاني بعنوان "خرطوم أوفسايد" لمروة زين. 

ومع أن قسم "بانوراما" يُعتبر الأهم بعد المسابقة الرسمية، إلا أن الحضور العربي فيه شبه منعدم، باستثناء فيلمين وثائقيين لمُخرجين عربيين، يحملان (الفيلمان) جنسيتين أوروبيتين: "التحدّث عن الأشجار" للسوداني الفرنسي صهيب جاسم البرّي، و"عرب غربيون" للدنماركي الفلسطيني عمر شرجاوي.

وهذا لافت للانتباه، في ظلّ النقاش الدائر حول موقع ديتر كوسليك ومنصبه، والانتقادات الموجّهة إليه، هو المُدافع عن خطته التي عمل عليها طويلاً، ومنها اهتمامه بالشرق الأوسط وبما يحدث فيه. فـ"بانوراما" تضمّ 29 فيلمًا روائيًا طويلاً، بينها 3 أفلام إسرائيلية، أحدها بإنتاج مشترك مع ألمانيا، مقابل غياب أي دولة عربية أخرى سواء انتمت إلى جغرافية الشرق الأوسط أو لا.

والأفلام الـ3 هي: "اليوم اللاحق لذهابي" لنمرود إلدار، و"ديفينو آمور" لغبريال ماسكارو، و"مُقيّد بالسلاسل" ليارون شاري. يتناول الأول علاقة أب أعزب (يعاني أزمة منتصف العمر) بابنته المراهقة، الراغبة في الانتحار؛ والثاني يذهب إلى البرازيل عام 2027، ليروي حكاية امرأة متديّنة تستغلّ منصبها في مكتب كاتب العدل كي تمنع الازواج من الطلاق، منتظرة تقديرًا لجهودها من قبل الله. أما الثالث، فيتابع وقائع متعلّقة باتهام شرطي باعتداء جنسي على صبيين، فيتعرّض لضغوط جمّة تُضيف من توتره الناشئ أصلاً من عجزه عن الإنجاب، ما يدفعه إلى أقصى التطرّف حيث يُمكن حصول كلّ شيء.
المساهمون